Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تضارب المصالح الإيرانية - الروسية - السورية... ميناء اللاذقية نموذجا

"تايم أوف إسرائيل": لافروف اتصل بلابيد والمقداد قبل استهداف ميناء اللاذقية

صورة من أحد الأقمار الصناعية تظهر مرفأ اللاذقية بعد تعرضه للغارات (أ ب)

على الرغم مما تشهده الأراضي السورية من موت ودمار ونزوح وتفكك لمفاصل الدولة، فإن النظام السوري استطاع الصمود في وجه الثورة التي اندلعت لإسقاطه، واستطاع بشار الأسد أن يبقى في رئاسة هذا النظام للمرة الرابعة على التوالي. وها هو المجتمع الدولي يبدو منحازاً إلى خيار الحل السياسي في سوريا. لكن بقاء الأسد في منصبه يعود بالدرجة الأولى، إلى دعم "حلفاء مخلصين"، استطاعوا أن يجنبوه شبح التغيير أو انتقال السلطة لغير عائلة الأسد. هؤلاء الحلفاء هم: إيران، وروسيا، و"حزب الله"، الذين مكنوه من الصمود، فيما فشلت المعارضة في تشكيل جبهة موحدة تجعلها قادرة على إنتاج نظام بديل. من هنا ومع بدء انحسار العمليات العسكرية في سوريا، ومع بدء الانفتاح العربي على دمشق، تتجه الأنظار نحو حلفاء الأسد وعلى وجه التحديد إيران و"حزب الله"، إذ كان لهما الدور الأبرز في حماية النظام، وفق ما جاء على لسان ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في "الحرس الثوري"، علي سعيدي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، أنه لولا تدخل بلاده لدعم نظام دمشق "لكانت ضاعت" إيران والعراق ولبنان وسوريا.
وقال سعيدي، إن جيش بلاده "تدخل في سوريا لحماية الأمن الإيراني"، مستشهداً بقول خامنئي، إن "سوريا تمر من خط مقاومتنا". عدا عن أن إيران ومن خلفها "حزب الله"، كانا يعملان منذ التدخل في الحرب السورية في عام 2012، على تأسيس أرضية ونفوذ مستقلين عن مؤسسات الدولة، وتحديداً في المناطق ذات الأغلبية الشيعية. وخرج مرات عدة إلى العلن ذلك التنافر أو التناقض، بين أجندتي النظامين الإيراني والسوري، من خلال تصريحات صدرت من الجانبين، بعدما بدا واضحاً أن إيران و"الحزب" تدخلا ليس للمحافظة على سلطة الأسد فقط، بل للحفاظ على مصالحهما الخاصة في سوريا ولبنان.

علاقة النظام بـ"حزب الله"

صحيح أن العلاقة بين النظام و"الحزب" قديمة، كما أن الفضل في نشأة الحزب يعود إلى الجانب السوري، حيث إنه وبعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في عام 1982، الذي جاء على خلفية طرد الفصائل الفلسطينية، سمح حافظ الأسد لمئات من عناصر "الحرس الثوري" بالدخول إلى سهل البقاع للمساهمة في تأسيس "حزب الله"، بحسب ما جاء في كتاب جون إسبوزيتو "التهديد الإسلامي، وهم أم حقيقة؟" John L. Eposito “The Islamic Threat Myth or Reality?” 1999 . كما كان نائب الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، وصف في كتابه "حزب الله، المنهج- التجربة- المستقبل"، الجهود الإيرانية بأنها "أنشأت معسكرات التدريب في منطقة البقاع اللبناني لتدريب الراغبين بذلك، واكتشف الناس نموذجاً راقياً في التربية والإعداد والأخلاقية والإيمان". لكن هذه العلاقة تأرجحت بين التقاء المصالح حيناً، والتنافس والتنافر وحتى الاقتتال أحياناً أخرى، بخاصة خلال الحرب الأهلية اللبنانية، التي شهدت اشتباكات بين "حركة أمل" و"الحزب"، حيث كان الطرف السوري يتدخل ضد "حزب الله" لصالح حليفته "حركة أمل". وهذا ما جاء على لسان عقل حمية، أحد مسؤولي "حركة أمل" الذي كان له دور أساسي في الصراع مع "حزب الله"، فقال "حاولنا التحدث مع الإيرانيين، وأبلغناهم بأننا لا نريد توتراً بيننا. لكن حزب الله صار أكثر عناداً في بعلبك والقرى المحيطة بها. والإيرانيون قالوا لنا، إن بإمكاننا المقاومة معاً، لكن التطورات على الأرض ذهبت في منحى آخر. كان للإيرانيين أجندتهم الخاصة، ويعملون لمشروع جديد"، كما ذكر "Nicholas Blanford"  في كتابه "Warriors Of God, Inside Hezbollah’s Thirty-Year Struggle Against Israel". وخلّف القتال بين الطرفين عام 1986 ثلاثة قتلى من "الحزب" وجنديَين سوريين، وحين خطف "حزب الله" ضابطين سوريين، رد الجيش السوري باعتقال العديد من أعضاء الحزب. وفي عام 1987، قتلت القوات السورية عناصر من "حزب الله" في ثكنة "فتح الله"، مقره العام حينها، غرب بيروت. ما دفع بصبحي الطفيلي الأمين العام السابق للحزب، إلى اتهام سوريا بـ"التآمر مع إسرائيل". وذكر نعيم قاسم هذه الحادثة في كتابه قائلاً "الحسرة" على وقوع هذا الحدث ظلت باقية.

"الحزب" في الداخل السوري

مع تدخل "حزب الله" في الحرب السورية في عام 2012، دخلت علاقته مع النظام السوري مرحلة جديدة، قد تكون بمثابة الند للند. دخل الحزب بكامل جهوزيته وقوته، وهذا كان له السبب المباشر لـ"خلاص" النظام. ولاحقاً تدخلت روسيا، وفقاً لأمين عام الحزب حسن نصرالله، (حديث إعلامي في ديسمبر 2020)، أن القائد السابق لـ"فيلق القدس" في "الحرس الثوري"، قاسم سليماني، اجتمع مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لمناقشة التدخل الروسي العسكري في سوريا، واقتنع بوتين بالتدخل بعد اجتماع مع سليماني دام ساعتين في موسكو بحضور عدد من المسؤولين الروس. لكن مع ذلك دخل "الحزب" الحرب السورية بمعزل عن موافقة الحكومة اللبنانية، ولكن كان لنصر الله مبرراته لاحقاً، أولاً كي يقنع جمهوره (بعد تصاعد الخسائر في الأرواح، والنعوش المقبلة من دمشق)، مغدقاً الوعود بالنصر، فقال "كما كنت أعدكم بالنصر دائماً أعدكم بالنصر مجدداً"، وثانياً لإقناع المحيط العربي. واتهم الحزب خصومه وخصوم النظام في الحرب السورية بأنهم ضد "المقاومة"، وأشار إلى أن فترة بقاء الحزب في سوريا ستكون طويلة.
وقال نصر الله في خطاب ألقاه في مايو (أيار) 2013، إن "سوريا هي ظهر المقاومة وسندها، والمقاومة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي أو يُكشف ظهرها أو يُكسر سندها... ونحن الآن أمام طرفين في الصراع، الأول هو المحور الغربي والأميركي الذي يتوسل في الميدان الجماعات التكفيرية التي تدمر الحاضر والماضي والمستقبل، وفي الطرف الآخر دولة لها موقف من المقاومة وتدعو إلى الحوار، وحزب الله لا يمكن أن يكون في جبهة فيها أميركا وإسرائيل". وحاول إعلام الحزب إظهار التدخل بأنه "حرب ضد الإرهاب"، وضد التكفيريين، ولحماية الحدود اللبنانية. ولكن مع ذلك وُجهت اتهامات كثيرة ومنطقية للحزب، منها أنه دخل ومن ورائه إيران كطرف "شيعي" ضد الأغلبية السورية "السنية"، وهذا ما كان يتحاشاه في أدبياته، أي الدخول في الصراع السني - الشيعي في الإقليم. أيضاً وبوصفه طرف لبناني، اخترق الحزب مبدأ النأي بالنفس، منفرداً، مقيداً وجاراً للبنان ومسؤوليه ومواطنيه، إلى مشروع يهدف بالدرجة الأولى إلى حماية المحور الإيراني في المنطقة، ما أدخل البلد في أزمات تضخمت حتى وصلت إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية مع دول الخليج. هذا أفقده شعبيته، لبنانياً وعربياً، كان قد نالها بعد حرب عام 2000 مع إسرائيل.

"الحزب" شكل أرضية للنفوذ الإيراني في سوريا

منذ بداية تدخل إيران والحزب، عملا على تجنيد مقاتلين من العراق وأفغانستان وباكستان، من الطائفة الشيعية، وجاء ذلك على لسان محمد علي فلكي، (جنرال سابق في الحرس الثوري)، فقال، إن إيران أقامت "جيش تحرير في جبهات تشمل سوريا واليمن والعراق". وفي الوقت نفسه عمل الحزب وطهران على تنظيم أمور الطائفة في الداخل السوري، (علماً أن الشيعة يشكلون أقلية صغيرة في سوريا لا تزيد نسبتها على اثنين في المئة من السكان). وتم تأسيس المجلس الإسلامي الجعفري الأعلى، وهو أول هيئة تمثيلية شيعية مستقلة، بناءً على مرسوم صادر من السلطات السورية. ولكن المجلس المذكور يعمل في خدمة الحزب وإيران حيث يرعى ويدعم أتباع الحزب. ونظم رجال الدين في المجلس جنازات لمقاتلين شيعة سقطوا في المعارك، وشاركوا في احتفالات الثورة الإسلامية في إيران، (تقرير لمركز كارنيغي للشرق الأوسط 2017).
هذا ما كلف الميزانية الإيرانية الكثير، ما دفع بستيفان دي ميستورا، المبعوث الخاص للأمم المتحدة آنذاك، إلى أن يقدر أن ما دفعته إيران عام 2015 بلغ نحو 6 مليارات دولار سنوياً في شكل مساعدات مالية وعسكرية لدعم نظام الأسد. كما تولت إيران دفع رواتب آلاف المقاتلين الأجانب الذين جلبتهم إلى البلاد. هذا الأمر دفع بالنظام السوري إلى تقييد حرية حركة الميليشيات داخل منطقة دمشق أو الحد من الاحتفالات الشيعية العامة. في السياق، خلصت دراسة أصدرتها "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في عام 2014 إلى أن أعداد عناصر الميليشيات الشيعية في سوريا لا تقل عن 35 ألف مقاتل. وينتمي أغلب هؤلاء بالترتيب إلى العراق ولبنان وإيران وأفغانستان. ومن أهم هذه التشكيلات ميليشيات الدفاع الوطني، التي تشكل رديف قوات النظام وتتكون من أبناء الطائفة الشيعية فقط ولا يسمح لغيرهم بدخولها بمن فيهم أبناء الطائفة العلوية، ويشرف على تدريبها ضباط إيرانيون. وتحدثت المعارضة الإيرانية عن تشكيلات إيرانية في سوريا تضم إجمالاً نحو 5000 عنصر من "الحرس الثوري"، فضلاً عن عناصر "حزب الله". وأوضحت المعارضة في بيان، أن طهران أرسلت إلى سوريا أسماء عسكرية وازنة. وتحدثت وسائل إعلامية عن وجود أكثر من خمسة آلاف عنصر من "الحرس" ضمن تشكيلات مسلحة بسوريا يغلب عليها الطابع الطائفي، ومنها "عصائب أهل الحق" و"فيلق بدر" و"حزب الله"، و"ألوية أبو الفضل العباس"، وهي حركة برزت خلال مشاركتها في الحرب الدائرة في سوريا إلى جانب نظام الأسد بدعوى حماية المراقد المقدسة لدى الطائفة الشيعية. كتائب سيد الشهداء وذو الفقار: بدأت في العراق، وانتقلت إلى سوريا. فرقة "فاطميون" وفرقة "زينبيون" قالت المعارضة الإيرانية، إن طهران شكلت الفرقة الأولى من السجناء الأفغان الذين أُفرج عنهم شريطة القتال في سوريا، وشُكلت الثانية من باكستانيين شيعة قاطنين في إيران. فيلق "ولي الأمر"، مكلف أساساً بحماية المرشد خامنئي وقادة النظام الإيراني، لكنه أرسل عدداً من أفراده (يتمتعون برتب عالية) إلى سوريا وتحديداً إلى حلب. وفي المحصلة، تجاوز عدد الفرق والتشكيلات الإيرانية في سوريا 12 على الأقل تحت إشراف "الحرس الثوري".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


"الجولان" تكشف تنازع مصالح روسية - إيرانية

وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية أفادت في تقرير لها منذ عام 2018 أن "حزب الله" يعمل على إنشاء وتأسيس بنية تحتية عسكرية جديدة في قرية "الخضر" الدرزية الواقعة في الجانب السوري من هضبة الجولان، على بعد 3.5 كيلومتر من الحدود بين إسرائيل وسوريا. وذكرت الصحيفة أن المسؤول عن إنشاء هذه البنية التحتية هو مصطفى مغنية، الابن البكر لعماد مغنية الذي كان قائداً عسكرياً للتنظيم واغتيل في فبراير (شباط) 2008 في دمشق، في عملية نُسبت إلى إسرائيل. وسارعت إسرائيل إلى الإعلان أنها لن تسمح لإيران و"حزب الله" ببناء قدرات عسكرية في سوريا، وبدأت بالإغارة على هذه المواقع. في المقابل، لم تنشر روسيا أجهزة الدفاع الجوي، وفُسّر هذا الأمر على أنه رسالة مفادها معارضة موسكو لتوسيع إيران و"حزب الله" وجودهما قرب الجولان. وظهرت احتكاكات بين روسيا والحزب، حيث انتشرت الشرطة العسكرية الروسية على الحدود اللبنانية - السورية وعلى الجانب السوري من خطوط الهدنة في مرتفعات الجولان، ما أدى إلى مفاقمة التوتر مع الحزب. وحين انسحبت القوات الروسية من ضواحي القُصير في يونيو (حزيران) 2018، حلت مكانها، وفق ما قيل، قوات سورية. وكانت موسكو دعت في وقت سابق كل القوات الأجنبية إلى مغادرة سوريا، وبدا ذلك أنه يشمل قوات إيران و"حزب الله".

وكان الجيش الإسرائيلي استهدف في 18 يناير (كانون الثاني) 2015 موكباً لستة من قياديي "الحزب" إلى جانب أحد الجنرالات في "الحرس الثوري" في منطقة القنيطرة على الجانب السوري من هضبة الجولان. ونقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين رفيعي المستوى في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قولهم إن الجيش الإسرائيلي قصف عشرات الأهداف التابعة لـ"حزب الله" في سوريا والمثلث الحدودي مع الأردن، خلال السنوات الثلاث الماضية. وقال المسؤولون الإسرائيليون، إن "حزب الله لم يرد على الهجمات التي استهدفت مراكزه والتي أعاقت بشدة جهوده اللوجيستية والعملياتية لإنشاء بؤر استيطانية وقاعدة مسلحة في جنوب هضبة الجولان السورية المحتلة".

كذلك، كان لدمشق تدخل في المواجهات بين روسيا وإيران. فحين أعلن علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الخارجية، أن تدخل إيران في سورية منع انهيار نظام الأسد، جاء الرد من صحيفة "الوطن" الموالية للنظام التي قالت في افتتاحيتها، إن كلام ولايتي "مبالغة اعتدنا على سماعِها من بعض وسائل الإعلام أو المحللين السياسيين الإيرانيين أو الذين يدورونَ جملة وتفصيلاً في الفُلك الإيراني". وفندت الصحيفة السورية التصريحات الإيرانية قائلة، إن "الحكومة السورية ومعها السوريين، واجهوا نار الحرب والإرهاب لأكثر من عامين وحيدين، إلى أن جاء تدخل حزب الله إلى جانب الجيش السوري لحسم معركة القصير في عام 2013". ووصلت تفاعلات هذه النزاعات إلى طهران. إذ حذّر بهروز بونيادي، النائب في البرلمان الإيراني، من أن تحالف الأسد - بوتين يمكن أن يضحي" بإيران لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل". وقال بونيادي، إن "بشار الأسد يتقرب بصفاقة كاملة من بوتين"، مضيفاً أن "روسيا لن تكون صديقاً موثوقاً لنا".

ميناء اللاذقية

وأتى استهداف ميناء اللاذقية في 28 ديسمبر الماضي، للمرة الثانية خلال أقل من شهر، حيث نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله، إنه في "حوالى الساعة 03:21 من فجر اليوم الثلاثاء نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من عمق البحر المتوسط غرب مدينة اللاذقية مستهدفاً ساحة الحاويات في الميناء التجاري في اللاذقية". وجاء قصف ميناء اللاذقية شريان حياة اقتصاد نظام الأسد ليعمق الخلافات بين الجانبين الإيراني والروسي، فإيران تدرك أن هناك ضوءاً أخضر روسياً لقصف مواقعها، وأن النظام موقفه غير واضح، والمفارقة أن المضادات الجوية والدفاع الجوي للنظام لا يتدخل ولا يتم تفعيل منظومة "أس 300" للدفاع الجوي، بل إن قاعدة حميميم الروسية تبعد عن مواقع القصف الأخير 15 كيلومتراً. وكشفت صحيفة "تايم أوف إسرائيل" عن إجراء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مكالمة هاتفية مع وزيري خارجية إسرائيل يائير لابيد ونظام الأسد فيصل المقداد قبل استهداف ميناء اللاذقية. هذا الخبر فتح المجال واسعاً للتأويل أن القيادة العسكرية في القاعدة كانت على علم مسبق بالغارة قبل حدوثها بحكم اتفاقات التنسيق بين الجانبين الروسي والإسرائيلي، لتجنب تكرار حادث إسقاط طائرة التجسس الروسية عن طريق الخطأ الذي وقع في سبتمبر (أيلول) 2018 وأدى إلى مقتل حوالى 13 جنرالاً وضباط اتصال كانوا على متنها.
ونقلت قناة "العربية" أنه تمت إقالة نائب قائد البحرية السورية بعد ترويجه لنشاط فاسد في منطقة الساحل. وأضافت أن "نظام الأسد بدأ بإعادة النظر في الدور الإيراني بمنطقة الساحل السوري، كما منع جهات إيرانية من العمل برصيف الحاويات بميناء اللاذقية"، خصوصاً بعد الغارات الإسرائيلية على ميناء اللاذقية. وأشارت القناة إلى أن "الأسد طلب بإعفاء جواد غفاري، مسؤول إيران في سوريا من منصبه"، ولم يتم التأكيد على هذه المعلومات من أي جانب رسمي حتى الآن. وذكرت مصادر "العربية" أن تطوير وتعزيز إيران قدراتها في سوريا يعرضان مصالح النظام للخطر، وقوات النظام تدرك أن إيران تعزز قدراتها في سوريا من دون تنسيق معها، خصوصاً وأن قائد الوحدة 190 في فيلق القدس الإيراني يقود جهود نقل الأسلحة إلى سوريا. وأضافت أن "إيران تستخدم سفناً مدنية لنقل عتاد عسكري لتعزيز نشاطها في سوريا".
ودانت وزارة الخارجية الإيرانية القصف الإسرائيلي "اللاإنساني" الذي طال ميناء اللاذقية.

المزيد من متابعات