Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"فلسطين والتهديدات الإيرانية"... شواغل الإعلاميين في مكة قبل انطلاق قممها الثلاث

آمال باستعادة مركزية القضية الفلسطينية واتخاذ موقف موحد ضد التدخلات الإيرانية

حضر الإعلاميون من أكثر من 60 دولة حول العالم لتغطية قمم مكّة الثلاث (اندبندنت عربية)

بقدر الترحاب كان زخم النقاش، وبقدر التنوع وبلد القدوم كان التباين والاختلاف في وجهات النظر، إنهم "شهود الحدث" وفق تعبير صحافي جزائري، أتوا من أكثر من 60 دولة حول العالم، لينقلوا أحداث ثلاث قمم اثنتان منها طارئتان "خليجية وعربية" لمواجهة التدخلات الإيرانية، والثالثة قمة إسلامية تحمل شعار "يداً بيد نحو المستقبل".

ما إن تطأ قدماك المركز الإعلامي المعني بتغطية قمم مكة الثلاث، أحد الفنادق الكبرى بمكة، تجد تنوعاً بالغاً في أحاديث الصحافيين والإعلاميين القادمين من بقاع الأرض، معولين أغلبهم ممن التقت بهم "اندبندنت عربية" على "أهمية الحادث والحديث" محل النقاش، لكن ما ينفك النقاش ودوائره التي تنشغل بأمور معينة، إلا ويركز القائمون عليه على طموحاتهم وآمالهم في مخرجات القمم لعلاج ما يصيب العالم العربي والمنطقة من "تحديات مصيرية".

القضية الفلسطينية تتصدر النقاش

في أغلب نقاشات الصحافيين والإعلاميين، البالغ عددهم نحو 390 إعلامياً أجنبياً، ومثلهم من الصحف والوكالات السعودية، بحسب إحصاء أحد مسؤولي وزارة الإعلام السعودية، إلا وتصدر قضيتين رئيسيتين الحديث حولها، أولها تطورات القضية الفلسطينية، وقرب الإعلان الأميركي عن خطتهم للسلام المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن" بحلول الشهر المقبل، وثانيها تطورات الأوضاع في منطقة الخليج والتوتر الناشب بين طهران وواشنطن على وقع تعرض أربع ناقلات نفط قرب ميناء الفجيرة الإماراتي لهجوم يلقى باللوم فيه على إيران، فضلاً عن هجمات على آبار نفط سعودية قادت إلى تحشيد عسكري في الخليج العربي.

يقول مصطفى الريالات، الكاتب الصحافي الأردني ورئيس تحرير جريدة الدستور، إن "قمم مكة الثلاث هي خطوة استباقية حكيمة لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها المنطقة"، مضيفاً "أن القمة تأتي في وقت حساس من ناحيتين، الأولى، ما يطلق عليها "صفقة القرن وخطة الإملاءات الأميركية للسلام في المنطقة، وثانيتها التهديدات الإيرانية واستفزازاتها لدول المنطقة ومسعاها المستمر للتدخل في الشؤون الداخلية للدول".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبتعبير الريالات، فإن "القضية الفلسطينية والقدس يجب أن تظل القضية المركزية الأولى للأمة العربية والإسلامية، وعلى القادة المجتمعين أن يظهروا وحدة في رفض صفقة القرن، والتمسك بخطة السلام العربية التي أعلنتها السعودية وتبنتها الدول العربية في قمة بيروت 2002".

ووفق تقارير ومصادر، فإن القمة الإسلامية في دورتها الـ14 تتصدرها القضية الفلسطينية، ومن المنتظر وفق محللين أن تخرج بقرارات تعيد للقضية مركزيتها بالنسبة إلى العالم العربي.

ولا يختلف الريالات، عمن زاملوه في تغطية "الحدث التاريخي"، إذ يقول مختار شعيب، نائب رئيس تحرير الأهرام، ومدير مكتبها في السعودية، إنه كصحافي وباحث في شؤون المنطقة ينتظر من القمم الثلاث أن تعلن رفضها "صفقة القرن"، فضلاً عن فرض عزلة على إيران "كي تهدأ وتقلل من تدخلها وإضرارها بالأمن القومي العربي".

شعيب يضيف "نحتاج إلى وقفة عربية وإسلامية ضد التوسعات الإيرانية في دول سوريا والعراق ولبنان واليمن، وضد تهديدها المستمر لأمن دول الخليج". كما نحتاج، وفق تعبيره، إلى إعادة مركزية القضية الفلسطينية وإعادة الاعتبار لها في وجه البطش الإسرائيلي".

وخلال رصد لـ"اندبندنت عربية" لم يختلف النقاش كثيراً بين أغلب الصحافيين المشاركين في تغطية القمم الثلاث، معتبرين أن "الأهمية بمكان أن تستغل ذلك الزخم في توحيد المواقف العربية والإسلامية" تجاه التحديات المشتركة.

التصدي للاستفزازات الإيرانية

وفق تعبير الصحافي الأردني، الريالات، في ما يتعلق بالتهديدات الإيرانية، فإن الشعوب العربية تنظر إلى أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمنها واستقرارها، ومن ثم فهناك حاجة لمواقف تحفظ أمن المنطقة واستقرارها. مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "العداء لإيران" لا يجب أن ينسي العرب قضيتهم المركزية "فلسطين".

ومن وجهة نظر، مصطفى فارس، المراسل الصحافي الجزائري، فإن عقد القمم الثلاث "يأتي في وقت يتطلب منها أن تسمو فوق كل اختلافات بيننا"، مضيفاً "علينا وأد كل الفتن التي نشهدها اليوم وكل النزاعات والضغائن، وكل المشاكل وننشد أن تعم أصوات الاعتدال والوسطية التي تعلمناها من آبائنا وأجدادنا".

وبحسب تعبير فارس، فإنه يأمل في أن تتجه المشكلات باتجاه الانفراج في هذه المنطقة وفي وضع قاعدة وخريطة وأرضية صلبة من جديد من الخطط والاجتماعات".

في المقابل، فإن للصحافي العماني، عامر الكلباني في وكالة الأنباء العمانية، رؤية مختلفة قليلاً، باعتباره أن القمم الثلاث تأتي في وقت تشهد أوضاع المسلمين والعرب حالة "يرثى لها"، لكنه يرفض الحديث عن "عزل إيران أو إخراجها من المعادلة الإسلامية".

ويقول الكلباني، "في الحقيقة لا بد من وضع آلية معينة لإعادة التكاتف والتعاون بين العرب والمسلمين، ولا بد من أن تتجاوز حبر الأوراق وتصل لمراحل التنفيذ"، مضيفاً "في ما يتعلق بإيران، لا بد من أن نعترف أن إيران دولة إسلامية وعضو بمنظمة التعاون الإسلامي، ومن ثم لا بد من أن تكون موجودة"، مضيفاً "لا يمكن التخلي عن إيران وفي الوقت ذاته علينا أن نضع محددات تعيد رسم العلاقة وضبطها بينها وبين العالم العربي والإسلامي، يلتزم فيها الطرفان بمحدداتها، كخطوة أولى في سبيل حل المشاكل العالقة بينهم".

من جانبها، ترد الصحافية اللبنانية، نهال صفا، قائلة "الضرورة الآن تكمن في موقف عربي موحد ضد كل التدخلات والتهديدات لأمن دولنا واستقرارها، أياً كانت تلك التهديدات قادمة من إيران أو إسرائيل أو تركيا"، معتبرة أن الدول الثلاث تلعب بشكل أساسي على "حالة الضعف والوهن التي تعانيها الأمة العربية من أجل زيادة نفوذها وسيطرتها".

 

قضايا أخري محل اهتمام

وبجانب القضية الفلسطينية والتهديدات الإيرانية، استحوذت نقاشات جانبية أخرى على مساحة لا بأس بها من النقاشات الصحافية والإعلامية على هامش قمم مكة الثلاث، فوفق تعبير الصحافي المصري مختار شعب، هناك حاجة ماسة للعمل على أن تكون قضايا التنمية البشرية والنمو والإصلاح الاقتصادي، من بين الشواغل العربية في الفترة الراهنة.

ويوضح شعيب: "إعطاء الأولوية للتنمية البشرية والاستثمار في عقل الإنسان العربي والمسلم أولوية ملحة للالتحاق بركب العلم والتقدم"، مضيفاً "هناك حاجة عاجلة أيضاً لتدخل عربي وإسلامي لحل المشاكل العالقة والمتفاقمة في كل من ليبيا والسودان وسوريا".

الأمر ذاته يتفق فيه الصحافي السعودي عبد الواحد الحميد، معتبراً أن الأمر بات يمثل ضرورة للنهوض ومسايرة التقدم العالمي، معرباً عن سعادته، بـ"نجاح السعودية في استضافة ثلاث قمم في وقت قصير وفي شهر رمضان الذى يتوافد فيه المسلمون بالملايين لزيارة بيت الله الحرام".

وتُعقد القمم الإسلامية والخليجية والعربية في مكة المكرمة، وعشية القمة الإسلامية في دورتها الـ14 العادية، وتستضيف مكة اليوم الخميس، القمتين الطارئتين (عربية وخليجية)، دعت إليهما السعودية، في ظل توتر بين إيران من جهة والولايات المتحدة ودول خليجية من جهة أخرى، سببها اتهام طهران باستهداف أربع سفن تجارية في المياه الإقليمية للإمارات العربية، من بينها سفينتان سعوديتان، إضافة إلى استهداف جماعة الحوثي اليمنية، المدعومة إيرانياً، محطتَي نفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية.

وستتناول اجتماعات القمم أهم الملفات في العالم الإسلامي، وأبرزها القضية الفلسطينية، والتهديدات الإيرانية والأزمات والتطورات الجارية في المناطق العربية والأفريقية والآسيوية، بحسب مصادر دبلوماسية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي