الأمطار تغرق البصرة وتشعل الانتقادات

غرقت مناطق عدة في محافظة البصرة، في جنوب العراق، نتيجة أمطار غزيرة، كشفت سوء منظومات الصرف الصحي في المدينة.

وعلى الرغم من استعداد الأجهزة الخدمية في المحافظة ووزارة الموارد المائية منذ أيام لتلك السيول وتهيئة عشرات الآليات، إلا أن عدداً من الأحياء في المحافظة قد غرقت.

وقال مدير قسم العلاقات والإعلام في مديرية بلدية محافظة البصرة، علاء العلي، لوكالة الأنباء العراقية، إن "أمطاراً كثيفةً سقطت في المحافظة وتسببت بسيول في معظم شوارع المدينة".

وأضاف أن "المديرية ستكون جهة ساندة لمديرية مجاري محافظة البصرة في حال حصول أي طارئ للسيطرة على السيول المحتملة".

وتأتي تلك السيول في وقت يشهد العراق موجة جفاف شديدة نتيجة قلة سقوط الأمطار، وقلة الواردات المائية من تركيا وإيران لتغذية روافد نهري دجلة والفرات.

وتؤكد وزارة الموارد المائية أن الأمطار الساقطة في البصرة لن تؤثر في زيادة الخزين المائي في البلاد، بقدر ما هي تقليل من حدة اللسان الملحي في شط العرب، وزيادة واردات المياه الجوفية في الصحراء.

زورق في شوارع المدينة

وأشعل غرق بعض مناطق محافظة البصرة مواقع التواصل الاجتماعي. وانتقد كثيرون منظومة الصرف الصحي في المدينة وعدم قدرتها على استيعاب كمية الأمطار التي سقطت.

وانتشرت صور ومقاطع فيديو أظهرت كميات المياه في الشوارع ومعاناة الأهالي.

ولم تخلُ المنشورات من السخرية، فظهر في بعضها أحد الشبان وهو يقود زورقاً في أحد شوارع المدينة.

فوائد

وعلل المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، عون ذياب، "غرق بعض الأحياء بسوء شبكة المجاري في المدينة".

وأضاف "الطبيعة الجغرافية للبصرة منبسطة ولا يمكن إنشاء سد خزني"، مشيراً إلى أن السيول في شوارع المدينة تعتمد على شبكة المجاري، وهي غير مخدومة بشبكة مجارٍ فعالة، وكان يجب إكمال المجاري أولاً ومن ثم بقية الأمور الأخرى لاحقاً من أجل سلامة المدينة".

ولفت إلى أن "لكميات المياه التي هطلت إيجابيات، منها عدم تقدم اللسان الملحي، وري الأراضي الزراعية في محافظة البصرة وجزء من الناصرية وصحراء بادية السماوة وبادية البصرة، وزيادة خزين المياه الجوفية بمياه مقبولة ونمو الأعشاب للرعي".

وتابع، "هناك احتمال أن تكون بعض السيول في منطقة حفر الباطن التي تتجه نحو جبل سنام وصفوان، وهذه السيول يجب الاحتياط منها".

الأمطار ستتوقف

وأكد ذياب أن "هذه المياه ستتجه إلى شط العرب، لا سيما أن المنسوب فيه منخفض جداً"، مشيراً إلى أنه "كان هناك خطان سابقاً، أحدهما لمياه الأمطار والثاني للمجاري، وهي مسلطة بشكل فعّال، إلا أنه بسبب المياه الثقيلة تم استخدام خط مياه المجاري".

وتابع، أن "المناطق المخدومة جيداً بالمجاري وضعها سليم، وأما المناطق غير المخدومة فتضررت، ونتوقع توقف الأمطار خلال ساعات، وستتجاوز البصرة هذه الأزمة".