Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقرير أممي: تجنيد الحوثي للأطفال يودي بـ 562 طفلاً خلال 6 أشهر

وثق فريق الخبراء في اليمن عمليات اعتداء جنسي تعرضت لها سجينات في صنعاء وتفاصيل محاكمة "مقتل الصماد"

طفل يحمل سلاحاً نارياً عليه شعار الحوثي (غيتي)

جدد تقرير جديد لفريق الخبراء في شأن اليمن التابع للأمم المتحدة، تسليط الضوء على انتهاكات ميليشيات الحوثي، بما في ذلك استغلال أنشطة التعليم لدفع الأطفال إلى تبني أفكار محرضة على الكراهية والعنف، وصولاً إلى تجنيدهم في جبهات القتال.

وتطرق التقرير السنوي لعام 2021 الذي سُلّم إلى مجلس الأمن واطلعت "اندبندنت عربية" على نسخة منه قبل نشره، إلى الهجوم الصاروخي الذي تعرض له مطار عدن الدولي بالتزامن مع وصول الحكومة اليمنية الجديدة عام 2020، وقال إن الهجوم كان سيسفر عن عدد ضحايا أكبر في أوساط ممثلي الحكومة لولا تأخر هبوط الطائرة.

تجنيد الأطفال

تضمن التقرير معلومات حول استغلال الحوثيين للمعسكرات الصيفية والدورات الثقافية للحشد والتشجيع على الانضمام للقتال، إذ رصد فريق الخبراء في بعض المدارس وأحد المساجد التي يستخدمها الحوثيون لنشر عقيدتهم بين الأطفال، ترويج هذه المناشط لخطاب الكراهية والعنف ضد مجموعات معينة، حيث يُؤمر الأطفال بترديد شعار الحوثيين، "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود".

وذكر الفريق في تقريره المكون من 51 صفحة بأنه في "أحد المعسكرات يتم تعليم أطفال لا تتجاوز أعمارهم سبع سنوات كيفية تنظيف الأسلحة والهرب من الصواريخ".

وأشار إلى استغلال الحوثيين المساعدات الإنسانية من خلال توفيرها أو منع الأسر من الحصول عليها على أساس مشاركة الأطفال في أنشطة الحوثي، لافتاً إلى مشاركة البعض خوفاً على حياتهم أو منع الحوثيين وصول المساعدة الإنسانية إليهم.

 

ورصد الفريق الأممي انتهاكات حوثية ضد النساء والأطفال، منها تعرض امرأتين رفضتا المشاركة في هذه الدورات للاعتقال والاغتصاب، وجريمة اعتداء جنسي ارتكبت ضد طفل خضع إلى تدريب عسكري، إضافة إلى عشرات الحالات لأطفال اقتيدوا لجبهات القتال بعد إيهامهم بنقلهم للانخراط في دورات ثقافية.

ومن المعسكرات الصيفية إلى جبهات القتال، وثق التقرير مقتل 1406 أطفال زجّ بهم الحوثيون في ساحات المعارك عام 2020، و562 طفلاً بين يناير (كانون الثاني) ومايو (أيار) عام 2021، مشيراً إلى أن أعمار الأطفال تراوحت بين 10 إلى 17 سنة، ومعظمهم قتلوا في محافظات عمران وذمار وحجة والحديدة وإب، إضافة إلى صعدة وصنعاء.

وكان محمد الحوثي، القيادي في الكيان السياسي للميليشيات، قد رد على تقرير سابق تناول جملةً من الاتهامات من ضمنها استخدام الأطفال في المعارك، قائلاً إن التقرير لا يستند إلى حقائق ميدانية أو لجان مستقلة.

استهداف الحكومة الجديدة

وذكر فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بأن الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار عدن الدولي 30 ديسمبر (كانون الأول) 2020، بعد وصول الحكومة اليمنية الجديدة، كاد يودي بالحكومة لولا تأخر هبوط طائرتها.

 

وعد الفريق تشكيل الحكومة آنذاك من أهم إنجازات اتفاق الرياض لعام 2019، الذي أسهم في توحيد الموقف ضد الحوثيين من خلال حلحلة الخلافات بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والمجلس الانتقالي الجنوبي، مشيراً إلى أن توقيت الهجوم كان رمزياً بالتزامن مع وصول أعضاء الحكومة التي مثلت الأمل للشعب اليمني، بعد صراع امتد سنتين بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي.

وفيما تتهم الحكومة اليمنية الحوثيين بتنفيذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل 26 شخصاً وإصابة العشرات، تنفي الميليشيات المدعومة من إيران علاقتها بالانفجارات التي استهدفت المطار.

هجمات تعز

واستمر مسلسل استهداف الحكومة اليمنية بعد تعرض ميناء مدينة المخا بمحافظة تعز جنوب غرب البلاد للهجوم بخمس طائرات مسيرة وصاروخين، في الوقت الذي كانت لجنة حكومية تزور الميناء للإشراف على تحويله للاستخدام المدني بعد سنوات من "احتلاله عسكرياً"، وفق التقرير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 تعرضت بعض القواعد العسكرية في مدينة المخا إلى هجوم صاروخي، في اليوم نفسه الذي كان من المقرر أن يجري فيه المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أول زيارة له إلى الساحل الغربي.

إعدامات سبتبمر

وتطرق التقرير إلى حكم الإعدام في تسعة أشخاص بينهم قاصر، اتهموا سابقاً بالضلوع في مقتل القيادي في ميليشيات الحوثي صالح الصماد في أبريل (نيسان) عام 2018 بغارة جوية نفذها التحالف العربي لإعادة الشرعية باليمن.

وذكر بأن المتهمين الـ 10 الذين توفي أحدهم جراء التعذيب اعتقلوا بين سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) 2019، وجرى احتجازهم في موقع مجهول من دون علم عائلاتهم، إلى أن بدأت محاكماتهم وظهروا على شاشات التلفزيون في 17 أبريل (نيسان) من العام نفسه.

وقال الفريق الأممي إنه تلقى أدلة على تعرض المتهمين للتعذيب وإجبارهم على توقيع اعترافات لاستخدامها كدليل ضدهم، وعلى الرغم من ذكر هذه الأدلة خلال محاكمتهم إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء. وأضاف بأن "المحاكمة بدأت من دون تمكينهم من الاتصال بمحامين، وفي مرات عدة لم يتمكن المتهمون من مقابلة محاميهم".

 

وكانت صور سوق المتهمين إلى ساحة الإعدام بثيابهم الزرقاء في صنعاء هزت اليمن والعالم، وهي تظهر وجود طفل بينهم لا يكاد يستطيع الوقوف بسبب إصابة بليغة تعرض لها في الظهر أثناء التعذيب في السجن، وحدت من قدرته على السير بحسب تصريحات إعلامية لمحاميه.

حينها، اعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن "أوامر القتل التي أصدرتها ميليشيات الحوثي بحق المدنيين التسعة جريمة قتل عمد مكتملة الأركان"، محذراً من "إقدام ميليشيات الحوثي على تنفيذ مزيد من أعمال القتل الجماعية ضد المدنيين المناهضين لمشروعها الانقلابي".

في المقابل، قال الحوثيون إن التسعة اتهموا ودينوا بالتورط في قتل الصماد، وشملت التهم الموجهة إليهم التجسس ونقل معلومات حساسة إلى التحالف الذي تقوده السعودية.

مهاجمة المدنيين

وحقق الفريق الأممي في هجمات شنها الحوثيون على المدنيين في قرى عدة في تعز في يناير (كانون الثاني) 2021، أسفرت بحسب التقارير والشهادات الواردة عن مقتل 13 شخصاً بينهم طفل، وأصيب 47 شخصاً بينهم سبعة أطفال وسبع نساء.

ونهاية سبتمبر (أيلول) 2021 حاصر الحوثيون مديرية العبدية في مأرب لأسابيع عدة مما أدى إلى نقض في الغذاء والأدوية.

ووفق التقرير، اعتقل الحوثيون خلال هذه الفترة 59 رجلاً وعطلوا شبكة الاتصالات لإعاقة تدفق المعلومات حول الوضع الإنساني.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير