Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الواقع الصحي شمال وشرق سوريا... من الدمار إلى المشاريع الطموحة

إجراءات لتوفير الخدمات في المستشفيات والعيادات وصولا إلى مجانية التطبيب

أعداد كبيرة من المصابين بحاجة إلى أطراف صناعية بسبب الحرب (منظمة الصحة العالمية)

في غرفة داخل إحدى المزارع شرق مدينة سري كانيه (رأس العين)، كان طبيب الأسنان وممرض مساعد مع معدات وأدوية بسيطة، يداويان الجرحى وضحايا الاشتباكات بين وحدات حماية الشعب وفصائل الجيش الحر وجبهة النصرة في المدينة شتاء عام 2013، وقتها كانت الإدارة الذاتية عبارة عن مجالس ولجان غير فعالة.

وبعد تأسيس الإدارة الذاتية في المناطق الكردية (الجزيرة وعفرين وكوباني) في 21 يناير (كانون الثاني) 2014، تولت هيئة الصحة إدارة المستشفيات والمراكز الطبية معتمدة على كوادر بشرية قليلة، وكان معظمهم في الوقت نفسه موظفين لدى حكومة النظام، بينما تجنب آخرون الولوج في مؤسسات الإدارة خوفاً من أن يفصلهم النظام، وآخرون تحججوا بالاختلاف السياسي مع الإدارة، فلجأت الأخيرة إلى تدريب الكوادر الطبية والصحية بناء على القدرات المتوافرة لديها في إطار السعي للتعامل مع الحالات الإسعافية والطارئة فقط.

ومع ازدياد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على المدن والبلدات التي كان داعش يقيم فيها دولته، ازدادت المستشفيات والمراكز الصحية المدمرة والمنهوبة التي تتبع هذه الإدارة، وكذلك عدد المرضى والحاجات الصحية.

النظام لا يسيطر على أي مستشفى

ومعلوم أن النظام السوري لا يسيطر على أي مستشفى في شمال وشرق سوريا باستثناء المستشفى الوطني بالقامشلي، وكذلك لا تقدم أي خدمات سوى دفع رواتب العاملين في القطاع الصحي واللقاحات الممنوحة لها من منظمة الصحة العالمية. ويشكل الدعم الخيري المقدم من المنظمات الدولية وغير الحكومية رافداً لحاجات القطاع الطبي والصحي الذي تديره الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إضافة إلى هبات يقدمها مغتربون أكراد في البلدان الأوروبية.

وأشارت الصحة العالمية في تقرير لها أواسط مارس (آذار) الماضي إلى أنها "ساعدت تسعة مستشفيات في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا على استئناف خدماتها".

تراجع القطاع الصحي

جوان مصطفى هو طبيب الأسنان ذاته الذي كان يداوي الجرحى في سري كانيه، وهو يشغل الآن منصب الرئيس المشترك في هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

وعلى هامش مؤتمر طبي تخصصي قال لـ"اندبندنت عربية"، إن الواقع الصحي شهد تراجعاً كبيراً بسبب التخريب والدمار والسرقة التي طالت المستشفيات والمراكز الصحية، وأضاف مصطفى أنهم أعادوا تأهيل عشرات المستشفيات ومئات المراكز الطبية في شمال وشرق سوريا، وأنهم يطمحون إلى إعادة الوضع الصحي إلى أفضل ما كان عليه قبل الحرب في البلاد.

مجانية الصحة

وأشار الرئيس المشترك لهيئة الصحة إلى أن المنطقة تعاني من نقص الأطباء والكوادر بسبب هجرتهم خارج البلاد، مضيفاً أنهم بصدد إجراءات إدارية من شأنها توفير الخدمات للناس في المستشفيات والعيادات الطبية، وصولاً إلى مجانية الصحة للجميع كحق للمواطنين وواجب على عاتق الإدارة الذاتية.

مستشفيات تخصصية

وفي أواخر يناير الماضي، افتتحت الإدارة الذاتية مستشفى القلب والعين التخصصي في القامشلي، وهو مجهز بأدوات طبية جديدة وحديثة، وجاء هذا المشروع بدل بناء مستشفى عام في المدينة، ولتخفيف وطأة التكاليف الباهظة، والسفر إلى دمشق أو إقليم كردستان العراق.

ويؤمن هذا المستشفى خدماته للمرضى بنسبة حسم تصل إلى 45 في المئة من تكاليف العلاج مقارنة مع المستشفيات الخاصة في المنطقة، لكن مطلعين أشاروا إلى أن هذا المستشفى لم يقم بإجراء عمليات جراحية كبيرة كعملية الصدر المفتوح، ويجري الإعداد لمستشفيات تخصصية أخرى في مناطق شمال وشرق سوريا مثل مستشفى الأطفال والنسائية.

أول مؤتمر تخصصي

وفي 31 مايو (أيار) الماضي، عقد المؤتمر التخصصي الأول لأمراض وجراحة القلب لشمال وشرق سوريا، هذا المؤتمر هو الأول من نوعه تنظمه الإدارة الذاتية وكذلك للمنطقة، إذ لم تعقد حكومة النظام أي مؤتمرات من هذا النوع فيها قبل الآن. وشارك في المؤتمر حوالى 120 طبيباً من المنطقة، ومن خارج سوريا، وتقول الدكتورة زينب بينيجي، طبيبة أمراض القلب من الدنمارك، إن أحدث المعلومات والدراسات عن أمراض القلب في أوروبا والعالم، أُلقي الضوء عليها في هذا المؤتمر، وهذه المعلومات تفيد وتساعد أطباء المنطقة في طرق العلاج.

المزيد من العالم العربي