Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مايكروسوفت" ترصد 69 مليار دولار للاستحواذ على "أكتيفيجن"

أكبر صفقة شراء في تاريخ عملاق البرمجيات الأميركية وتعتبر خطوة على طريق الـ "ميتافيرس"

تقتنص "مايكروسوفت" بتلك الصفقة واحدة من أكبر صانعات الألعاب الأميركية على الإطلاق (رويترز)

أعلنت شركة "مايكروسوفت" الأميركية للبرمجيات وخدمات الكمبيوتر، الثلاثاء، أنها ستشتري شركة "أكتيفيجن بليزارد" (Activision Blizzard) في صفقة بقيمة 68.7 مليار دولار، لتوحّد بذلك اثنين من أكبر القوى في قطاع ألعاب الفيديو على مستوى العالم.
وفي أكبر عملية استحواذ لها على الإطلاق، سيدفع عملاق البرمجيات 95 دولاراً للسهم الواحد نقداً بعلاوة 45 في المئة عن إغلاق سهم "أكتيفيجن" يوم الجمعة الماضي، فيما جرى تداول السهم عند حوالي 89.55 دولار قبل بدء التعاملات الرسمية.
وبتلك الصفقة، تقتنص "مايكروسوفت" واحدة من أكبر صانعات الألعاب الأميركية على الإطلاق، وتشتهر بألعاب مثل "كاندي كراش" (Candy Crush) و"كول أوف ديوتي" (Call of Duty) و"وورلد أوف ووركرافت" (World of Warcraft)، و"أوفرووتش" (Overwatch)، ولكنها تعاني أيضاً من انتقادات ثقافية بشأن تعاملها مع السيدات.

ثالث أكبر شركة ألعاب 

ومن شأن تلك الصفقة الضخمة أن تجعل صاحبة منصة "إكس بوكس"، ثالث أكبر شركة ألعاب في العالم من حيث الإيرادات بعد "تينسنت" الصينية و"سوني" اليابانية، كما تعطي منصة "مايكروسوفت" ميزة على "بلاي ستيشن" التابعة لـ"سوني"، والتي تنعم منذ سنوات بسيل متدفق من الألعاب الحصرية.
وقالت مايكروسوفت في بيان، الثلاثاء 18 يناير (كانون الثاني) الجاري، إن هذا الاستحواذ سيسرّع من نمو أعمال الألعاب عبر الأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر ووحدة التحكم والسحابة وسيوفر اللبِنات الأساسية للميتافيرس. وأضافت أن الرئيس التنفيذي لـ"أكتيفيجن بليزارد"، بوبي كوتيك سيواصل العمل في منصبه، وبمجرد إغلاق الصفقة، المتوقع في عام 2023، سترفع "أكتيفيجن" تقاريرها إلى فيل سبنسر، رئيس قسم الألعاب في "مايكروسوفت". وبموجب الصفقة سيكون لشركة "مايكروسوفت" 30 استوديو داخلياً لتطوير الألعاب. ويأتي ذلك في وقت تخطط "مايكروسوفت" لإطلاق ألعاب "أكتيفيجن بليزارد" في "غايم باس" (Game Pass)، وهو اشتراك يتيح اللعب بعشرات ألعاب الفيديو.
وستساعد إضافة مجموعة ألعاب "أكتيفيجن" الرائجة، "مايكروسوفت"، على زيادة منتجاتها الخاصة بوحدة تحكم "إكس بوكس"، والتنافس بشكل أفضل مع "بلاي ستيشن" من "سوني كورب"، كما أن لدى "أكتيفيجن" تاريخاً طويلاً مع "إكس بوكس"، ونجحت أكبر ألعابها "كول أوف ديوتي"، إلى حد كبير بسبب منصة "مايكروسوفت" المبتكرة عبر الإنترنت "إكس بوكس لايف" (Xbox Live)، والتي تتيح للمستخدمين المشاركة في مباريات متعددة اللاعبين، كما أن معظم ألعاب "أكتيفجن" تُتاح عبر وحدات تحكم "إكس بوكس".

دور رئيس

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا في البيان، إن "الألعاب هي أكثر الفئات نشاطاً وإثارة في مجال الترفيه عبر كل المنصات حالياً وستلعب دوراً رئيساً في تطوير منصات ميتافيرس".
وتعمل شركة "مايكروسوفت" منذ سنواتٍ عدة على تطوير نسختها الخاصة من الميتافيرس عبر منصة "ميش" (Mesh) التي أعلنت عنها بالتزامن مع إطلاق جهاز "هولو لينس آي آر" الذي يُرتدى على الرأس. ولكن الشكل الذي وصلت إليه "ميش" حتى اليوم لا يزال صعب الفهم. والسبب الرئيس لذلك هو أنها تقنية تأسيسية، أي أنها الطريقة التي تصل بها مايكروسوفت، الناس عبر أي جهاز (هواتف ذكية ولابتوبات وسمّاعات ونظّارات) ببعضهم البعض في مساحات مشتركة يستطيعون فيها التفاعل على اختلاف الطرائق التي أوصلتهم إليها.
وأعلنت مايكروسوفت أخيراً أن "ميش" ستدخل إلى "مايكروسوفت تيمز" (Microsoft Teams) في 2022، وسيحصل المشتركون بذلك على أول رؤية أكيدة لما ستكون عليه هذه المنصة في التطبيق الاستهلاكي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتملك منصة الميتافيرس التّابعة لـ"فيسبوك- ميتا" والتي أُعلن عنها مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نقاطاً مشتركة مع ما تقدّمه مايكروسوفت اليوم، إذ تستطيع الشركات تطوير مساحاتها الثلاثية الأبعاد الخاصة في المنصتين.

دعاوى قضائية

وتُعد "أكتيفيجن"، والتي مقرها كاليفورنيا، واحدة من منتجي الألعاب الأسطوريين في القطاع، لكنها انخرطت في جدل لأشهر وسط دعاوى قضائية بشأن مزاعم بالتمييز بين الجنسَين والتحرش. وتعرضت "أكتيفيجن"، لضربة من احتجاجات الموظفين، والمغادرة، ودعوى قضائية بالولاية تزعم أنها أتاحت ظروف العمل السامة والتحرش ضد النساء. كما تعرض كوتيك، الذي قاد الشركة طيلة ثلاثة عقود، لضغوط من الموظفين للاستقالة. وأثرت الفضيحة على شركة تناضل بالفعل للتكيف مع نهاية طفرة ألعاب الفيديو التي غذاها الوباء.

وأجلت "أكتيفيجن"، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إصدار اثنتين من أكثر الألعاب المنتظرة لها، وكانت توقعاتها للمبيعات في الربع الرابع أقل من تقديرات "وول ستريت"، ما تسبب بتراجع أسهمها.

زيادة الطلب

وشهد الطلب على ألعاب الفيديو زيادة ملحوظة خلال جائحة كورونا، مع اضطرار المستهلكين خلال إجراءات العزل والإغلاق لممارسة ألعاب أكثر لتسلية أنفسهم. وكانت شركة الألعاب المنافسة "تيك-تو إنترأكتيف" قالت الأسبوع الماضي إنها ستشتري "زينغا" منتجة لعبة "فارم فيل" نظير 11.04 مليار دولار نقداً وأسهماً.