Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نقص عالمي في الرقائق الإلكترونية... ربحت الشركات وخسر المستهلكون

كيف أدت أزمة كورونا إلى تفاقم المشكلة وتراجع إنتاج السيارات وزيادة تكاليف الأجهزة التكنولوجية

أزمة الرقائق الإلكترونية مع تعثر سلاسل الإمداد أثرت سلباً على عدد من الصناعات (غيتي)

كثرت أخبار الرقائق الإلكترونية في العامين الماضيين مع النقص الذي حصل في سلاسل الإمدادات وزيادة الطلب عليها في الاقتصادات العالمية، فلماذا حدث كل ذلك، ولماذا كل هذا الاهتمام المتزايد بالرقائق؟ الرقائق الإلكترونية هي شرائح متناهية الصغر، صناعتها دقيقة جداً ومكلفة وتعتبر أساسية لتشغيل الأجهزة الإلكترونية والموبايلات والكمبيوترات والسيارات الحديثة خصوصاً الكهربائية. وبسبب أزمة كورونا، حدث نقص في إنتاج هذه الرقائق الإلكترونية لعوامل عدة يمكن اختصارها في التالي: أزمة سلسلة توريد البضائع والسلع وارتفاع تكلفة الشحن 10 أضعاف على أساس سنوي.إضافة إلى تراجع إنتاج الشركات الرئيسة بسبب عمليات الإغلاق، وتفشي إصابات كورونا بين العمال. مع نشاط مكثف للصناعات الإلكترونية أثناء الوباء بسبب زيادة الطلب عليها نتيجة العزلة في المنازل.كما يمكن إضافة زيادة الطلب بسبب زيادة الاعتماد على تقنية الجيل الخامس التي تدفع لاستهلاك الرقائق بكثافة في وقت ارتفع فيه الطلب على السيارات مع تعافي الاقتصادات والعودة تدريجياً للحياة الطبيعية ومنع الولايات المتحدة بيع الرقائق لشركة "هواوي" الصينية وفرض حظر على بعض المنتجات الصينية.
وأظهر تقرير حديث من وزارة التجارة الأميركية أن هناك 17 في المئة زيادة في الطلب على الرقائق في 2021 مقارنة بعام 2019 قبل الأزمة، كما أن متوسط فترة المخزون انخفضت من 40 يوماً في 2019 إلى 5 أيام فقط في 2021.

صعوبة زيادة الإنتاج

وبسبب دقة وحساسية إنتاج الرقائق ليس من السهل زيادة إنتاجها أو ظهور منتجين في الأسواق بسرعة لمواكبة الطلب الكبير الذي ظهر خلال أزمة كورونا. فعلى سبيل المثال، فإن تكلفة بناء مصنع جديد للرقائق بمعدات حديثة تقارب 20 مليار دولار، أي ما يعادل تكلفة بناء حاملة طائرات أو محطة نووية.

المستفيدون من الأزمة

وخلقت الأزمة أرباحاً هائلة للشركات المتخصصة في إنتاج الرقائق الإلكترونية، ففي تقرير لأبحاث "جارتنر" قال فيه، إن أرباح شركات الرقائق حول العالم ارتفعت 25 في المئة في 2021 وتجاوزت 500 مليار دولار لأول مرة. وأصبحت هذه الشركات محط أنظار المستثمرين خلال الأزمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، ظهر الخاسرون من أزمة نقص الرقائق، مثل قطاع السيارات حيث أدى نقص الرقائق الإلكترونية إلى تخفيض إنتاج السيارات البريطانية لأدنى معدلاتها منذ 1956 بعدما تراجع 7 في المئة في 2021، بينما تراجعت مبيعات السيارات في ألمانيا لأدنى مستوى في 30 عاماً، في وقت قالت فيه "تويوتا"، إنها خفضت خطة إنتاجها لشهر فبراير (شباط) 20 في المئة بسبب نقص الرقائق. كما ارتفعت التكاليف على المستهلكين بسبب الأزمة، حيث يقول تقرير لوكالة "فوكس" الأميركية، إن أسعار كافة الأجهزة الإلكترونية، كاللابتوب والكمبيوتر والتليفونات والتلفزيون والألعاب الإلكترونية وغيرها، قد ارتفعت بسبب نقص الرقائق.

منافسة عالمية

وتزداد المنافسة الآن بين الدول لدعم صناعات الرقائق الإلكترونية، حيث تسيطر عليها تايوان وكوريا الجنوبية، وقد رصدت الولايات المتحدة 52 مليار دولار لدعم الصناعة، بينما يتطلع الاتحاد الأوروبي لمضاعفة إنتاجه من الرقائق حتى عام 2030. وتوقعت أبحاث "جارتنر" أن 50  في المئة من كبرى شركات تصنيع معدات السيارات سوف تنتج الرقائق الخاصة بها بحلول 2025. وهناك شركات قليلة متخصصة في أغلب الإنتاج على مستوى العالم، وأهمها "إنتل" و"تايوان لصناعة أشباه الموصلات" و"سامسونغ" و"آرم" البريطانية و"نيفيديا" الأميركية وغيرها. ولعبت الصراعات الأميركية- الصينية في حقبة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب دوراً في تفاقم الأزمة، حيث تحاول واشنطن منع وصول بكين إلى تكنولوجيا متطورة خوفاً من تهديد أمني محتمل في حال سيطرت الشركات الصينية على هذه الصناعة، إضافة إلى اتهامات أميركية للشركات الصينية بسرقة براءات الاختراع لشركات التكنولوجيا الأميركية. ويتوقع تقرير لبنك "غولدمان ساكس" أن 169 صناعة تستخدم الرقائق الإلكترونية مع زيادة متوقعة بنسبة 50 في المئة في الاعتماد عليها العديد في الأجهزة والصناعات عندما تتحول إلى الذكاء الاصطناعي.