Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زوجات رؤساء العصابات في الدراما عقليات إجرامية استثنائية

الخارجون عن القانون تدعمهم شريكات حياة قويات يتقدمن الصفوف ويضعن الخطط الشيطانية

منح مسلسل "أوزارك" مساحة كبيرة لزوجة البطل التي كان لها دور رئيس في تحريك الأحداث (الحساب الرسمي للمسلسل على إنستغرام)

إلى جانب كل رجل عصابة ناجح يدهس مشاعره بقدميه، من أجل النجاة، ورغبة في الانتقام من خصومه، شريكة حياة أشد قسوة، وأكثر قدرةً على إبداع الأفكار التي تتلاعب بمن حوله، ولديها مثابرة لا تلين، لتعينه على كسر القوانين، والخروج عنها بسلاسة لم يكن ليتوقعها.

على الأقل، هذا ما يميز كثيراً مما عرضته الشاشات من مسلسلات تدور أجواؤها في عالم الجريمة، ويتفنن أبطالها في تجاهل القوانين والتلاعب بها، لتحقيق أهدافهم في الثروة والسلطة، فزوجات المجرمين لم يكُنّ أبداً عائقاً أمام شهوتهم في بناء مجدهم وإمبراطوريتهم، بل على العكس، بدا أن النساء في تلك الأعمال أكثر قدرةً على تقديم مقترحات وخطط جهنمية، فصورة الزوجة في هذه النوعية من الدراما، خصوصاً الشهيرة منها، تتميز بسمات مشتركة كثيرة، أبرزها قوة الشخصية، وتقديم المبادرات، والتمتع بعقلية استثنائية تدير الجرائم بحرفية وتفوق.

"ويندي" سيدة عصابات غسل الأموال

الزوجة هنا ليست بعيدة بالمرة عن ميدان اللعبة، ولا تعيش في الظل، وليست تلك السيدة النمطية التي تخشى التورط في الأزمات، فهي تحمل السلاح، وتوزع الأدوار على أفراد الجماعة، وتكسب ثقة القيادات، وبينهن ويندي، المرأة التي ليس من السهل أبداً على من أمامها أن يكشف أهدافها، وحدود تجاوزها للمحظورات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تبدو ويندي للوهلة الأولى سيدة تبحث عن الاستقرار العاطفي، وترفض أداء أمور من شأنها أن تعرض طفليها للخطر، بل تمتنع عن التورط في الأعمال المشبوهة، التي يقوم بها زوجها مارتي بيرد "جاسون بيتمان"، وهي تبييض الأموال لصالح عصابات ترويج المخدرات.

لكن، المسلسل الأميركي "أوزارك" لا يكشف أوراقه بتلك السهولة، فسرعان ما تصبح ويندي "لورا ليني" هي العقل المدبر، التي تذهب بطموحاتها في الثروة والسيطرة بعيداً، وتبدو أفكارها وخططها أكثر خطورة من زوجها مارتي، بل وتكون هي المفاوض الأول مع رؤساء مروجي الممنوعات، حيث تبدو أكثر صموداً وأكثر قدرة على التحكم في أعصابها.

صمت "سكايلر" المرعب

أما سكايلر "آنا جان" زوجة والتر وايت في مسلسل "Breaking Bad"، الطاهي الأشهر للمواد الممنوعة في الولايات المتحدة الأميركية، الذي حير شرطة مكافحة المخدرات وقتاً طويلاً، إذ استطاع والتر "بريان كرانستون" التخفي حتى عن أقرب المقربين له.

تظهر سكايلر امرأة عادية جداً بلا طموح، كما تبدو صارمة فيما يتعلق بأي تصرف غير قانوني، بخاصة أن زوج شقيقتها من أبرز رجال وحدة مكافحة الترويج للمواد الممنوعة، كما أنها حاسمة للغاية في عملها، وترفض أن تقوم بأي إجراء لا يتوافق مع اللوائح.

ومع ذلك، وبعد معارضتها التامة لعمل زوجها تتحول تدريجياً إلى داعمة له، بل وتبحث عن أفكار لتكون غطاءً منطقياً لثروة الأسرة المفاجئة، وتتفنن أيضاً في ابتكار أماكن لتخبئة الأموال الطائلة، وتظهر وجهها الشرس وشخصيتها القوية التي لا تتأثر بأي متغيرات، والقادرة على إخفاء مشاعرها، والظهور بوجه ثابت دون مشاعر كي لا تفصح عما بداخلها، وهي بالضبط صفات زعماء العصابة الكبار.

"كلير أندروود" الأشد قسوة

لكن، كل هذا لا يقارن بالسقف الذي يمكن أن تصل إليه كلير أندروود، فطموحها السياسي يجعلها تضحي بحلمها في الأمومة، ويجعلها أيضاً تخون كل المقربين، ولا تأمن لأحد، فشخصية كلير التي قدمتها روبين رايت في المسلسل الأميركي "House of Cards" أمام فرانسيس أنلود "كيفن سبيسي" خادعة في البداية، وتظهر أكثر حناناً من زوجها الذي يتخطى كل القوانين، ولا يتورع أن يرتكب جرائم قتل متعددة من أجل الوصول إلى مقعده في البيت الأبيض.

ومع تطور الأحداث نشاهد شخصيتها كداعمة أساسية لطموح زوجها الذي لا يقف أمامه أي قانون، لكنها فيما بعد تطمع في أن تصبح مكانه، ولا تتورع بأن تخونه بعد ما صنع لها كيانها السياسي، وفي سبيل ذلك ترتكب أكثر من جريمة أيضاً. وعلى الرغم من أن الزوج والزوجة هنا لا تنطبق عليهما شروط التشكيلات العصابية المعتادة، فإنهما بحكم القانون مدانان بقتل عدد من الأشخاص وبمخالفة الدستور أكثر من مرة.

لشبونة تدير العصابة على طريقة رجال الشرطة

لا شك أيضاً أن انضمام المحففة راكيل موريلو "إتزيار إيتونيو" لعصابة البروفيسور، بعد أن أطلقت على نفسها اسم لشبونة، قد نقل اللعبة مع الشرطة إلى منطقة أكثر تشويقاً، حيث ارتبطت المحققة برئيس العصابة في المسلسل الإسباني "Money Heist"، ثم طلبها للزواج لاحقاً، وأصبحت فرداً مهماً في العمليات، التي يتم التخطيط لها.

وعلى الرغم من تفرد عقلية البروفيسور "ألفارو مورتي"، لكن وجود راكيل كشريكة في حياته منحها فرصة لتتابع تفاصيل كل خططه المحكمة للسرقة، وتحاول أن تغلق كل الثغرات التي يمكن أن تحبط من خلالها الشرطة المخطط، بحكم علمها بطريقة تفكير رجال الأمن بعد سنوات من العمل معهم، بالتالي كانت راكيل العقل المدبر الثاني مع البروفيسور وصاحبة القرارات الخطرة في الأوقات الحاسمة، حيث أسهمت في إنقاذ العصابة أكثر من مرة.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة