اعتبرت إيران، الاثنين 17 يناير (كانون الثاني)، أن حل القضايا "المهمة" المتبقية في المباحثات لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي، يتطلب "قراراً سياسياً"، لا سيما من الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق أحادياً عام 2018.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحافي الاثنين، "ما تبقى هي مواضيع مهمة ومحورية تحتاج إلى قرارات سياسية".
وأضاف، "على واشنطن، على وجه الخصوص، أن تعلن قراراتها بشأن رفع العقوبات والقضايا المتبقية"، معتبراً أن تحقيق ذلك قد يفضي إلى "اتفاق مستدام وموثوق به" في وقت قريب.
مباحثات فيينا
وتخوض إيران مباحثات لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي المبرم عام 2015، مع القوى التي لا تزال منضوية فيه (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، الصين)، وتشارك الولايات المتحدة بشكل غير مباشر فيها.
وبدأت مفاوضات فيينا في أبريل (نيسان). وبعد تعليقها زهاء خمسة أشهر اعتباراً من يونيو (حزيران)، تم استئنافها في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشدد طهران على أولوية رفع العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها عليها بعد انسحابها من الاتفاق، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي. في المقابل، تركز الولايات المتحدة والأطراف الأوروبيون على أهمية عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها بموجب الاتفاق، التي بدأت التراجع عنها في 2019 رداً على انسحاب واشنطن.
وأتاح الاتفاق رفع عقوبات اقتصادية عن إيران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ الانسحاب الأميركي منه.
وجاءت تصريحات خطيب زاده مع عودة كبار المفاوضين من إيران والدول الأوروبية إلى فيينا التي غادروها ليومين لإجراء مشاورات في عواصمهم. وخلال هذه الفترة، استمرت المباحثات على مستوى الخبراء في العاصمة النمساوية.
تقدم المفاوضات
وخلال الآونة الأخيرة، تعكس تصريحات المعنيين بالمفاوضات تحقيق بعض التقدم، مع تأكيد استمرار وجود تباينات بينهم بشأن قضايا مختلفة.
وقال خطيب زاده إن "المفاوضات تمضي في الاتجاه الصحيح، وليست لدينا عوائق غير قابلة للتخطي". وأشار إلى أن الكثير من البنود باتت جاهزة "وبعض النقاط الموضوعة بين قوسين (أي غير محسومة) تم الاتفاق عليها"، وشرع المفاوضون في "الاتفاق على الأفكار وتحويلها إلى كلمات".
إلا أنه شدد على أن "الخلاف الأهم هو السرعة غير المتناسقة من الأطراف الآخرين خصوصاً الولايات المتحدة لجهة طرح مبادرات" في المباحثات.
وتشدد الدول الغربية على الحاجة إلى إبرام تفاهم سريعاً، خصوصاً في ظل "تسارع" أنشطة إيران النووية منذ تراجعها عن التزاماتها بموجب الاتفاق.
وحذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي من تبقي "بضعة أسابيع" لإنقاذ الاتفاق، مؤكداً أن بلاده "مستعدة" للجوء إلى "خيارات أخرى" بحال فشل مفاوضات فيينا.
وتعليقاً على ذلك، رأى خطيب زاده أن بلينكن "يعرف أكثر من أي كان أن لكل بلد خطته البديلة، وخطة إيران البديلة قد لا تثير اهتمام الولايات المتحدة".