Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أكثر من ثلث البريطانيين غير قادرين على توفير "دفء مريح" لمنازلهم

أبلغت جمعية خيرية إميلي أتكينسون أن التهديد الذي تمثله الارتفاعات السعرية المحتملة للاستقرار المالي والجسدي والعقلي لدى الناس "يجب أن يكون مصدر خزي" للحكومة

سيكون لزاماً على الوالدين العازبين والأزواج الذين لا أطفال لهم أن ينفقوا ما يقرب من ربع مداخيلهم على فواتير الطاقة (رويترز)

يشير استطلاع جديد إلى أن أكثر من ثلث البريطانيين غير قادرين على تحمل كلفة تدفئة منازلهم بما فيه الكفاية، وصولاً إلى مستوى مريح.

يأتي ذلك في وقت من المتوقع فيه أن ترتفع فواتير الطاقة بنسبة 50 في المئة خلال أشهر إذا لم تتدخل الحكومة، فقد حذر عدد من الجمعيات الخيرية من أن الملايين من الأسر ذات الدخل المنخفض، في غياب دعم إضافي، معرضة إلى خطر الاضطرار إلى تقنين التدفئة أو إيقافها لتجنب الوقوع في ديون جدية.

وسيعلن السقف الجديد لأسعار الطاقة في 7 فبراير (شباط)، ومن المتوقع أن تزيد الفواتير بمبلغ يتراوح ما بين 700 إلى 2000 جنيه استرليني (937 - 2677 دولاراً) [سنوياً].

وأبلغت جمعية خيرية "اندبندنت" أن التهديد الذي تمثله الارتفاعات المحتملة للاستقرار المالي والجسدي والعقلي لدى الناس "يجب أن يكون مصدر خزي" للحكومة.

ووفق استطلاع أخير أجرته "يوغوف"، يقول 37 في المئة من الأشخاص الذين يعيشون في المملكة المتحدة إنهم عندما تنخفض درجات الحرارة على مدى أشهر الشتاء، لا يستطيعون تدفئة منازلهم إلى مستوى يشعرون فيه بالدفء في شكل مريح.

ويقول نصف الناس تقريباً (49 في المئة) في الأسر التي يقل دخلها عن 15 ألف جنيهاً في السنة، إنهم لا يستطيعون أن يتحملوا كلف تدفئة منازلهم إلى درجة حرارة مريحة عندما يكون الجو بارداً جداً في الخارج.

وفي هذه المجموعة تمكن الثلث من تدفئة منازلهم إلى مستوى شعروا فيه بالدفء لكن ليس إلى الدرجة التي يرغبون فيها، وتمكن 11 في المئة من التخلص من أسوأ ما في البرد، أما الستة في المئة الباقين فلا يمكنهم تحمل كلف تدفئة منازلهم على الإطلاق.

وأفادت هيئة العمل الوطني في مجال الطاقة، وهي مؤسسة خيرية تعمل في مكافحة فقر الوقود، بأن المعدل الحالي الذي ترتفع به فواتير الطاقة "مرعب بالفعل ويصيب الملايين من الأسر ذات المداخيل الأدنى أكثر من غيرها".

وقال بيتر سميث، مدير السياسات والمناصرة في هيئة العمل الوطني في مجال الطاقة لـ "اندبندنت"، "من دون أي دعم إضافي، ستغرق ملايين إضافية من الأسر في الديون، وسيوقف العديد منها تشغيل أجهزة التدفئة، الأمر الذي قد يعرضها إلى خطر شديد يتمثل في اعتلال الصحة على نحو خطر وإجهاد آخر غير مرغوب فيه لخدماتنا الصحية المعرضة إلى ضغط بالفعل.

"وهناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها الآن للتعويض عن هذا البؤس، ونحن نحض حكومة المملكة المتحدة والجهات التنظيمية على الاستجابة على وجه السرعة لحجم هذه الأزمة".

وردد تعليقات السيد سميث تحليل جديد نشرته مؤسسة جوزيف راونتري في وقت سابق من هذا الشهر، بين أن الأسر ذات الدخل المنخفض تضطر إلى أن تنفق على فواتير الطاقة في المتوسط 18 في المئة من دخلها بعد حسم كلف الإسكان بحلول أبريل (نيسان).

وبالنسبة إلى الأسر ذات البالغ الواحد، يرتفع هذا الرقم إلى 54 في المئة، أي بزيادة قدرها 21 في المئة في 2019 -2020.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن ناحية أخرى سيكون لزاماً على الوالدين العازبين والأزواج الذين لا أطفال لهم أن ينفقوا ما يقرب من ربع مداخيلهم على فواتير الطاقة، وهي قفزة بنحو 10 نقاط مئوية في العام نفسه.

وحضت منظمة المناصرة للتغيير الاجتماعي الحكومة على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الأزمة المالية الوشيكة التي يمثلها سقف أسعار الطاقة، حتى لا يُسمح "لكلف المعيشة المتزايدة بالإيقاع بالناس".

وقالت كاتي شموكر من مؤسسة جوزيف راونتري، "الواقع بالنسبة إلى العديد من الأسر هو أن عدداً أكبر مما ينبغي من الأطفال يعرفون المعاناة المستمرة بسبب الفقر. لا بد لحقيقة أن مزيداً من الأطفال يعيشون في فقر ويغرقون في شكل أعمق في مستنقع الفقر، أن تشعرنا جميعاً بالخزي".

"والحجة لمصلحة الدعم المستهدف لمساعدة الناس من ذوي المداخيل المنخفضة لا يمكن أن تكون أوضح مما هي الآن، لكن هذا لا بد من أن يترافق مع العمل العاجل من أجل تعزيز نظام الضمان الاجتماعي الذي كان غير كاف في شكل محزن حتى قبل أن تبدأ كلف المعيشة في الارتفاع".

"يبلغ المعدل الأساس لمزايانا أدنى معدل حقيقي له منذ 30 سنة، وهذا يسبب مشقة كان من الممكن تجنبها. ويتعين على الحكومة أن تفعل الصواب وأن تعزز من قوة هذه الخدمة العامة الحيوية. ستؤثر أسعار الطاقة المتزايدة في الجميع، لكن تحليلنا يظهر أنها قادرة على تدمير موازنات العائلات ذات المداخيل الأكثر انخفاضاً. لا تستطيع الحكومة أن تقف موقف المتفرج وتسمح لكلف المعيشة المتزايدة بالإيقاع بالناس".

كذلك أعربت أكبر مؤسسة خيرية خاصة بالمسنين في المملكة المتحدة عن قلقها العميق من أن تدفع أسعار الطاقة عشرات الآلاف من كبار السن إلى مستنقع الفقر.

وأظهر استطلاع أجرته "المسنون في المملكة المتحدة" في 21 يناير (كانون الثاني) أن أكثر من 80 في المئة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة يعتقدون بأن الحكومة ينبغي أن تتدخل لمساعدة الأشخاص الأكبر سناً والأكثر فقراً في تجنب الاضطرار إلى تقنين وقودهم من أجل توفير المال.

وإضافة إلى ذلك، يشعر 62 في المئة من الأشخاص في الفئة العمرية نفسها، أي ما يعادل 7.8 ملايين شخص من الأكبر سناً، بقلق في شأن تدفئة منازلهم، وقبل ستة أسابيع كان الرقم 43 في المئة فقط.

وقالت مديرة الجمعية الخيرية كارولين أبراهامز لـ "اندبندنت"، "إن عدد كبار السن الذين يشعرون بالقلق إزاء قدرتهم على تدفئة منازلهم لا بد من أن يكون مصدراً للخزي لهذه الحكومة، فالملايين من كبار السن في مختلف أنحاء المملكة المتحدة يخافون في شكل مطلق الإعلان الوشيك لسقف الأسعار، ويحتاجون في شكل عاجل إلى التأكيد على أن المساعدات في طريقها إلى الارتفاع حتى يتسنى لهم أن يواصلوا تشغيل التدفئة. إنها أزمة وطنية تحتاج إلى استجابة سريعة وحاسمة من جانب الحكومة".

 "إن ارتفاع أسعار الطاقة على النطاق الذي نراه الآن غير مسبوق ولا بد من أن تكون استجابة الحكومة مساوية للتهديد الذي تمثله لكبار السن الذين يعاني العديد منهم من الضعف وتحمل كلف فواتير باهظة بمعاش تقاعدي حكومي هزيل".

© The Independent

المزيد من تقارير