Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رسوم "ترمب" تدخل حيز التنفيذ... وأسهم شركات المعادن النادرة تقفز في الصين

الارتفاع يأتي مع تهديد بكين باستخدامها كسلاح للضغط على الرئيس الأميركي


الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح الرئيس الصيني شي جين بينغ في نهاية مؤتمر صحفي في قاعة الشعب الكبرى في بكين (أ.ف.ب.)

"مصائب قوم عند قوم فوائد"، هذا هو حال شركات المعادن النادرة في الصين، والتي استفادت كثيراً من الحرب التجارية الطاحنة بين واشنطن وبكين، والتي من المتوقع أن تنتقل من التكنولوجيا إلى قطاعات أخرى خلال الأيام المقبلة.

وبدأت الولايات المتحدة في تحصيل رسوم جمركية أعلى تبلغ 25% على سلع صينية كثيرة وصلت إلى الموانئ الأميركية صباح يوم السبت، في تكثيف للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، مما أدى إلى فرض الصين تعريفات جمركية انتقامية.

وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب الزيادة في الرسوم على قائمة من السلع الصينية تبلغ قيمتها 200 مليار دولار في العاشر من مايو (أيار)، ولكنه وافق على فترة سماح للبضائع المحمولة بحراً والتي غادرت الصين قبل هذا الموعد، ليتم تطبيق الرسوم السارية قبل ذلك وهي 10%.

وفي 15 مايو (أيار)، حدّد مكتب الممثل التجاري الأميركي الأول من يونيو (حزيران) موعدا نهائيا لهذه السلع التي تصل إلى الولايات المتحدة تبدأ بعدها هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية في تحصيل الرسوم التي تبلغ 25% في الموانئ الأميركية.

وانتهت المهلة الساعة 12:01 بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم السبت.

انفراجة في أزمة "هواوي" و"غوغل"

وعلى الرغم من ظهور بوادر انفراجة في أزمة "هواوي"، عملاق التكنولوجيا الصيني وشركة "غوغل" الأميركية، التي أعادت خلال الساعات الماضية اسم هاتف هواوي "Mate 20 Pro" إلى قائمة الهواتف الذكية التي سوف يصل إليها تحديث نظام التشغيل "Android Q" المقبل، بعد أن استبعدت الشركة توفير تحديث نظام التشغيل Android Q لهواتف هواوي منذ أسبوع.

وتأتي مثل هذه الخطوة الإيجابية كدافع للشركة الصينية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه الأزمة العالمية التي انطلقت خلال العام الماضي من العاصمة الأميركية، وانتقلت إلى عدة دول أوروبية.

وقالت "هواوي"، في بيان، إن مثل هذه الخطوة تعدّ بارقة الأمل في طريق هواوي للعودة لمكانتها العالمية، وذلك أيضاً بعد دخول اسم شركة هواوي ضمن الشركات العالمية المتعاملة مع جمعية "Bluetooth"،  ائتلاف SD الخاص بكروت ذاكرة SD وتحالف Wi-Fi بالعالم.

أسهم شركات المعادن النادرة تقفز

وقبل أيام، لوّحت بكين بإمكانية استخدام المعادن النادرة كسلاح في الحرب مع واشنطن، وهو ما دفع أسعار أسهم شركات مناجم المعادن النادرة العالمية، ولا سيما الصينية والأسترالية إلى أن تقفز بأكثر من 10% وحتى 15 % مع نهاية الأسبوع، بعد أن هدّدت حكومة بكين بتقليص تصدير هذه المعادن للشركات الأميركية التي تستخدمها في الكثير من المنتجات، ومنها صناعة البطاريات القابلة لإعادة الشحن المستخدمة في السيارات الكهربائية والهجين إلى جانب أجهزة الكمبيوتر والموبايلات وتوربينات الرياح والإضاءة والمعدات والأجهزة العسكرية والأسلحة وغيرها.

وارتفعت أسعار أسهم العديد من شركات المعادن النادرة، ولا سيما الصينية والأسترالية بنسبة تتجاوز 10 % مع نهاية الأسبوع.

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، أكدت حكومة بكين، أكبر مورد في العالم للمعادن النادرة، أنها صدّرت للشركات الأميركية أكثر من 80% من إجمالي وارداتها.

قفزة في واردات أميركا من المعادن النادرة في الصين

وذكرت تقارير حديثة أن واردات الصين من المعادن النادرة ارتفعت للشركات الأميركية خلال الخمس سنوات الماضية.

وتفضّل حكومة بكين حظر تصدير المعادن النادرة لمواجهة الحرب التجارية الأميركية التي تسعى إلى عرقلة نمو الاقتصاد الصيني وتطوره.

وصعدت أسعار أسهم شركات تعدين العناصر النادرة في منطقة آسيا الباسيفيك بنسبة كبيرة.

ومن هذه الشركات التي ارتفعت أسهمها بنسب كبيرة شركات ماج رير إيرث، وإينيوفو تكنولوجي الصينيتين، مع ارتفاع أسعار أسهم كل منهما بأكثر من 10%. كما ارتفعت أسعار أسهم شركة ليناس الأسترالية بأكثر من 15% في نهاية الأسبوع الماضي.

تهديدات قوية من الصين

وأرسلت بكين رسالة تحمل في طياتها معنى التهديد بخصوص وقف إمدادات هذه الواردات للشركات الأميركية، إذا نفّذ ترامب الجمارك المرتفعة.

ونشرت وكالة "شينخوا" الصينية أن الرئيس شي جين بينج زار أخيرا شركات مناجم العناصر النادرة ومحطات معالجة هذه العناصر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتشير هذه الزيارة إلى أن حكومة بكين ستوقف تصدير العناصر النادرة أو تجعلها باهظة الثمن لتستخدمها كسلاح ضد واشنطن. وبذلك ستفقد الشركات الأميركية في حربها التجارية ضد الصين إمدادات الخامات الحيوية التي يحتاج لها قطاع التكنولوجيا الضخم.

وتنتج الصين غالبية المعادن النادرة التي يبلغ عددها 17 عنصراً على مستوى العالم، ومنها الليثيوم والسكانديوم واللانثانم والسيريوم.

وتمثل العناصر النادرة مواد كيميائية لها خواص مغناطيسية ومضيئة وتستخدم في مجموعة من المنتجات الاستهلاكية والإلكترونيات. وتساعد المعادن النادرة على إضاءة الهاتف الذكي، وتمكّن من استخدام الأشعة السينية وتضمن الاستخدام الآمن للمفاعلات النووية.

وقال المحلل الاستراتيجي، فريزر هاوي، إن منع تصدير المعادن النادرة من الصين ليس جديداً، ويمكن لبكين بالفعل أن تستخدم هذه الصادرات كسلاح قوي وفعال ضد الرسوم الأميركية التي فرضها الرئيس ترمب على المنتجات الصينية.

وحظرت بكين تصدير المعادن النادرة لليابان عام 2010 عندما أسرت سلطات طوكيو سفينة صيد صينية دخلت المياه الإقليمية اليابانية.

وقلّصت استيراد السلمون من النرويج لأن لجنة من حكومة أوسلو منحت جائزة نوبل لأحد المنشقين المعادين لحكومة بكين.

إنتاج الصين من المعادن النادرة

وقال محلّلون إنّ الصين تبدو قلقة من إمكانية استهداف واشنطن لقطاع المعادن في المستقبل، وربما تخشى أن تسارع دول العالم إلى البحث عن إمدادات بديلة لهذه المواد.

وتنتج الصين أكثر من 95% من عناصر الأرض النادرة التي يصل عددها إلى 17 عنصراً تدخل في صناعة الهواتف الخلوية والتلفزيونات والكاميرات والمصابيح، وتعتمد الولايات المتحدة على الصين بما يزيد على 80% من وارداتها من هذه العناصر.

وهذا يمنح بكين نفوذاً هائلاً إلى حد كبير في المعركة بين الولايات المتحدة والصين حول السيطرة على مستقبل التكنولوجيا المتقدّمة.

صحف صينية رسمية تحذر

وخلال الأسبوع الماضي، حذّرت صحف صينية في تعليقات قوية اللهجة من أن الصين مستعدة لاستخدام المعادن الأرضية النادرة للردّ على الولايات المتحدة في حربهما التجارية، في خطوة من شأنها تصعيد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.

وأثارت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لمصنع للمعادن النادرة الأسبوع الماضي تكهنات بأن الصين ستستخدم مركزها المهيمن باعتبارها مُصدّرا للمعادن النادرة إلى الولايات المتحدة كورقة ضغط في الحرب التجارية.

والمعادن النادرة هي مجموعة من 17 عنصرا كيماويا تُستخدم في كل شيء من الإلكترونيات الاستهلاكية ذات التكنولوجيا الفائقة إلى المعدات العسكرية. وأدى احتمال ارتفاع قيمتها نتيجة الحرب التجارية إلى ارتفاعات حادة لأسعار أسهم منتجيها بما في ذلك الشركة التي زارها الرئيس الصيني.

وعلى الرغم من أن الصين لم تعلن صراحة حتى الآن أنها ستقيّد مبيعات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة، أشارت وسائل إعلام صينية إلى أن ذلك سيحدث.

الصين تلوح باستخدام السلاح المضاد

وفي تعليق تحت عنوان "الولايات المتحدة، لا تستهيني بقدرة الصين على الردّ"، أشارت صحيفة "الشعب" اليومية الرسمية إلى اعتماد الولايات المتحدة "الحرج" على المعادن النادرة الصينية.

وقالت "هل ستصبح المعادن الأرضية النادرة سلاحا مضادا تردّ به الصين على الضغط الذي تفرضه الولايات المتحدة دون سبب على الإطلاق؟ الإجابة ليست صعبة".

وأضافت الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم "من دون شك، يريد الجانب الأميركي استخدام المنتجات المصنعة من المعادن الأرضية النادرة التي تصدرها الصين في كبح التنمية الصينية. والشعب الصيني لن يقبل هذا أبدا".

وتابعت "ننصح الجانب الأميركي بألا يستهين بقدرة الجانب الصيني على حماية مصالحه وحقوقه في التنمية. لا تقولوا إننا لم نحذركم".

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة