Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من السابق لأوانه أن تتعايش بريطانيا مع كورونا

وزير يرى أن في مقدور المملكة المتحدة قيادة العالم أثناء مرحلة توطن كورونا

محتجون يرفعون يافطاتهم قرب مدخل البرلمان البريطاني، إبّان إلقاء بوريس جونسون كلمة اعتذر فيها عن مشاركته في حفل اخترق إغلاق كورونا الأول في 2020 (أ ف ب)

يحذر عدد من العلماء من أنه من السابق جداً لأوانه أن تبدأ المملكة المتحدة في "التعايش مع كوفيد"، وذلك بعدما أشار الوزير ناظم الزهاوي إلى أن بلاده يمكن أن تقود العالم في مرحلة تبدل كورونا من جائحة عالمية إلى وباء فيروسي متوطِّن.

إذ أبدى وزير اللقاحات السابق رغبته في خفض فترة العزل الذاتي لمن تثبت فحوص الكشف إصابتهم بفيروس كورونا من سبعة إلى خمسة أيام، للإسهام في التصدي لحالات النقص في صفوف موظفي هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" ("أن أتش أس" NHS)، والمدارس، والخدمات المهمة الأخرى في البلاد.

في المقابل، نفى الزهاوي أن تكون حكومة بلاده تعتزم قريباً وقف توفير اختبارات الكشف عن "كوفيد" مجاناً للسكان، باستثناء الأشخاص الذين يعانون أعراضاً، ومن يعيشون في الأماكن الشديدة الخطورة من قبيل دور الرعاية.

وقد انتشر قلق على نطاق واسع عقب تقرير نشرته "صنداي تايمز" بشأن احتمال تقليص أعداد اختبارات الكشف المجانية للسكان في غضون أسابيع بغية الحد من تكلفة هذا البرنامج التي تخطت ستة مليارات جنيه استرليني.

وبينما ذكر الزهاوي أنهم "ليسوا قطعاً في صدد" [خفض التوفر المجاني لاختبارات الكشف عن كورونا]، أوضح أن الحكومة البريطانية تستعد لمرحلة جديدة في استجابتها لـ"كوفيد"، إذ سيصار إلى التعامل مع الفيروس كجزء من النطاق الطبيعي للمشكلات الصحية الموجودة فعلياً في البلاد، وليس بوصفه حال طوارئ وطنية.

وفي مقابلة مع برنامج "تريفور فيليبس أون صنداي"Trevor Phillips on Sunday على شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، أعرب الزهاوي عن أمله "في أن تكون [المملكة المتحدة] إحدى أوائل دول الاقتصادات الكبرى التي تبين للعالم سبل الانتقال من جائحة إلى وباء متوطن، ثم مواجهته [الفيروس] مهما طال أمده، سواء استمر خمس أو ست أو سبع أو عشر سنوات".

كذلك أفاد الزهاوي أنه على السلطات في المملكة المتحدة توخي "الحذر" بشأن تغيير القواعد المتعلقة بملازمة المنزل بعد الحصول على نتيجة موجبة [تأكيد الإصابة] في اختبارات الكشف عن كورونا، موضحاً أنه سيحترم نتيجة المراجعة التي تضطلع بها حالياً "وكالة الأمن الصحي" في المملكة المتحدة بشأن الخفض المحتمل لمدة العزل الذاتي إلى خمسة أيام.

لكنه أضاف أن المراجعة "ستساعد في إقرار ذلك [خفض العزل الذاتي إلى خمسة أيام] في أسرع وقت ممكن".

 [وتقليص فترة العزل] وفق الزهاوي "سيساعد قطعاً في خفض الأعباء التي ترزح تحت وطأتها المدارس والقوى العاملة الأساسية في البلاد وغيرها".

وفي الوقت نفسه، أوضح الدكتور كليف ديكس، الرئيس السابق لفريق عمل اللقاحات التابع للحكومة، أنه من الأجدر بالمملكة المتحدة أن توقف حملات التلقيح الجماعية بعد الحملة الحالية لنشر الجرعات المعززة من اللقاحات المضادة، وتصب تركيزها على "نهج أكثر استهدافاً للفئات الهشة" من السكان.

في رأي الدكتور ديكس، "من غير المجدي المضي في إعطاء مزيد ومزيد من اللقاحات للأشخاص الذين لن يصابوا بمضاعفات صحية شديدة [نتيجة عدوى كورونا]، بل علينا أن نتركهم يلتقطون العدوى ويواجهونها".

ودعا الدكتور ديكس إلى التوقف عن احتساب أعداد إصابات كورونا وتركيز الاهتمام على لجم تلك الأرقام"، مضيفاً أننا في الحقيقة "لن نتمكن من وقف تلك الأرقام".

في تطور متصل، حذرت نيكولا سترجين، رئيسة وزراء اسكتلندا، من أن إلغاء التوزيع المجاني لاختبارات "التدفق الجانبي" lateral flow tests على السكان سيكون خطوة "خاطئة تماماً"، بينما رأى "حزب العمال" البريطاني أنه سيكون "القرار الخاطئ في الوقت الخاطئ".

وكذلك ذكر "اتحاد الصناعات البريطاني" أن التخلي عن فحوص الكشف المجانية الآن لن يفضي إلى "أية فائدة اقتصادية"، نظراً إلى الأهمية التي تكتسيها في إبقاء البلاد مفتوحة أمام الأعمال التجارية.

وفي السياق نفسه، أوضحت ديزي كوبر، نائبة زعيم "الحزب الليبرالي الديمقراطي" في بريطانيا، أن "الآن ليس الوقت المناسب للاستسلام لليأس في المعركة ضد كوفيد. على الحكومة البريطانية أن تضمن توفر اختبارات التدفق الجانبي المجانية ما دامت تطلب من الناس التزام العزل الذاتي" [عند إصابتهم بالفيروس].

وفي غضون ذلك، أعرب عدد من العلماء في المملكة المتحدة عن قلقهم من أن الحكومة، كما يبدو، تبعث بإشارة إلى أنها مستعدة للتوجه بالمملكة المتحدة نحو "التعايش مع كوفيد".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ذلك الصدد، ذكرت كريستينا باغيل، وهي بروفيسورة في "كلية لندن الجامعية" University College London، أن "[كورونا] لا يعتبر فيروساً متوطناً لمجرد أن وزيراً في الحكومة يقول إنه كذلك، ولأن الناس يريدون أن يكون على هذا النحو".

وبحسب رأيها، "إن التعايش مع كوفيد سينطوي في الواقع على بعض التعلم. مثلاً، إنشاء بيئات أكثر أماناً عبر الاستثمار الجماعي في الهواء النظيف. ويختلف ذلك عن التظاهر بأن كوفيد لا يمثل مشكلة".

كذلك رأت البروفيسورة باغيل أن "الحد الأدنى من استجابة قطاع الصحة العامة" تجاه متحورة "أوميكرون"، التي تبنتها [الاستجابة] الحكومة في إنجلترا "سيحكم علينا كما يبدو بتسجيل ارتفاعات هائلة في الإصابات مرّة أو اثنتين في السنة".

وأضافت البروفيسورة باغيل أنه "في حال استمر هذا [الشكل من الاستجابة]، لن يتوقف القضاء على الفئات الضعيفة من السكان، والضغط أكثر على إضعاف هيئة الخدمات الصحية الوطنية، [و] خلق مزيد من الأمراض المزمنة، وإحداث تعطيل واسع النطاق في البلاد عبر الإجازات المرضية المتكررة للمصابين، مع تدني نوعية الحياة بالنسبة إلينا جميعاً".

في المقابل، أشارت الدكتورة هيلين سالسبري، أحد أعضاء "اندبندنت سيج" ["الفريق الاستشاري العلمي المستقل للطوارئ"]، المُكوّن من علماء وأطباء، إلى أن "الناس يتحدثون عن أن كوفيد قد (أصبح فيروساً متوطناً) كما لو أن هذا أمر جيد".

وضربت الدكتورة سالسبري مثلاً بمرضي "السل والجدري اللذين كانا متوطنين في المملكة المتحدة ذات يوم، وتوطنهما لا يترجم وطأة خفيفة للداء، بل يتعلق الأمر بطريقة انتشاره فحسب".

وسألت الدكتورة سالسبري، "البلاد الأخرى لا تستسلم لليأس، فلماذا تخلت حكومتنا عن محاولة حمايتنا؟".

وفي سياق متصل، أشارت تريشا غرينهالغ، بروفيسورة في الرعاية الأولية في "جامعة أكسفورد" إلى ظواهر "التوقف عن إجراء اختبارات الكشف، والانتقاص من خطورة (الفيروس)، والنظر إلى الوفيات كأنها أمر عادي، وإنكار العواقب الطويلة المدى، وتعلم سبل التعايش مع الفيروس، والسخرية من العلماء. أحاول أن أتخيل ما الذي كان ليحدث لو أننا اتخذنا النهج نفسه تجاه مرض معدٍ سريع الانتشار تفشى في وقت سابق، من قبيل الجدري، أو شلل الأطفال، أو السل، أو فيروس نقص المناعة البشرية (الأيدز)".

في ذلك الصدد، أظهرت أحدث الأرقام الصادرة عن "وكالة الأمن الصحي" في المملكة المتحدة أنه منذ الاثنين الماضي، ثبتت إصابة أكثر من 1.2 مليون شخص في البلاد بالفيروس، بزيادة قدرها 6.6 في المئة بالمقارنة مع الأسبوع السابق.

ويوم الخميس الماضي، استقبلت مستشفيات المملكة المتحدة 18 ألفاً و454 شخصاً مصاباً بفيروس كورونا بالمقارنة مع 14 ألفاً و126 حالة دخول في الأسبوع السابق. وقد احتاج أقل بقليل من خمسة في المئة من المرضى إلى استخدام أجهزة تنفس اصطناعي لمساعدتهم على التنفس.

والأحد الماضي، سجلت المملكة المتحدة 97 حالة وفاة أخرى و141 ألفاً و472 إصابة جديدة.

© The Independent

المزيد من صحة