وسّعت أسعار النفط مكاسبها، اليوم الثلاثاء، وسط مخاوف شح المعروض بفضل حدوث اضطرابات محتملة لإمدادات الخام، تزامناً مع انحسار المخاوف بشأن تأثير انتشار المتحورة "أوميكرون" من فيروس كورونا على الطلب العالمي على الخام. وارتفع مزيج برنت القياسي قرب مستوى 88 دولاراً للمرة الأولى في 7 سنوات، فيما تخطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس 85 دولاراً، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر (تشرين الأول). وزادت العقود الآجلة لخام برنت لليوم الثالث على التوالي مرتفعة 1.1 دولار، بما يعادل 1.3 في المئة إلى 87.58 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 30 أكتوبر 2014. وقفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.48 دولار، أو 1.8 في المئة إلى 85.30، لتكون غير بعيدة عن أعلى مستوى في أكثر من شهرين البالغ 84.78 دولار الذي بلغته في وقت سابق. وكانت تعاملات أمس محدودة بسبب عطلة رسمية في الولايات المتحدة.وبعد جلسة متقلبة، أنهت أسعار النفط تعاملات الاثنين على صعود وسط مخاوف بشأن استمرار تشديد المعروض من الخام وتقييد كبار المنتجين للإنتاج، فضلاً عن محدودية تضرر الطلب العالمي من "أوميكرون".وجرى الاتفاق في الاجتماع الرابع والعشرين لتحالف "أوبك+" في الرابع من يناير (كانون الثاني) الحالي على إبقاء سياسة الإنتاج دون تغيير بزيادة 400 ألف برميل يومياً في فبراير (شباط) المقبل..
"أوبك" تتوقع وصول الطلب على النفط إلى 100.8 مليون برميل
إلى ذلك، أكدت منظمة "أوبك" في توقعاتها نمو الطلب على النفط عام 2022 على الرغم من فيروس كورونا أو "أوميكرون" والزيادات المتوقعة في أسعار الفائدة، وقدّرت أن تظل سوق النفط مدعومة جيداً خلال العام. وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول في تقريرها الشهري إنها تتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط 4.15 مليون برميل يومياً هذا العام من دون تغيير في تقديراتها الشهر الماضي. كما أنه من المرجح أن يتجاوز الاستهلاك العالمي 100 مليون برميل يومياً في الربع الثالث بما يتماشى مع توقعات الشهر الماضي على أساس سنوي وفقاً لـ"أوبك"، فيما استخدم العالم أكثر من 100 مليون برميل يومياً من النفط عام 2019.وأشارت المنظمة في تقريرها "ليس من المتوقع أن تعيق إجراءات السياسة النقدية زخم النمو الاقتصادي العالمي الأساسي".
التوترات الجيوسياسية
وقال محلل من "أي أن زد ريسيرش" في مذكرة: "التوترات الجيوسياسية الجديدة تزيد من المؤشرات الحالية على شح المعروض بالسوق".
الدعم المقبل من الشمال
على جانب آخر، محللو شركة السمسرة الأسترالية "كومسيك" في مذكرة نقلتها وكالة "رويترز"، أن أسعار النفط تلقت دعماً أيضاً من درجات الحرارة الأكثر برودة في فصل الشتاء، وذلك في نصف الكرة الشمالي، والتي أدت إلى زيادة الطلب على وقود التدفئة.
التوازن الحساس بين العرض والطلب
من جهته، قال وليد قضماني، المحلل لدى "أكس تي بي"، إن "الأسواق لا تزال مركزة على التوازن الحساس بين العرض والطلب الذي يبدو أنه يترك أثراً كبيراً على تقلبات الأسعار طوال فترة الانتعاش الاقتصادي بعد الوباء". وتُضاف إلى المعادلة التوترات الجيوسياسية، وهذا في عدة مناطق في العالم في الوق
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
التوتر نفسه من الخليج وصولاً إلى أوكرانيا.
وقال المحلل في "آي أن جي"، وارن باترسون، إن هذه الأحداث "زادت من تحرك الأسعار". وتتجه الأنظار أيضاً إلى التهديد المستمر بغزو روسي لأوكرانيا. ويقول بعض المحللين إنه مع اضطرابات جديدة في الإمدادات بالغاز الروسي إلى أوروبا، فإن أسعار الطاقة، بالتالي النفط، يمكن أن ترتفع بشكل إضافي.
وتسهم أسعار الغاز الطبيعي، المرتفعة أساساً جداً، في ارتفاع أسعار النفط. وهي ناتجة عن "ارتفاع الطلب على الديزل والفيول بدلاً من الغاز الطبيعي أينما أمكن ذلك"، كما يقول بياري شيلدروب، المحلل لدى "أس إي بي".في ما يتعلق بالمتحورة "أوميكرون" من "كوفيد-19"، التي كانت تعتبر في بادئ الأمر تهديداً لمشتريات النفط، فقد تبين أنها أقل خطورة على الطلب مقارنة مع المتحورات السابقة.
النفط الصخري
وتوقع جويل هانكوك من مجموعة "ناتيكسيس" المالية الفرنسية، أن "فوارق إنتاج أعضاء" أوبك+" تتسع، مع كون روسيا محرك العجز الكبير المقبل". ووفقاً له، نظراً إلى أن ارتفاع المعروض من النفط خارج "أوبك+" وخارج الولايات المتحدة "ضعيف نسبياً"، سيكون "اللجوء إلى النفط الصخري الأميركي ضرورياً لمواجهة النمو المتوقع في الاستهلاك".
ويتوقع عديد من المحللين الآن ارتفاع أسعار النفط الخام فوق 90 دولاراً للبرميل، أو حتى يتخطى عتبة 100 دولار.
ويرى محللو "غولدمان ساكس" على سبيل المثال أن برنت قد يصل إلى 96 دولاراً هذه السنة، ثم 105 دولاراً في 2023 بحسب مذكرة نشرت الاثنين.
من جانبه، قال المحلل لدى "سي أم سي ماركتس"، آش غلوفر، إن توقعات المحللين تشير إلى أن الطلب سيتجاوز المعروض في العام الحالي، إذ يتجه العالم لإعادة فتح الاقتصاد والحدود بعد عامين من الإغلاقات ليستأنف مساراً طبيعياً للطلب، فيما رجح محللون لوكالة "رويترز"، أنه من غير المتوقع تراجع التوازن الضيق بين العرض والطلب.
100 دولار سعراً متوقعاً لبرميل النفط
رفع بنك "غولدمان ساكس" توقعاته لخام برنت وخلال عامي 2022 و2023، مشيراً إلى تضرر أقل من المتوقع للطلب من متحور "أوميكرون" إلى جانب زيادة اضطرابات الإمدادات وتخفيضات "أوبك+". وأضاف البنك الأميركي في مذكرة: "هذا أبقى سوق النفط العالمية في عجز أكبر حتى من توقعاتنا فوق التوقعات"، مرجحاً أن يصل سعر الخام إلى 100 دولار في الربع الثالث من العام الحالي.ويرى بنك "غولدمان ساكس" أن أسعار برنت عند 90 دولاراً للبرميل في الربع الأول من عام 2022 و95 دولاراً في الربع الثاني و100 دولار للبرميل في الربعين الأخيرين.
