Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا تخلى المستثمرون عن أسهم شركات التكنولوجيا سريعة النمو؟

جاء الانهيار مع ارتفاع عائدات السندات الحكومية الأميركية بأكبر قدر في 28 شهراً

انهيار أسهم التكنولوجيا مع ارتفاع عائدات السندات الحكومية الأميركية  (أ ف ب)

تخلى المستثمرون هذا الأسبوع عن تجارة حققت عوائد كبيرة منذ الأزمة المالية، إذ استغنوا عن أسهم شركات التكنولوجيا سريعة النمو لصالح الشركات الراسخة التي أغفلتها وول ستريت إلى حد كبير. وانخفض مؤشر ناسداك المركب الذي يركز على التكنولوجيا بنسبة 4.5 في المئة خلال أيام التداول الخمسة الأولى من عام 2022، وهو أسوأ ظهور سنوي للمرة الأولى منذ المخاوف من حدوث تباطؤ في الصين، مما أدى إلى موجات صدمة في الأسواق المالية العالمية قبل ستة أعوام.

جاء الانهيار التكنولوجي مع ارتفاع عائدات السندات الحكومية الأميركية بأكبر قدر في 28 شهراً، وسط تصاعد المخاوف من أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيحتاج إلى رفع أسعار الفائدة بشكل أقوى مما كان متوقعاً في السابق لترويض التضخم الحاد.

وقال جورين تيمر، رئيس استراتيجية الماكرو العالمية في شركة فيديليتي إنفستمنتس لـ"فاينانشال تايمز"، "ذهبت أسهم المضاربة التكنولوجية بعيداً إلى القمر والآن انعكس مد السيولة".

الأسهم التقنية وعمليات البيع

ويُنظر إلى الأسهم التقنية، لا سيما تلك الخاصة بالشركات سريعة النمو والخاسرة التي تعتمد أسعارها المرتفعة على إمكانية تحقيق أرباح مستقبلية وفيرة، على أنها عُرضة بشكل خاص للارتفاعات في المعدلات التي تُقلل من تلك العوائد المستقبلية المحتملة. ولكن الأهم من ذلك، امتدت عمليات البيع هذا الأسبوع لتشمل أسماء التكنولوجيا التي تُعدّ من بين أكبر الأسماء القياسية في مؤشرات الأسهم الأميركية، بما في ذلك "أبل" و"ألفابيت" المالكة لشركة "غوغل".

وقفز عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، وهو معيار مهم للأصول العالمية، من 1.51 في المئة فقط نهاية عام 2021 إلى أعلى مستوى عند 1.8 في المئة، متجاوزاً ذروة ما بعد الوباء التي بلغها في مارس (آذار).

وقال لودوفيك كولين، مدير محفظة في فونتوبيل لإدارة الأصول، "ذهب كثير من اللاعبين ذوي الدخل الثابت لقضاء إجازة في منتصف ديسمبر (كانون الأول) مع استمرار ظهور أوميكرون بشكل غير واضح". وأضاف، "لقد عادوا في يناير (كانون الثاني) مدركين أنه ربما ليس بهذا السوء. هذا هو السبب في أننا رأينا عائدات يتم التخلص منها".

ولكن مع انحسار الخوف من شدة "أوميكرون" في الأسواق، تحركت سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في المقدمة. فقبل حلول عام 2021، كان أهم بنك مركزي في العالم أشار بالفعل إلى أنه سيبدأ بإزالة دعم سياسة حقبة الأزمة، الذي تم وضعه في أعماق تراجع فيروس كورونا، بسرعة أكبر، ما أدى إلى بدء دورة جديدة لرفع أسعار الفائدة هذا العام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهذا الأسبوع، ألقى المستثمرون نظرة فاحصة على المناقشات التي جرت داخل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر. وأظهر محضر الاجتماع الأخير للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أن صانعي السياسة يمكن أن يجدوا سبباً لتسريع وتيرة ارتفاع أسعار الفائدة. وقد تبدأ بتقليص حجم موازنتها العمومية هذا العام، التي تضاعف حجمها إلى ما يقرب من 9 تريليونات دولار منذ أوائل عام 2020 بفضل برنامج شراء السندات الضخم للبنك المركزي الذي ساعد في دعم الأسواق المالية.

وقال محمد كاظمي، مدير محفظة في أونيون بانكير بريفي، "حقيقة أنهم يتحدثون عن الموازنة العمومية أمر مهم للغاية".

تعززت الإدانة بشأن ارتفاع المعدلات يوم الجمعة بحيث انخفض معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى أقل من 4 في المئة للمرة الأولى منذ أن تم الإبلاغ عن الوباء للمرة الأولى في الولايات المتحدة عام 2020، مع وجود علامات على تضخم الأجور في سوق العمل.

ثروات الأسهم ذات القيمة غير المحبوبة

ومع ارتفاع العائدات، زادت ثروات الأسهم ذات القيمة غير المحبوبة سابقاً، بحيث ابتعد المستثمرون عن الشركات عالية النمو التي كانت رائجة في ذروة الوباء. وتقدمت جميع أسهم البنوك وشركات النفط الكبرى والمجموعات الصناعية الكبرى، بخاصة تلك التي ترتبط مصائرها بشكل وثيق بإعادة فتح الاقتصاد الأميركي، بما في ذلك شركات الطيران ومشغلي مراكز التسوق.

في حين تمكّنت الأسهم ذات القيمة من تحقيق مكاسب في الأسبوع الأول من عام 2022 عندما انخفض مؤشر "إس أند بي 500" بنسبة 1.9 في المئة، في علامة على قوة التحول بالسوق، وتفوّق مؤشر راسل 1000 على نظيره في النمو بأكثر من 5 نقاط مئوية هذا العام، وهو أكبر نمو خلال الفترة المماثلة في السجلات التي تعود إلى عام 1991، وفقاً لبيانات "بلومبيرغ".

الزوايا الأكثر خطورة في سوق الأسهم الأميركية 

كانت البداية الهادئة للنمو مؤلمة بشكل خاص بالنسبة إلى الأموال المستثمرة في الزوايا الأكثر خطورة بسوق الأسهم الأميركية البالغة 53 تريليون دولار. وتراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الخاسرة بما يقرب من العُشر هذا العام، بينما انخفضت العروض العامة الأولية الأخيرة بنسبة 12 في المئة، وفقاً للمؤشرات التي تتم متابعتها عن كثب، وجمعتها شركة غولدمان ساكس. ويُقدّر البنك أن الشركات التي حققت نمواً قوياً بغض النظر عن تقلبات الاقتصاد الأميركي قد تراجعت بأكثر من 8 في المئة.

وقال تيمر من "فيديليتي إنفستمنتس" إن "هذا النوع من التناوب "قصة مألوفة". وأضاف، "حدث ذلك في أواخر الستينيات مع المضاربة على أسهم الفضاء والتكنولوجيا وعام 2000. وعادة ما يلعب الاحتياطي الفيدرالي دوراً لأن هذا الجزء من السوق هو الذي يعاني".

وقال المحللون إن أحد أسباب كثافة تحرك السوق هو أن عدداً من صناديق الاستثمار المشتركة وصناديق التحوط كانت تحتل مراكز في كثير من الشركات ذاتها.

وقال رئيس قسم الأسهم المتداولة في أحد البنوك في نيويورك، فضّل حجب اسمه، "لديك كل شخص يحاول الوصول إلى باب الخروج في الوقت ذاته". وأضاف، "عادة في سوق صحية عندما تتفكك صناديق التحوط، تحاول الصناديق المشتركة الدخول وشراء الضعف ويكون لها تأثير في الاستقرار. لكن الآن عندما تبدأ صناديق التحوط والتقاعد  بالتخلص من المخاطر، تسير الصناديق المشتركة في الاتجاه نفسه".

وكان التناوب أيضاً مربكاً في بعض الأحيان، بحيث تدفع القوى المتنافسة وتجذب المستثمرين في اتجاهات معاكسة وتشوش رواية تحركات السوق. وقد تم منح المستثمرين طعماً للارتفاعات قصيرة الأجل في الأسهم ذات القيمة من قبل، بما في ذلك في وقت من الأوقات خلال العام الماضي، مما يشير إلى طريق وعرة في المستقبل، إذ تصطدم الزيادات والانخفاضات في الأسعار بالتهديدات المصاحبة لفيروس كورونا على الاقتصاد.

وقال روس كويستريتش، مدير المحفظة في شركة بلاك روك، "بينما أعتقد أن السوق يمكن أن ترتفع، وتتجه نحو الأعلى، سيحتاج المستثمرون إلى الإبحار في هذه الدورات". وأضاف، "المستثمرون يستفيدون جزئياً من سوق السندات وجزء السوق الأكثر عرضة لتلك التحركات في الأسعار، أسماء التكنولوجيا المضاربة".

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة