Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا تحرص الجزائر على إنجاح مؤتمر المصالحة الفلسطينية؟

على الرغم من التطمينات هناك جهات عربية تتوقع الفشل لاعتبارات عدة أهمها تصلُّب المواقف بين حركتي "فتح" و"حماس"

صورة من الأرشيف للقاء جمع الرئيسين الجزائري عبد المجيد تبون والفلسطيني محمود عباس (أ ف ب)

تحبس اللقاءات والمباحثات بين الفصائل الفلسطينية الجارية بالعاصمة الجزائر أنفاس مناصري القضية الفلسطينية، خوفاً من فشل مصالحة نادت بها الجزائر من أجل رأب الصدع استعداداً للقمة العربية المقبلة، التي تراهن عليها لإحداث نقلة نوعية في توحيد الموقف العربي.

تطمينات على الرغم من تصلب المواقف

وعلى الرغم من تطمينات المسؤولين الجزائريين بنجاح مرتقب لجلسات المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، غير أن جهات فلسطينية وعربية تتوقع الفشل لاعتبارات عدة، أهمها تصلب المواقف بين حركتي "فتح" و"حماس" بشكل خاص، الأمر الذي دفع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، إلى بعث رسائل تشجيعية من جهة وطمأنة من جهة أخرى، وقال في مؤتمر صحافي في الكويت، إن مشوار المصالحة الفلسطينية انطلق، والجزائر لها خبرة طويلة في جمع الشمل الفلسطيني.

وأعرب الوزير الجزائري عن تفاؤل بلاده بشأن المصالحة "على الرغم من أننا في بداية المشوار"، مؤكداً أن الجهود الجزائرية تهدف لجعل الجانب الفلسطيني المشارك في القمة العربية المقبلة التي تستضيفها الجزائر، "يتحدث بصوت يعبر عن جميع الفصائل".

إبعاد شبهات

ولإظهار الاستعداد للمصالحة، أشادت "حماس" بتصريحات الوزير الجزائري لعمامرة، حول السعي لتجسيد المصالحة الفلسطينية، وأضافت على لسان رئيس الدائرة السياسية، سامي أبو زهري، "نؤكد دعمنا للدور الجزائري ووقوفنا خلف الجزائر بشأن تجاوز الخلاف الفلسطيني ومواجهة السلام مع إسرائيل في المنطقة"، موضحاً أن وجود الجزائر في مقدمة الصف وتحولها لدولة مواجهة، يستدعيان تنسيق الجهود بينها وبين الفلسطينيين.

من جانبها، أشارت "فتح" إلى أن رعاية الجزائر المصالحة الفلسطينية تعتمد أسلوباً مختلفاً عن كل الدول، وأكد القيادي في الحركة عزام الأحمد أن الجزائر طلبت أن تجتمع مع الفصائل الفلسطينية كل على حدة، وستتولى الرئاسة الجزائرية إعداد ورقة لدعوة الجميع للاتفاق عليها، والجزائر أكدت أنها لن تقدم على ذلك إلا إذا ضمنت النجاح.

كما أبرزت باقي الفصائل والوفود الفلسطينية التي وصلت الجزائر ترحيبها بالخطوة الجزائرية، وأشارت إلى أن الجميع مستعد لإبداء رؤيته لإنهاء الانقسام والعودة إلى الصوت الواحد.

وبالنظر إلى ما يشهده الداخل الفلسطيني من تشتت والوضع العربي من خصومة، فإن المهمة ليست مستحيلة ولكن الأكيد أنها على درجة كبيرة من التعقيد، في ظل انقسام طال أمده بين الإخوة الأعداء، وقد كلف القضية الفلسطينية الكثير وترك تداعياته على ملفات عدة في العلاقات العربية - العربية نتيجة "الصراع" بين حركتي "فتح" و"حماس"، فشلت معه كل الجهود المعلنة والخفية في إعادة ترتيب البيت الفلسطيني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

غياب نية المصالحة

إلى ذلك، يقول الكاتب الفلسطيني المقيم في الجزائر، صالح عوض، إن التخوف من فشل المصالحة بين الفلسطينيين، يرجع إلى غياب نية المصالحة لدى المعنيين بالمصالحة، فلكل منهم برنامجه في التكسّب والتسيّد، ولا يمكن أن يتنازل أحدهم عن مكتسباته أو جزء منها، متوقعاً عدم انعقاد المؤتمر "لأن الجزائر لن تعقد مؤتمرًا فاشلاً"، غير أن الحديث عن فشل الجزائر في إذابة الجليد بين الفصائل سابق لأوانه.

شروط النجاح

من جانبه، يعتبر الباحث الجزائري المختص في الشؤون الدولية، الطاهر سهايلية، أنه من الصعب التكهن بنجاح أو فشل هذه الجولة "لأننا لا نعرف من أين ستنطلق الجزائر في مباحثاتها مع هؤلاء، من الصفر أو من أين توقفت الفصائل في مباحثاتها بالقاهرة وموسكو"، معتقداً أن الجزائر لا تملك وصفة سحرية في هذه المهمة المعقدة لإنهاء الانقسام نهائياً، ولكنها ستحاول ترقيع البيت الفلسطيني وتقريب وجهات النظر بين الأطراف تحضيراً للقمة العربية.

أما شروط نجاحها، فالمؤكد يبقى مرتبطاً بالعوائق التي ستواجهها الجزائر من خلال عوامل خارجية على غرار واشنطن التي ستمارس ضغوطاً كبيرة على حركة "فتح" خصوصاً، يقول سهايلية، الذي أوضح أن الفشل المسبق مرتبط بغياب الإرادة السياسية وعدم تقديم الأطراف لا سيما الفصيلين الكبيرين "فتح" و"حماس"، تنازلات ملموسة على أرض الواقع.

أرضية مشتركة للتفاهم

المبادرة الجزائرية ما زالت في مرحلة استكشاف مواقف مختلف الفصائل الفلسطينية، ولن يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي دعوة الفصائل للجلوس معاً على طاولة الحوار، إلا إذا تأكدت الجزائر بوجود أرضية مشتركة للتفاهم وإمكانية إحداث اختراق مهم في بعض الملفات، لا سيما أن الجزائر بإمكانها إحراج الفلسطينيين ودفعهم إلى التوقيع على تفاهمات على الورق.

لكن في حال فشل الخطوة فإن الانقسام سيتعزز أكثر، وتزداد صورة الشعب الفلسطيني تشويهاً، وستفقد حركتا "حماس" و"فتح" ما تبقى لهما من مصداقية، كما تجعل القيادة الفلسطينية ضعيفة أمام أية مفاوضات مع الإسرائيليين أو مؤتمر سلام مقبل.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير