Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحوثي يرفض الطلب الأممي بالإفراج عن السفينة "روابي"

كان مجلس الأمن دعا المليشيا المدعومة من إيران إلى التخلي عن السفينة وطاقمها "فوراً"

السفينة الإماراتية في إحدى صورها التي تظهر طابعها المدني الخالص. (التحالف)

تدخل قضية السفينة الإماراتية "روابي" موجة عاتية من السجال المحتدم بين المجتمع الدولي من جهة، ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران من جهة أخرى، إذ لا يزال الحوثيون يقابلون كافة الدعوات الدولية والأممية المتواترة بالإفراج عن السفينة بالرفض القاطع بذريعة أنها "محملة بالأسلحة".

وسبق أن أكد التحالف العربي والحكومة الإماراتية أن السفينة كانت تقل على متنها معدات طبية تستخدم في مشفى متنقل كان يقدم خدماته الإنسانية في جزيرة سقطرى اليمنية.

وفي الثالث من شهر يناير (كانون الثاني) الجاري، احتجزت السفينة "روابي" التي ترفع علم الإمارات وطاقمها المكون من 11 شخصاً في جنوب البحر الأحمر قبالة مدينة الحديدة اليمنية (غرب البلاد) في تصعيد ينبئ عن تطورات داهمة من هذا النوع ستكون المياه الدولية مسرح عملياته في مقبل الأيام. 

وإثر الحادثة، تواترت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بـ"الممارسات الحوثية المهددة لأمن وسلامة المياه وخطوط الملاحة الدولية".

وتكمن أهمية الحادثة في كونها تطوراً جديداً وجريئاً في ممر دولي يكتسب مع خليج عدن أهمية كبرى، ويرتبط بالأمن الاقتصادي العالمي، ونقطة عبور إلزامية تربط أوروبا بشرق آسيا ودول الخليج العربي وأستراليا، تعبر منه أكثر من ستين سفينة تجارية عملاقة يومياً.

إجماع دولي

وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا الجمعة في بيان تم تبنيه بالإجماع إلى "الإفراج الفوري" عن السفينة وعن "طاقمها"، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية.

ويندد البيان الذي قدمته المملكة المتحدة "باحتجاز السفينة "روابي".

وفيما وصف التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن الحادثة بأنها "عملية قرصنة"، مؤكداً في غير مناسبة أنها كانت تقل معدات طبية، يردد الحوثيون القول إنها تقل "معدات عسكرية".

في تعليقهم على البيان الأممي والمطالبات الدولية بسرعة الإفراج عن السفينة، قال "نائب وزير الخارجية" في حكومة الحوثيين، حسين العزي وفقاً لما نقلت عنه قناة "المسيرة" المتحدثة باسم جماعته، إن السفينة "تتبع دولة مشاركة في العدوان على شعبنا، وفي حالة حرب مع اليمن، دخلت مياهنا الإقليمية على نحو مخالف للقوانين".

وبلغة ساخرة أضاف أن "سفينة روابي لم تكن محملة بالتمور أو لعب الأطفال، وإنما كانت محملة بالأسلحة لدعم جماعات متطرفة تهدد حياة البشر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع "كان من حق القوات البحرية قانونياً استهداف السفينة المعادية روابي لكنها لم تفعل".

مطالبات إماراتية 

كانت الإمارات طالبت في رسالة موجهة إلى مجلس الأمن الدولي بالإفراج الفوري عن السفينة في البحر الأحمر، مؤكدة أنها تضم على متنها 11 شخصاً من جنسيات مختلفة.

ودعت مندوبة الإمارات في الرسالة المؤرخة في 9  يناير إلى "الإفراج الفوري" عن السفينة وطاقمها، مؤكدة أن الاستيلاء عليها "يشكل أيضاً تهديداً خطراً على حرية وأمن الملاحة والتجارة الدولية في البحر الأحمر، والأمن والاستقرار الإقليميين".

وأكدت أنها "سفينة شحن مدنية" قامت شركة سعودية باستئجارها، تحمل معدات تستخدم في مستشفى ميداني.

تحذير حكومي سابق

وعلى الرغم من توالي الحوادث الحوثية في المياه الإقليمية الدولية منذ سيطرتهم على السواحل الغربية اليمنية نهاية عام 2014، إلا أن حادثة السفينة "روابي" تُذكّر بحديث مبكر للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي قال في لقاء جماهيري مطلع عام 2013، إن إيران تستخدم أذرعها في اليمن (في إشارة ضمنية حينها للحوثيين) للسيطرة على مضيق باب المندب "خدمة لمشاريعها التوسعية والطائفية".

وفي لقاء متلفز عام 2015 أضاف في تكثيف لإيضاح المساعي الإيرانية في بلاده أن "من يسيطر على مضيق باب المندب إضافة إلى هرمز، لن يحتاج إلى سلاح نووي"، أي أن التحكم بخطوط الملاحة الدولية عبر هذين المضيقين سيمثل ورقة ضغط تقوم مقام امتلاك السلاح النووي، متهماً إيران بالسعي الحثيث لتحقيق تلك الغاية عبر ذراعهم الحوثية.

وفي نوفمبر 2019، احتجز المتمردون الحوثيون قاطرة سعودية وسفينة وحفاراً كوريين جنوبيين شمال مدينة الحديدة عند ساحل البحر الأحمر، قبل أن يفرجوا عنها في وقت لاحق.

"سافيز" إيران في عرض البحر

الممر الدولي الذي يبلغ طوله نحو 2250 كلم وأقصى عرض له 398 كلم، كان مسرحاً لتواجد عديد من القطع البحرية وحاملات الطائرات التي تجوب مياهه لتأمينه، نظراً لأهميته الجيوسياسية وحماية مصالحها هناك، إلا أن إيران تمكنت منذ عام 2016 من التواجد بواسطة السفينة "سافيز" التي ترابط قبالة السواحل اليمنية.

ونشر التحالف العربي بياناً يُظهر رجالاً على متن السفينة يرتدون بزات مموهة وقوارب صغيرة قيل إنها قادرة على نقل شحنات أسلحة إلى السواحل اليمنية.

ووفقاً لاتهامات سابقة للحكومة اليمنية، فقد اُستخدمت السفينة "سافيز" قاعدةً لجمع المعلومات الاستخباراتية ومخزن أسلحة للحرس الثوري الإيراني، وبقيت تتلقى إمداداتها وتستبدل طواقمها عبر سفن إيرانية أخرى كانت تعبر المنطقة.

كما نشر مركز الأبحاث الاستراتيجية "CSIS" المتخصص في قضايا الأمن الدولي في ديسمبر (كانون الأول) المنصرم، تقريراً جاء فيه أن الحرس الثوري الإيراني زود الحوثيين بزوارق حربية من طراز "بيكاب 1"، و"بيكاب 2" وزوارق مسلحة "A2.Ad" وأنظمة هجومية من طراز "UMVS" وألغام بحرية ومنظومات متطورة للقيام بمهام تعزز النفوذ الإيراني في البحر الأحمر.

الحوثي سمكة في البحر 

وفي ظل النفي الحوثي عن عدم تبعيتهم لإيران وتنفيذ أجندتها، جاء التسجيل المرئي الذي نشره التحالف العربي في الـ26 من ديسمبر الماضي، ليكشف عن وجود خبراء من "حزب الله" يتولون إطلاق الطائرات والصواريخ الباليستية من السواحل الغربية للبلاد، وتأكيد الضابط التابع لـ"حزب الله" اللبناني، الذي ظهر في الفيديو أنه "لولا الأمم المتحدة لكانوا خسروا الحديدة والبحر وخسروا تدفق الأسلحة والمقاتلين"، وهو ما قالت الميليشيات، إن تسرّباً من طريق برامج تجسس استخدمها التحالف ضد هواتف القيادات.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات