فتحت السلطات الأميركية، الأحد 16 يناير (كانون الثاني)، تحقيقاً "دولياً" حول الرجل الذي احتجز السبت أربعة أشخاص في كنيس في مدينة كوليفيل في ولاية تكساس وقضى، فيما خرجوا جميعهم سالمين، علماً أنه كان يُطالب بإطلاق سراح باكستانية مدانة بتهمة الإرهاب، خلال اقتحام الشرطة للمكان.
وندد الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد باحتجاز الرهائن، واصفاً ما حصل بأنه "عمل إرهابي".
وقال خلال زيارة لمدينة فيلاديلفيا في ولاية بنسلفانيا إن العملية "كانت مرتبطة بشخص مسجون منذ عشرة أعوام"، في ما يبدو تأكيداً للمعلومات المتداولة عن طلب منفذ العملية الإفراج عن السجينة عافية صِدّيقي، وهي عالمة باكستانية حكمت عليها محكمة فيدرالية في نيويورك عام 2010 بالسجن 86 عاماً، لمحاولتها إطلاق النار على جنود أميركيين أثناء احتجازها في أفغانستان.
المنفذ بريطاني
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (أف بي آي) أن المشتبه فيه الذي توفي ليل السبت الأحد، هو مواطن بريطاني اسمه مالك فيصل أكرم يبلغ 44 سنة.
وقالت الشرطة الفيدرالية في بيان، "حتى الآن، لا مؤشر إلى ضلوع أي شخص آخر" في العملية، موضحة أن المحققين يواصلون "تحليل الأدلة في الكنيس" وأن التحقيقات مستمرة.
وسرعان ما نددت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس بـ"عمل إرهابي ومعادٍ للسامية".
وكتبت الوزيرة عبر "تويتر"، "أفكّر في المجتمع اليهودي وجميع الذين تضرروا من هذا العمل المشين في تكساس. ندين هذا العمل الإرهابي والمعادي للسامية. نحن إلى جانب الولايات المتحدة للدفاع عن حقوق وحريات مواطنينا في وجه من يزرعون الكراهية".
تحقيق "دولي"
وحُرّر ليل السبت الأحد المحتجزين الأربعة، ما أثار ارتياح الولايات المتحدة حيث كرّر المجتمع اليهودي والرئيس جو بايدن الدعوة إلى مكافحة معاداة السامية، كما إسرائيل التي تابعت القضية عن كثب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلن قائد شرطة كوليفيل مايكل ميلر أن "فريق تحرير الرهائن اقتحم الكنيس" و"المشتبه فيه مات"، من دون أن يحدّد ما إذا كان أنهى حياته أو ضربته الشرطة حتى الموت.
وقال مات ديسارنو من مكتب التحقيقات الفيدرالي في دالاس إن الرهائن الأربع وبينهم الحاخام تشارلي سيترون-ووكر، لم يحتاجوا إلى إسعافات طبية، مؤكداً أن محتجزهم "لم يتعرّض لهم بأذى".
وأضاف، "سنُحقق في شأن محتجز الرهائن ومن تواصل معهم"، في إطار تحقيق "دولي".
عافية صِدّيقي
وأفادت محطة "إيه بي سي نيوز" بأن الرجل كان يطالب بالإفراج عن عافية صِدّيقي التي أطلقت عليها صحف أميركية لقب "سيدة (تنظيم) القاعدة".
وصِدّيقي عالمة باكستانية حكمت عليها محكمة فيدرالية في نيويورك عام 2010 بالسجن 86 عاماً لمحاولتها إطلاق النار على جنود أميركيين أثناء احتجازها في أفغانستان. وأثارت هذه القضية احتجاجات في باكستان.
والباكستانية محتجزة الآن في قاعدة فورث وورث قرب دالاس. وسبق لجماعات متطرفة أن طالبت بالإفراج عنها.
وخلال بث صلاة السبت مباشرة على "فيسبوك" قبل انقطاعها، يمكن سماع صوت رجل مضطرب في بعض الأحيان يقول إن "هناك شيئاً ليس على ما يرام في أميركا"، ويضيف "سأموت"، طالباً من محادثه مرات عدة الحديث إلى "أخته" عبر الهاتف.
وقالت محامية عافية صِدّيقي في تصريح لمحطة "سي أن أن" إن موكلتها "غير ضالعة بتاتاً" في عملية احتجاز الرهائن، مؤكدة أن الرجل ليس شقيق صِدّيقي ومشددةً على أن موكلتها تندد بما حصل.
وأفاد خبراء بأن كلمة "الأخت" التي استخدمها الرجل باللغة العربية مجازية ولا تعني بالضرورة أنه شقيق صِدّيقي. غير أن السلطات لم تؤكّد ذلك بشكل رسمي، ولم تحدّد ما إذا كان الرجل مسلّحاً ووضع قنابل داخل الكنيس.
معاداة السامية
ولم يعطِ ديسارنو تفاصيل عن دوافع المشتبه فيه، موضحاً أنه بناءً على مفاوضات مطولة ومتوترة مع الشرطة، لم يكُن محتجز الرهائن يستهدف ربما تهديد المجتمع اليهودي على وجه التحديد.
وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت عن "امتنانه وارتياحه" لانتهاء العملية، مشدداً على أن الحادثة "تذكّرنا بأن معاداة السامية لا تزال قائمة ويجب أن نستمر بمحاربتها على مستوى العالم".
واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد أن "هذه الحادثة الرهيبة مثال جديد على الخطر المتواصل لمعاداة السامية".
وأعلن مجلس العلاقات مع اليهود ومقره في سان فرانسيسكو، "ما من أحد ينبغي أن يشعر بخوف من التجمع في أماكن العبادة".