Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصادر في "التعاون الإسلامي" تكشف ما حدث في كواليس قمة مكة وتخالف الرواية القطرية

"اندبندنت عربية" حصلت على مسودة القرار قبل التعديل

سفير السلطة الفلسطينية اعتبر قمة مكة "فلسطينية" بامتياز (واس)

أثارت التصريحات والبيانات القطرية نحو "قمم مكة" جدلاً بين أوساطٍ في العالمين العربي والإسلامي، إثر انسحاب الدوحة من "الإسلامية"، وتحفظها متأخرة على بيانات الخليجية والعربية، ما أحوج وزير الخارجية القطري الشيخ عبد الرحمن آل ثاني إلى الخروج في لقاء مع قناة الجزيرة التي تملكها بلاده لمحاولة تخفيف وطأة الجدل، محاولاً نفي انسحاب بلاده من القمة الإسلامية، وإعطاء خروج رئيس وفد بلاده تفسيراً آخر!

لكن لقاء آل ثاني هو الآخر لم يمر من دون أن يظهر تضارباً وصفه وزير الدولة للشؤون الخارجية في السعودية عادل الجبير بـ"التدليس"، بعدما تضمن اللقاء مزايدة على الموقف العربي والإسلامي نحو قضية فلسطين، على الرغم من كونها نقطة التركيز.

الملابسات

وبالعودة إلى كواليس "القمة الإسلامية"، فإن مصادر في منظمة التعاون الإسلامي تحدثت إلى "اندبندنت عربية" عن ملابسات الموضوع الذي وصفته بـ"المفتعل"، وكشفت أن القمة الإسلامية كانت محددة الوقت منذ حين، وجدول أعمالها كان واضحاً، وعلى رأسه القضية الفلسطينية.

وفصلت ذلك بالقول "تضمنت مخرجات القمة ثلاث وثائق رئيسة هي: القرار، والبيان الختامي، وإعلان مكة، فكان القرار كله بفقراته الـ37 عن فلسطين والقدس تأكيداً للموقف الفلسطيني والعربي وقرارات الشرعية الدولية والقمم السابقة، بينما تضمن البيان وإعلان مكة كل على حدة بشكل صريح وقفة صريحة مع فلسطين، ناهيك عن كلمات رئيس القمة الملك سلمان بن عبدالعزيز وأمين عام المنظمة وعدد من الزعماء العرب والمسلمين، الذين جاءت قضية فلسطين في سياق كلماتهم حاضرة كذلك".

وكانت شاشات النقل المباشر أظهرت رئيس الوفد القطري، وهو يخرج من القاعة أثناء توجيه العاهل السعودي الكلمة إلى ملك الأردن، الذي أظهر فيها مثل العادة حماسة بالغة نحو القضية الفلسطينية بحكم علاقة بلاده الخاصة بالقدس والفلسطينيين، ما اعتبر في حينه انسحاباً غير مفهوم من جانب الدوحة، فجرى تفسيره بالتضامن مع حليفتها طهران التي نددت القمة الاسلامية وسابقاتها العربية والخليجية بسلوكها العدواني ضد دول الخليج.

ولدى السؤال عما إذا كان الفلسطينيون بالفعل هم الذين طلبوا إدراج قضية فلسطين على جدول أعمال القمة الإسلامية تحديداً، استبعد المصدر في "التعاون الإسلامي"، أن يكون ذلك ممكن الحدوث حتى من الناحية المنطقية، فالقرار الوحيد الصادر عن القمة كان عن فلسطين، ويستحيل أن يكون مشروعاً بهذا الحجم، استغرق العمل عليه أشهراً، أن يصدق العقل أنه تم في ساعة أو ساعات بين عشرات الدول، إثر اقتراح دولة هنا أو هناك، وفق الفرضية التي ذكرتم.

قبل التعديل

ولفت إلى أن كل الذي حدث في الكواليس، أن "الفلسطينيين طلبوا تعديلاً طفيفاً في الفقرة الخامسة من القرار، والسادسة من البيان الختامي، وهو تعديل وإضافة لبضع كلمات، بما يمكن وصفه بلمسات في الصياغة".

وحصلت "اندبندنت عربية" على مسودة القرار قبل التعديل وبعده، بما يكشف ماذا تم بالفعل في كواليس المنظمة الأكبر في العالم بعد الأمم المتحدة.

وفيما كان نص الفقرة السادسة من البيان الختامي بهذا النص "أكد المؤتمر رفضه لأي مقترح أو مشـروع أو خطة أو صفقة للتسوية السلمية، لا يتوافق ولا ينسجم مع الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني وفق ما أقرته الشرعية الدولية، ولا ينسجم مع المرجعيات المعترف بها دولياً لعملية السلام وفي مقدمتها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة...إلخ"، جاء تعديلها النهائي على النحو التالي "أكد المؤتمر رفضه لأي مقترح للتسوية السلمية، لا يتوافق ولا ينسجم مع الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني وفق ما أقرته الشرعية الدولية، ولا ينسجم مع المرجعيات المعترف بها دولياً لعملية السلام وفي مقدمتها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة...إلخ".

وكان الفرق الوحيد بين النصين، هو ورود لفظتا "خطة وصفقة"، في المسودة الأولى، وخلو النهائية منها، ليكون القرار شاملاً للحاضر والمستقبل، وليس محصوراً فقط على إشاعات "صفقة القرن"، التي لم تزل مجهولة التفاصيل حتى الآن، ولم تطرح رسمياً.

 

 

ومن الجانب الفلسطيني، نفى سفير السلطة في السعودية باسم آغا أن تكون بلاده خرجت بأي موقف سلبي نحو أشقائها العرب والمسلمين بعد قمم مكة، بل اعتبرها صريحة في دعم قضية فلسطين والقدس الشريف.

وقال في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، "قمة مكة الإسلامية كانت فلسطينية بامتياز، ولو لم يكن فيها إلا تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن فلسطين كانت وستبقى قضية المملكة الأولى، لكان ذلك بالنسبة إلينا كافياً، وقد خرجنا منها مرتاحين سعداء".

ولفت إلى أن "القمة العربية التي جرى النقاش حولها هي الأخرى كانت إشارتها إلى قمتي القدس في الظهران وتونس واضحة في التمسك العربي بخيار الشعب الفلسطيني وعاصمته القدس الشريف".

وكان وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني قد قال في تصريحات تلفزيونية إن بلاده لا توافق على ما يناقض ثوابت القضية الفلسطينية ولا تقبل بتجاوز الشعب الفلسطيني، مضيفا أن بيان القمة الإسلامية كان سيغفل القضية الفلسطينية لولا طلب من الوفد الفلسطيني.

المزيد من العالم العربي