Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخاوف التصعيد تحيط بتوقيف وزير العدل التونسي السابق

نددت جهات باعتقال القيادي في "النهضة" بينما رأى آخرون أن التعامل معه قانوني

البحيري متحدثاً إلى وسائل الإعلام حين كان وزيراً للعدل في 25 يونيو 2012 (أ ف ب)

نُقل وزير العدل التونسي الأسبق ونائب رئيس حزب النهضة، نور الدين البحيري، في حالة خطيرة إلى مستشفى بنزرت شمال البلاد بعد يومين من توقيفه، بحسب نشطاء بينهم النائبة عن الحزب سيدة الونيسي، في حين قال رئيس البرلمان التونسي المعلق راشد الغنوشي، الأحد، إنه طلب من الرئيس قيس سعيد الكشف عن مكان ومصير البحيري.

وقالت النائبة ووزيرة الدولة السابقة سيدة الونيسي على حسابها على "تويتر" بالفرنسية، "تم نقل نور الدين البحيري للتو إلى مستشفى بنزرت بعد تدهور حالته الصحية إثر توقيفه واحتجازه قبل 48 ساعة". وأضافت أنه كان محتجزاً "في مكان غير معلن، من دون أي مذكرة توقيف أو لائحة اتهام أو إذن قضائي".

ائتلاف "مواطنون ضد الانقلاب" المعارض للتدابير التي أعلنها الرئيس التونسي، قال بدوره عبر "تويتر" إن البحيري "نقل إلى المستشفى على وجه السرعة في حالة حرجة".

وبحسب عدد من وسائل الإعلام ومصادر مطلعة تحدثت إليها وكالة الصحافة الفرنسية، فإن نور الدين البحيري يعاني أمراضاً مزمنة عدة وتوقف عن تناول الطعام والأدوية منذ توقيفه.

ولم يتسنَ على الفور الاتصال بمسؤولين في الرئاسة التونسية للتعليق.

وتباينت ردود الفعل في تونس إزاء توقيف نائب رئيس حركة النهضة، وزير العدل السابق نور الدين البحيري، الجمعة 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بين مَن استنكر الزج بقوات الأمن في الصراعات السياسية، استناداً إلى قانون الطوارئ، الذي يعود إلى عام 1978، وبين مَن يرى أن البحيري مطلوب للعدالة وقوات الأمن تعاملت معه وفق القانون، وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية، مع ضمان كامل حقوقه في محاكمة عادلة.

انتهاك لما تبقى من حقوق وحريات

وصرح الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، لـ"اندبندنت عربية" بأن "اعتقال نائب في البرلمان (المجمدة أشغاله)، نائب رئيس حركة النهضة، بطريقة خارجة عن الإطار القانوني وبعيدة عن رقابة القضاء، وبالاستناد إلى ترسانة قانونية تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، يدل على أن الوضع في تونس يسير نحو نفق مظلم"، واصفاً ما حدث بـ"الانتهاك لما تبقى من حقوق وحريات في تونس".

واعتبر الشابي توقيف نائب رئيس حركة النهضة "تصعيداً خطيراً في الصراع السياسي، وينذر بخطر الانزلاق نحو الصدام الدموي"، مستنكراً "الطريقة التي تم التعامل بها مع البحيري"، وداعياً إلى العمل على "تخفيض منسوب الاحتقان والتوتر". وأضاف أن "وزارة الداخلية تأخرت كثيراً في إصدار البيان التوضيحي حول عملية التوقيف"، معتبراً أنها "لا تحترم دولة القانون والمؤسسات".

واستنكر الشابي "إقحام الأجهزة الأمنية في الصراعات السياسية التي قد تعود بالمؤسسة الأمنية إلى المربع القديم"، داعياً إلى "إرساء عقيدة الأمن الجمهوري".

وخلُص إلى أن "نور الدين البحيري لا يمثل خطراً على الأمن الوطني، حتى يتم إيقافه بتلك الطريقة"، مؤكداً أن "القوى الديمقراطية لن تتخلى عن المطالبة بإرساء دولة القانون والمؤسسات"، معتبراً أن "الحكم الفردي لن يستمر في تونس".

قضايا عدة

في المقابل، صرح سرحان الناصري، رئيس حزب "التحالف من أجل تونس"، بأن "نور الدين البحيري تحوم حوله شبهات إجرامية خطيرة، وهو متورط في قضايا عدة حين كان وزيراً للعدل".
واعتبر الناصري أنه "بعد إيقاف البحيري، بدأت المؤسسة القضائية التونسية تتعافى"، مشيراً إلى أن القوات الأمنية نفذت ما صدر في شأنه من بطاقة جلب قضائية وقامت بعملها في إطار القانون".

وشدد رئيس حزب التحالف من أجل تونس، على أن "المتهم بريء إلى أن تُثبت إدانته، والبحيري سيقف أمام القضاء التونسي من أجل ما نُسب إليه من تُهم، مع ضرورة توفير شروط المحاكمة العادلة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودعا الناصري إلى "محاسبة نور الدين البحيري لما تسبب فيه من تهديد لمنظومة العدالة حين كان وزيراً للعدل"، معتبراً أن "الأمن في تونس هو أمن جمهوري، وأن حركة النهضة تروج للأكاذيب من أجل شحن الشارع التونسي ودفعه نحو العنف".

النهضة تتقدم بشكوى وتقرر التصعيد

في الأثناء، أكدت رئيسة المكتب القانوني لحركة النهضة، زينب إبراهمي خلال ندوة صحافية، الجمعة 31 ديسمبر، أنه "تم رفع شكوى ضد كل من تسبب ونفذ جريمة الاعتداء الشنيع الذي مورس على القيادي بالحركة نور الدين البحيري ومحاولة قتله" وفق تعبيرها، وطالبت بالإفراج الفوري عنه.

وأضافت إبراهمي أنه "لا يوجد أي تتبع قضائي ضد البحيري وأن ما حدث هو خطف واعتداء بالعنف الشديد من خلال ضربه في أماكن قاتلة والاعتداء كذلك على زوجته المحامية سعيدة العكرمي".

كذلك، حمل محمد القوماني، القيادي في "النهضة"، وزير الداخلية، توفيق شرف الدين، ورئيس الجمهورية قيس سعيد، "المسؤولية الكاملة لحادثة الاعتداء والاختطاف الذي طال البحيري"، مؤكداً أن "الحركة ستتصدى لرئيس الجمهورية، بكل الوسائل المدنية والسلمية المتاحة ولن تسكت عن هذه الممارسات".

اعتصام عدد من المحامين

وطالب فرع تونس في هيئة المحامين "بتحديد مكان نور الدين البحيري"، مستنكراً "طريقة إيقافه من خلال قطع الطريق عليه من قبل سيارة مدنية والاعتداء عليه بالعنف وافتكاك هاتف زوجته المحامية سعيدة العكرمي". وأضاف أن "الأستاذة سعيدة العكرمي وعدد من المحامين قرروا الاعتصام في مكتب رئيس الفرع إلى حين الإفراج عن نور الدين البحيري".

في المقابل، أعلنت وزارة الداخلية، أنه "عملاً بالقانون المنظم لحالة الطوارئ، وبخاصة الفصل الخامس، من الأمر عدد 50 لسنة 1978، الذي يخول وضع أي شخص تحت الإقامة الجبرية، حفاظاً على الأمن والنظام العامَين"، تقرر فرض الإقامة الجبرية على البحيري، "وهو إجراء ذو صبغة تحفظية أملته الضرورة في إطار حماية الأمن العام، وينتهي بانتهاء موجبه".

وأكدت الداخلية التونسية في بيان "حرصها على التقيد بالضمانات المكفولة بمقتضى الدستور والتشريع النافذ خصوصاً من حيث توفر ظروف الإقامة الملائمة والإحاطة الصحية اللازمة".

يُذكر أن فترة إدارة البحيري لوزارة العدل (بين سنوات 2011 و2013)، أثارت جدلاً واسعاً حول  سيطرته على مفاصل القضاء.

المزيد من العالم العربي