Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"عمالقة اليمن" يسيطرون على عسيلان ويصلون مشارف البيضاء

حققت القوات المناهضة للحوثي تقدماً نوعياً رغم السواتر الترابية وحقول الألغام التي زرعتها الميليشيات المنسحبة

في رابع أيام عملياتها القتالية في محافظة شبوة، تمكنت قوات العمالقة من السيطرة على مدينة النقوب الاستراتيجية على خط محافظتي شبوة - مأرب (شرق اليمن) في معارك شهدت سقوط عشرات القتلى، بعد أن بدأت قوات ألوية العمالقة القادمة من الغرب جولة عنيفة من المواجهة.

وقال ضابط التوجيه المعنوي في اللواء (21) المشاركة في العمليات القتالية النقيب مطلق المعروفي، إن قوات العمالقة سيطرت على مدينة النقوب الاستراتيجية وتقدمت غرباً 17 كيلومتراً، فيما تخوض الآن معارك عنيفة على مشارف مديرية بيحان العليا المحاذية لمحافظة البيضاء.

فقدان الربط والتحكم

ووفقاً للمعروفي فإن سيطرة قوات العمالقة على جبال حيد بن سبعان في الطرف الشمالي الغربي لمدينة النقوب، ومنطقة جو آل سنيد وبلدتي النويدرية والدرب، أتاح لهم السيطرة على تقاطع "مفرق الحمى" ذي الأهمية الكبرى، فمن شأن السيطرة عليه أن يفصل خطوط إمداد الميليشيات الحوثية عن عدد من البلدات الجبلية منها السليم والصفراء والقرية.

وتكمن أهمية مدينة النقوب والقرى المحيطة بها في كونها مناطق تحكم وسيطرة، وتشرف على العديد من الطرق والممرات التي كانت تستخدمها الميليشيات الحوثية كشرايين إمداد وتعزيز لكافة المديريات التي أسقطتها في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. 

كما تعد مناطق إمداد رئيسة للميليشيات لتعزيز قواتها التي تخنق محافظة مأرب المحاذية لها من جهاتها الجنوبية. 

وجاء التقدم الميداني للعمالقة عشية نجاحها في تحرير بلدتي "هجر كحلان" التاريخية، وقرية "طوال السادة" حيث كانت تتمركز أغلب القوات الحوثية.

الانسحاب بسلام

وأوضح النقيب المعروفي أن قوات العمالقة "تلقت طلب هدنة من ميليشيات الحوثي تتيح لهم الانسحاب بسلام من بلدتي الحمى ولخيضر وجبال بلبوم والصفراء وشميس"، مشيراً إلى أن الحوثيين يقومون في الأثناء بردم الطرق المؤدية إلى مدينة بيحان العلياء وزرع الألغام لمنع تقدم القوات المهاجمة.

ولليوم الرابع على التوالي تستمر ألوية العمالقة في التقدم الميداني في مديريات بيحان الثلاث (عين، عسيلان، بيحان) في إطار عملية عسكرية أطلقتها لـ "تحرير محافظة شبوة من مليشيات الحوثي المدعومة من إيران"، وفقاً لبيان صادر عن قيادة القوات على "تويتر".

واليوم نعت ألوية العمالقة مقتل بعض عناصرها خلال هذه المعارك الطاحنة، وعلى رأسهم أركان حرب اللواء ثاني العقيد سميح جرادة الصبيحي.

حقول من الألغام 

وعقب تقدمها الذي بدأته منذ سيطرتها على مركز مديرية عسيلان السبت الماضي، اصطدمت قوات العمالقة بحقول شاسعة من الألغام التي تتقدمها كثبان من السواتر الترابية في مسعى حوثي إلى منع خطاها الحثيثة نحو الغرب حيث بيحان العليا وحريب، ومن خلفهما مأرب التي تعاني ضغطاً خانقاً على يد الجماعة المدعومة من إيران منذ نحو 10 أشهر من ثلاثة اتجاهات. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفيما كانت "العمالقة" قد أمضت أربعة أيام منذ دقت ساعة الصفر لعملياتها الزاحفة نحو "تحرير شبوة من المشروع الإيراني"، كانت جرافات الحوثي تسابق الزمن لإقامة السواتر الترابية منعاً لتقدم العربات المهاجمة التي تسابق انفجار صواعق الألغام المنتشرة بشكل كبير، بحسب وصف أبناء المنطقة.

ومقابل هذا، نشرت قناة "المسيرة" التابعة للحوثي نقلاً عن قيادة الميليشيات أنها نجحت في صد هجمات قوات الشرعية والعمالقة الذين "تسللوا إلى بعض المناطق بمديرية عسيلان خلال اليومين الماضيين".

معركة الصحراء... حياة أو موت

هي معركة حياة أو موت بالنسبة إلى الحوثي الذي لم تتوقف أرتال مقاتليه من الزحف على امتداد الطريق الرابط بين محافظتي البيضاء وشبوة، على الرغم من القصف الجوي المركز الذي لم يتوقف أيضاً، مستهدفاً تحركات مقاتليه، وهو ما يفسر الأهمية الاستراتيجية التي تحتلها معركة صحراء مشرق اليمن التي تنام فوق بحار من الثروات النفطية، بعد أن عاودت الميليشيات الحوثية السيطرة عليها في سبتمبر (أيلول) الماضي، التي سبق وأن خسرتها في ديسمبر (كانون الأول) 2017، وشكلت عودتها انتكاسة عسكرية فادحة الكلفة للشرعية اليمنية، أتاحت لمسلحي الجماعة المتشددة الاتجاه غرباً ثم التمدد شمالاً نحو مأرب، ليتمكنوا إثر ذلك من التهام أربع مديريات في المحافظة النفطية، وهي حريب والعبدية والجوبة وجبل مراد، وهو ما ينذر بسقوط محافظة "الملكة بلقيس" أهم المعاقل العسكرية والسياسية والاقتصادية للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.

المنازل ضحية

سكان محليون في عسيلان أكدوا أن عدداً من منازل المدنيين تعرضت إلى قصف حوثي بقذائف الهاون في مناطق الحمى وعسيلان والهجر، راح ضحيتها عدد من المدنيين بين قتلى وجرحى، في محاولة للضغط على قوات الجيش للانسحاب ووقف هجومهم، وهو ما أثار موجة من الخوف والهلع وسط الأهالي. 

من جانبه، قال محافظ محافظة شبوة المعين من قبل الحوثيين، عوض بن فريد العولقي في تصريحات صحافية يوم أمس، إن قوات الشرعية التي تسللت إلى بعض المناطق بمديرية عسيلان قد تمت مواجهتها وإبعادها خلال اليومين الماضيين.

شريان حياة

الحوثي الذي يرى في بيحان نقطة وصل استراتيجية فتحت الطريق أمام مقاتليه للسيطرة على مناطق شرق اليمن (شبوة، مأرب، حضرموت) وغيرها، فهي أيضاً تؤمن خط إمداده الساخن القادم من البيضاء فذمار ثم صنعاء، وغيرها من مناطق الشمال اليمني حيث المخزون البشري الذي يرفد مقاتليه لاستكمال عملية الإجهاز على مأرب، التي تعتبرها الشرعية بالمقابل آخر معاقلها شمالاً.

التحالف يكثف طلعاته

وأعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، تنفيذ 12 استهدافاً ضد الحوثيين في شبوة خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وأضاف التحالف في بيان أن الاستهدافات في شبوة دمرت تسع آليات عسكرية، فيما تجاوزت الخسائر البشرية 70 عنصراً في صفوف الميليشيات التي تسيطر على صنعاء.

وقبل أسبوع، وصلت قوات عسكرية كبيرة تابعة لألوية العمالقة قادمة من الحديدة، لدعم قوات الجيش في تحرير المديريات الخاضعة لسيطرة الميليشيات في محافظة شبوة النفطية، مزودة بأسلحة نوعية في تحرك ينبئ عن تغيرات محتملة في المشهد العسكري باليمن.

وجاءت هذه الخطوة بالتزامن مع أداء محافظ شبوة الجديد، عوض بن محمد الوزير، اليمين الدستورية أمام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي أكد في أول توجيهاته إلى المحافظ الجديد "تحرير ما تبقى من مديريات المحافظة".

واعتبر مراقبون أن تعيين البرلماني والزعيم القبلي المقرب من الرئيس اليمني عوض الوزير، محافظاً، يأتي في إطار ترتيبات سياسية وعسكرية وشعبية واسعة تهدف إلى استكمال تحرير شبوة وفك الضغط الحوثي الخانق عن محافظة مأرب، وبدء عملية عسكرية في محافظة البيضاء بدعم من التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن.

وسبق لقوات العمالقة أن شاركت في تأمين 250 كيلومتراً من الشريط الساحلي، فضلاً عن تأمين مضيق باب المندب الذي يعد أهم الممرات بالعالم للسفن التجارية، والحيلولة دون تهديد الملاحة الدولية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي