Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عام على غزو الكابيتول: قمعت أصواتهم ولكن لم تكسر شوكتهم

مآلات حركة الميليشيات الأميركية بعد 6 يناير

بعد مرور عام على اقتحام حشد غاضب مبنى الكابيتول الأميركي، لا تبدو أحداث 6 يناير (كانون الثاني) 2021 أقل أهمية. وتعتبر معرفة من شارك في عملية الاقتحام وما الذي دفعهم للمشاركة وما الذي حدث لهم منذ ذلك الحين، من الأمور الحاسمة لفهم ما إذا كان ذلك التهديد بالعنف السياسي مستمراً اليوم.

لن يعرف مطلقاً عدد الأشخاص الذين شاركوا في الهجوم، ولكن اعتباراً من منتصف ديسمبر (كانون الأول)، تم اعتقال 727 شخصاً بسبب أفعالهم في ذلك اليوم. واعترف أكثر من 150 منهم بالذنب. والجدير بالذكر أن معظم مثيري الشغب الذين اعتقلوا ليست لديهم روابط سابقة موثقة بالأيديولوجيات أو الحركات المتطرفة التقليدية. بدلاً من ذلك، يمكن اعتبارهم من المؤيدين المتطرفين للرئيس دونالد ترمب، أشخاصاً مقتنعين بفكرة تبجيل الشخصية، محيطين بالرئيس السابق، قبلوا نظريات المؤامرة الخاصة به حول الانتخابات. في المقابل، من بين المئات الذين تم اعتقالهم، وجد تاريخ سابق من التطرف اليميني لدى أقلية لا يستهان بها، بدءاً من حركة اليمين المتطرف "براود بويز" Proud Boys، إلى "المتطرفين البيض"، وصولاً إلى أصحاب نظرية المؤامرة "كيو أنون" QAnon.

ربما كانت أكبر مجموعة متطرفة متورطة في الهجوم هي حركة الميليشيات، وهي عبارة عن تحالف يميني مناهض للحكومة ظهر في أوائل التسعينيات بعد عدد من المواجهات البارزة مع الحكومة الفيدرالية. في يناير الماضي، سافر إلى واشنطن العاصمة العشرات من أتباع الميليشيات، بما في ذلك "ثري بيرسنترز" Three Percenters و"أوث كيبرز" Oath Keepers، علماً بأن المجموعتين تعتبران من العناصر البارزة داخل الحركة. وبرزت بشكل خاص منظمة "أوث كيبرز"، التي أسست في عام 2009 بهدف نشر أيديولوجية حركة الميليشيات في صفوف أفراد الشرطة والجيش والمستجيبين الأوائل في حالات الطوارئ الحاليين والسابقين. واستطراداً، تم توجيه الاتهام إلى أكثر من 20 عضواً من "أوث كيبرز" وحدها عن أفعالهم في 6 يناير، وكذلك إلى العديد من الشركاء الذين لم يكونوا أعضاءً رسميين. إلى ذلك، تم اتهام عدد من أعضاء "أوث كيبرز" ببعض أخطر الانتهاكات الجنائية التي نشأت في ذلك اليوم، بما في ذلك التآمر، ما يعني أنهم نسقوا أفعالهم لمحاولة تعطيل تصديق الكونغرس على نتائج انتخابات 2020.

في أعقاب 6 يناير، عانت حركة الميليشيات من عدد من الانتكاسات، تتراوح بين حظر الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي، وزيادة تركيز وكالات إنفاذ القانون عليها. وعلى الرغم من ذلك، فلا تزال حركة الميليشيات تشكل تهديداً خطيراً، بخاصة أن المشاعر المناهضة للحكومة أقل تعقيداً وصعوبة بالنسبة إلى هذه الجماعات الآن بعد عودة الحزب الديمقراطي مرة أخرى إلى البيت الأبيض [ومغادرة الحزب الجمهوري].

قيد الإنشاء لفترة طويلة

بالنظر إلى الأيديولوجية المناهضة للحكومة التي انتهجتها حركة الميليشيات، لم تكن مشاركة أعضائها في اقتحام مبنى الكابيتول أمراً مفاجئاً؛ قد يتساءل واحدهم حتى لماذا لم يحدث شيء مثل هذا في السابق. ظهرت حركة الميليشيا في عام 1993 تقريباً وكانت معادية إلى حد كبير للحكومة الفيدرالية. علماً بأن ذلك كان رد فعل على انتخاب بيل كلينتون بعد 12 عاماً من الرؤساء الجمهوريين، وكذلك على التدابير الفيدرالية للتحكم بالأسلحة، والمواجهة المميتة بين الحكومة الفيدرالية وشخصيات متطرفة في روبي ريدج بولاية أيداهو عام 1992، وحصار واكو في تكساس عام 1993.

استندت أيديولوجية حركة الميليشيات إلى فرضية أن معظم العالم كان تحت سيطرة مؤامرة استبدادية عالمية (ما أطلق عليه الأعضاء اسم "النظام العالمي الجديد")، وأن حكومة الولايات المتحدة كانت تتعاون مع تلك المؤامرة من أجل تجريد الأميركيين من أسلحتهم ورميهم بين براثنها. وفي ذلك الإطار، وصف أتباع الميليشيات أنفسهم بأنهم أميركيون وطنيون وقوميون يشبهون جنود الاحتياط أيام الثورة الأميركية، وادعوا أن عليهم حمل السلاح لحماية أنفسهم من هذا المصير الرهيب.

وكانت حركة الميليشيات قوية خلال التسعينيات، ومسؤولة عن عدد من المؤامرات الإرهابية والحوادث العنيفة، لكنها تراجعت بشكل سريع في العقد التالي، وهبطت معنوياتها بسبب سنوات من الاعتقالات الكثيرة، وفشل "آفة الألفية" Y2K [توقعات بشلل يصيب أجهزة الكمبيوتر حين الانتقال من التسعينيات إلى عام 2000] التي استثمرت فيها الكثير من الطاقة التآمرية، ودورة الحياة الطبيعية لفورات النشاط المتطرف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع ذلك، في 2008-2009 تقريباً، شهدت الحركة نهضة، حالت دون اندثارها إثر ترشيح باراك أوباما وانتخابه، وعززتها الموجة نفسها من المشاعر اليمينية المناهضة للحكومة التي كانت وراء بروز حركة "حفل الشاي" Tea Party. هذه المرة، ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي على نموها، بما في ذلك انتشار مفهوم "ثري بيرسنترز"، وهو نسخة مبسطة من أيديولوجية الميليشيا التي أسهمت في جذب العديد من الأعضاء الجدد إلى الحركة وساعدت في تشكيل مجموعات جديدة متعددة. في عام 2009، تم إنشاء "أوث كيبرز"، وسرعان ما أصبحت من أكبر المجموعات في حركة الميليشيات، وهدفها نشر أيديولوجية الميليشيات بين أفراد الجيش والشرطة والمستجيبين الأوائل في حالات الطوارئ [المسعفون ورجال الشرطة]. على الرغم من أن عدد مجموعات الميليشيات المنظمة كان أقل مما كان عليه في التسعينيات، فإن عدد أعضائها الإجمالي كان أكبر على الأرجح، كما أن نشاطها الإجرامي اقترب مرة أخرى من ذلك الذي شهده العقد السابق، من حيازة أسلحة غير مشروعة إلى مؤامرات وأعمال إرهابية.

واستكمالاً، كانت حركة الميليشيات لا تزال كبيرة في عام 2015، عندما أطلق ترمب حملته الرئاسية، وأصبح الجزء الأكبر منها -التي كانت تدعم في السابق مرشحي الخيار الثالث فحسب أو شخصيات متطرفة من الحزب الجمهوري- من مؤيدي ترمب المتحمسين. إذ كان دخيلاً معادياً للمؤسسة، مؤمناً بنظرية المؤامرة، وناشطاً مناهضاً للمهاجرين ومعادياً للمسلمين. وعندما تحدى ترمب نتائج الاقتراع وانتخب رئيساً، شعرت الميليشيات بسعادة شديدة.

صب الزيت على النار

وضع هذا الانتصار حركة الميليشيات على الطريق المؤدي إلى مبنى الكابيتول في يناير 2021، لكنه كان طريقاً ملتوياً. في الواقع، شكل فوز ترمب معضلة: فقد استمدت الحركة كثيراً من طاقتها من كراهيتها للحكومة الفيدرالية، ولكن آنذاك أصبحت تلك الحكومة تحت قيادة ترمب. بالتالي، ركز بعض الأعضاء الذين كانوا في حاجة إلى أعداء جدد، على المهاجرين، في حين استهدف البعض الآخر "أنتيفا"، وهي منظمات غير رسمية للنشطاء والجماعات التي تعارض تفوق البيض، باعتبارها عدو اليوم. في الحقيقة، كانت الحركة راكدة وخامدة بشكل أساسي خلال معظم فترة رئاسة ترمب.

ولكن في أوائل عام 2020، سمحت الأحداث للحركة باستعادة سحرها. إذ دفعت عمليات إطلاق النار الجماعية التي ذاع صيتها العديد من الدول إلى التفكير في إجراءات الحد من الأسلحة، ما حفز مجموعات الميليشيات إلى إقامة احتجاجات في الشوارع. عندما تفشت جائحة كورونا، كان المتطرفون المناهضون للحكومة من بين أول من تحدوا جهود المسؤولين الرامية إلى مكافحة انتشار الفيروس. ووقفت مجموعات الميليشيات في طليعة معارضة إجراءات الصحة العامة، ورفضت الامتثال لتوصيات وضع الأقنعة ونظمت احتجاجات عامة تندد بـ"الأحكام العرفية الطبية". نظراً إلى أن الجهود المبذولة لحظر الأسلحة والسيطرة على الجائحة تم تنفيذها بشكل أساسي على مستوى الولايات، لم يجد أتباع الميليشيات أن ثمة حاجة إلى الدخول في صراع مع ترمب. وكان بإمكانهم أن يستبدلوا العدائية تجاه تدابير حكومات الولايات بعدائهم التقليدي تجاه الحكومة الفيدرالية.

عانت حركة الميليشيات من آثار ما بعد هجوم الكابيتول

ثم شهد صيف 2020 احتجاجات في جميع أنحاء البلاد على مقتل جورج فلويد على يد عنصر في شرطة مينيابوليس، وظهرت مجموعات الميليشيات في العديد منها. ظاهرياً، وجدت هناك لحماية الأعمال التجارية أو المعالم الأثرية، لكن الدافع الحقيقي لكثيرين كان معارضة نشطاء حركة "أنتيفا" الذين، بحسب افتراضاتهم، سيكونون هناك، ومواجهة متظاهري "حياة السود مهمة"، الذين اعتقد أتباع الميليشيات أنهم تحت سيطرة الماركسيين أو الملياردير الليبرالي جورج سوروس.

بحلول أغسطس (آب)، اشتدت الدورة الانتخابية، وأدت أحداث الحملة الانتخابية إلى خروج الميليشيات إلى الشوارع، علماً بأنها في بعض الحالات، وفرت "الحماية الأمنية" للمرشحين الداعمين لترمب. قبل ليلة الانتخابات بوقت طويل، كان ترمب ووكلاؤه يروجون لنظريات المؤامرة حول تزوير الانتخابات، وهي فكرة قبلتها حركة الميليشيات من دون تردد.

إذاً، لم يكن مفاجئاً أن العديد من أعضاء الميليشيات شاركوا في اقتحام مبنى الكابيتول، وأن بعضهم خطط ونسق أنشطته، وفقاً للوائح الاتهامات المتعلقة بمؤامرة 6 يناير. فشلت محاولاتهم لإسقاط الانتخابات، ويرجع الفضل في ذلك في المقام الأول إلى جهود شرطة العاصمة والكابيتول، فضلاً عن اهتزاز الكونغرس وتوحده مؤقتاً في أعقاب الهجوم. في البداية، كان العديد من أعضاء الميليشيات، سواء من المشاركين في 6 يناير أو المتفرجين، متحمسين لأحداث ذلك اليوم، ولكن سرعان ما تحولت حماستهم إلى ذعر حين قوبل اقتحام مبنى الكابيتول بغضب شعبي.

جروح غير مميتة

في العام الذي أعقب ذلك الفشل، عانت حركة الميليشيات آثار ما بعد هجوم الكابيتول. تم التركيز بشكل خاص على "أوث كيبرز" لمشاركتهم في ما حدث، أكثر من أي مجموعة أخرى، باستثناء "براود بويز". حتى قبل 6 يناير، أثر التشهير بأنشطة الميليشيات سلباً في قدرة تلك المجموعات على العمل. في يونيو (حزيران) 2020، حظر موقع "فيسبوك" الحسابات التابعة للحركة فجأة، وأزال مئات الصفحات والجماعات المرتبطة بالميليشيات. لسنوات، اعتبر "فيسبوك" هو المنصة الإلكترونية الرئيسة لحركة الميليشيات، التي استخدمته للتجنيد من أجل عمل إرهابي عرضي والترويج له وتنظيمه وحتى التخطيط له. بالتالي، شكل الطرد من "فيسبوك" ضربة كبيرة. وما زاد الطين بلة، كان قيام العديد من المنصات الأخرى بإزالة المحتوى المرتبط بالميليشيات بدرجات متفاوتة. لذا، كان على مجموعات الميليشيات أن تتحرك بسرعة لكي تعيد التواصل مع أعضائها.

وفي منحى مقابل، أدى اقتحام مبنى الكابيتول إلى مزيد من التدقيق في حركة الميليشيات. في ذلك السياق، لم يتم توجيه الاتهام إلى العديد من أتباع الميليشيات فحسب، بل ظل آخرون، بمن فيهم مؤسس "أوث كيبرز"، ستيوارت رودس، يتساءلون عما إذا كان دورهم هو التالي في مواجهة التهم. وكذلك، كان أعضاء "أوث كيبرز" وغيرهم من أتباع الميليشيات من بين أولئك الذين تعرضوا للإجراءات المدنية المتعلقة بـ6 يناير، بما في ذلك دعوى مهمة رفعها مدعي عام العاصمة واشنطن في ديسمبر. في الواقع، يمكن لدعوى مثل هذه أن تدمر "أوث كيبرز" كمجموعة منظمة من خلال دفعها إلى الإفلاس. على الرغم من أن الحركة استفادت من 6 يناير بشكل من الأشكال، إذ تشير بيانات "أوث كيبرز المخترقة" مثلاً إلى زيادة في عضوية المجموعة على الأمد القصير في الأقل، فإن حركة الميليشيات عانت في الغالب. مع وجود الرئيس جو بايدن في منصبه، تمكنت الحركة من العودة إلى عدائها التآمري التقليدي تجاه الحكومة الفيدرالية. لكنها لم تشهد انتعاشاً يضاهي زخمه ذاك الذي شهدته عندما تولى أوباما منصبه. وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه معرفة ذلك على وجه اليقين، فمن المحتمل أن الجمع بين حظر الحسابات على المنصات الإلكترونية وعواقب 6 يناير، قد حال دون، أو في الأقل أخَّر أو أضعف، نهضة خطيرة أخرى للميليشيات.

وعلى الرغم من ذلك، بقيت حركة الميليشيات خطيرة. في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، أعلنت السلطات الفيدرالية وسلطات ولاية ميشيغان عن اعتقال 14 شخصاً مرتبطين بميليشيا "وولفرين واتشمن"، بتهم تتعلق بمؤامرة مزعومة تهدف إلى اختطاف الحاكم الديمقراطي "غريتشن ويتمر"، الذي قاد جهود الولاية للحد من انتشار جائحة كورونا. منذ هجوم الكابيتول، حدث مزيد من الاعتقالات ذات الصلة بالميليشيات. في أواخر يناير 2021، ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض على إيان بنيامين روجرز بسبب أسلحة ومتفجرات تتعلق بمؤامرة مزعومة لمهاجمة مقر الحزب الديمقراطي بولاية كاليفورنيا في ساكرامنتو في محاولة لإبقاء ترمب في منصبه؛ في يوليو (تموز)، قبض على شخص آخر، هو جارود كوبلاند لتورطه بذلك. في أبريل (نيسان)، ألقى عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض على سيث آرون بندلي، أحد المشاركين في هجوم الكابيتول، بسبب [بتهمة] مؤامرة منفصلة لمهاجمة مراكز بيانات "أمازون". وأعرب بندلي، الذي اعترف آنذاك بأنه مذنب، عن أمله في أن يؤدي رد فعل الحكومة المبالغ فيه على هجوم مماثل إلى انتفاض الأميركيين ضدها. ومع بقاء عيون وكالات إنفاذ القانون مسلطة على الحركة، من المرجح أن يحدث مزيد من تلك الاعتقالات في المستقبل.

في الوقت نفسه، ظهرت جماعات يمينية مسلحة أخرى. علماً بأن تلك المجموعات، مثل "قوات الدفاع الأميركية المتحدة"، و"أف إي سي يونايتد"، وغيرها، ليست مرتبطة بشكل مباشر بحركة الميليشيات وتحتل مساحة تربط بين العالمين العادي والمتطرف. يمكن أن تشكل مساحات من هذا النوع قنوات تقود إلى التطرف بالنسبة إلى الأشخاص الذين ينضمون إلى تلك الجماعات ليجدوها غير متشددة بما فيه الكفاية. وبهذه الطريقة، قد تكون مصدر تجنيد لحركة الميليشيات. بدلاً من ذلك، قد تصبح المجموعات نفسها أكثر راديكالية. وهناك إمكانية كبيرة بأن تصبح الدورة الانتخابية لعام 2024، التي سيبدأ الاستعداد لها في وقت قريب جداً، نقطة احتدام يمكن أن تحرك تلك الجماعات الجديدة ومجموعات حركة الميليشيات نفسها.

وفي مقلب مغاير، يمكن للمرء أن يعقد الأمل على أن تقوم المحاكمات الناجحة لقضايا 6 يناير المتعلقة بالميليشيات، وإصدار أحكام قوية بما يكفي لإرسال إشارة واضحة، بردع بعض المتطرفين المحتملين عن حمل السلاح مرة أخرى. ولكن من المرجح أن تحتاج سلطات إنفاذ القانون إلى توخي اليقظة تجاه التهديد الذي ظهر خطره بوضوح منذ عام مضى.

*مارك بيتكافيج هو كبير الباحثين في مركز مكافحة التطرف التابع لرابطة مكافحة التشهير.

المزيد من تحلیل