Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حزمة قرارات سعودية لضمان عدم عودة العشوائيات إلى جدة

أعلنت اللجنة المعنية بإزالة الأحياء المخالفة أنها تعمل على توفير بيوت بديلة وإعطاء أولوية في التوظيف لأبناء هذه المناطق لتحسين وضعهم الاقتصادي

باشرت إدارة مدينة جدة عمليات إزالة واسعة للعشوائيات هذا العام (أمانة محافظة جدة)

سارت عملية التنمية في مدينة جدة على مر العقود الماضية بجوار العشوائيات، متصالحة مع وجودها بعد أن نمت بعيداً عن مرأى الحكومة التي فشلت في السيطرة عليها قبل أن تصبح جزءاً من قلب المدينة. ونتيجة لذلك، قادت إدارة المدينة المكتظة بالأحياء غير النظامية مشروعاً واسع النطاق يهدف إلى إزالتها بشكل كامل بدءاً من العام الجاري.

وبما أن مشكلة العشوائيات قائمة منذ عقود مضت، فإن إزالتها ليست حلاً كافياً، فبالنظر إلى طريقة نموها واتساعها يمكن استنتاج أن فرصة عودتها قائمة ما دامت ظروف نشأتها الأولى لا تزال حاضرة.

الأمر الذي فطنت له الحكومة، إذ أطلقت عدداً من البرامج تستهدف سكان العشوائيات الذين انتقلوا منها بعد مشاريع الهدم والإزالة لضمان تحسين أوضاعهم ليكونوا ملائمين وقادرين على السكن في أحياء سليمة ومنظمة.

وظائف وسكن مجاني

وأعلنت لجنة العشوائيات بمحافظة جدة توفير وظائف للمواطنين والمواطنات المسجلين في الضمان الاجتماعي (برنامج الدعم الاجتماعي) من سكان الأحياء المشمولة بالتطوير، عبر برامج التمكين الموجهة لهذه الفئة، كما أعلنت عن حزمة من الخدمات التي توفرها الدولة للمواطنين الذين يسكنون في نطاق الأحياء العشوائية المزالة منازلهم ، ويأتي في مقدمتها توفير سكن مجاني.

وأوضحت أن التسكين يشمل ثلاث فئات، الأولى "الأسر الضمانية" المسجلة في برنامج الدعم الذين سكنوا هذه الأحياء، حيث تم تسكين أكثر من 550 أسرة أزيلت منازلهم لحين نقلهم بعد ذلك إلى وحدات الإسكان التنموي، والتي خصص لها 4781 وحدة سكنية ستكون جاهزة بالكامل مع نهاية العام الحالي 2022.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما الفئة الثانية، فتشمل أصحاب المنازل الساكنين في الأحياء العشوائية والمزالة ممن لديهم صكوك، وقد استأجرت لهم الدولة وحدات سكنية لحين استلامهم مبالغ التعويضات. أما الفئة الثالثة فهم المواطنون الذين يسكنون هذه الأحياء وليسوا من مستفيدي برنامج الضمان الاجتماعي، وليس لديهم صكوك تتم دراسة حالتهم، ويتم تسكينهم بالتعاون مع الجمعيات الخيرية، منوهة إلى أنه سوف يتم التعامل مع الفئات الثلاث في الأحياء المزمع إزالتها مستقبلاً وفق ذات التنظيم، كما تم تقديم أكثر من 68 ألف خدمة لسكان الأحياء التي تمت إزالتها، شملت نقل العفش، بحسب لجنة إزالة العشوائيات.

ظروف نمو العشوائيات

وأكد متخصصون في شؤون التنمية، أن الجهود التي ستصاحب البناء يجب أن يرافقها برامج رصد منعاً لتكون أي بؤر عشوائية جديدة.

وقالت المتخصصة في السياسات السكانية والتنمية، عبلة مرشد، إن العشوائيات لا تنشأ إلا عند وجود تهاون وغفلة من الجهات المسؤولة في متابعة عملية الإسكان والتعمير في الأحياء المختلفة، ومن المأمول ألا تتكرر مثل هذه النماذج.

وأكدت أن توفير الخدمات للمواطنين الذين كانوا يعيشون في الأحياء العشوائية يعد ضماناً لعدم عودة تلك الفئة ذات القدرة الاقتصادية المتدنية إلى بناء عشوائيات أو اللجوء لسكن غير نظامي أقل كلفة، مضيفةً، "تلك الإجراءات المطلوبة للتخفيف من حدة التغيير الذي يواجههم وما يتعرضون له من مشكلات أسرية نتيجة فقدانهم مساكنهم".

من جهته، تمنى الكاتب الاقتصادي غسان بادكوك لو أن عمليات الإزالة الجارية حالياً في مدينة جدة، قد تمت منذ سنوات بعيدة، ويرى أن المواطنين القاطنين في الأحياء العشوائية هم في مقدمة المستفيدين من تلك القرارات، إذا ما مكنوا من "السكن في أحياء أفضل تتوفر فيها كافة المقومات المعيشية التي تتماشى مع معايير جودة الحياة، وفي مقدمتها الأمن بمفهومه الشامل اجتماعياً وأسرياً واقتصادياً وأخلاقياً، وسيصبح في مقدور أولئك المواطنين تنشئة أبنائهم في بيئة بعيدة عن أماكن تنتشر فيها مختلف أنواع الجريمة المنظمة".

المزيد من متابعات