بعد نحو ثلاثة أشهر من الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد الذي يلعب في أقوى دوريات كرة القدم العالمية، يبدو أن السعوديين في طريقهم نحو إتمام صفقة أخرى لنادي انتر ميلان الإيطالي الـ "النيراتزوري"، بقيمة باهظة تصل إلى مليار دولار أميركي، بحسب ما ذكر موقع معهد صناديق الثروة السيادية.
وبحسب المعهد الذي يتتبع صفقات صناديق الثروة السيادية العالمية، فإن "الصندوق السيادي السعودي يتطلع من خلال الاستحواذ على إنتر ميلان إلى "بناء إمبراطورية رياضية".
وعلى الرغم من أن أرباب الصندوق السيادي الذي يحتل المرتبة السابعة عالمياً بإجمالي أصول تقدر بـ 340 مليار دولار، لم يعلق بعد على الأنباء المتواترة نحو الصفقة الكبرى، إلا أن المعهد الذي تأسس عام 2007 ويتخذ من ولاية شيكاغو مقراً له قال إنها، "صفقة قد تصل إلى مليار دولار"، مما يعني أنه في حال إتمامها فإن النادي الإيطالي العريق سيتربع على صدارة أغنى الأندية في العالم.
صفقة نيوكاسل المثيرة للجدل
ويمضي السيادي السعودي، الذي بدأ خطواته نحو عالم الرياضة الأكثر شعبية في العالم باستحواذه في أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي على نادي نيوكاسل الإنجليزي، نحو بناء محفظة استثمارية متنوعة، كما يمتلك محفظة تتكون من حوالى 200 استثمار، منها 200 استثمار مدرجة في السوق المالية السعودية.
ولا يمكن لصفقة مثل الاستحواذ على أكثر الأندية الإيطالية عراقة أن تمضي بصمت ومن دون تسريبات، فقد ذكرت صحيفة "International Business Times" الاقتصادية الأمريكية التي تختص بنشر أخبار وآراء ودراسات حول المال والأعمال والتجارة في العالم، بأن "صفقة الاستحواذ على إنتر ميلان باتت وشيكة، ومن المحتمل أن يعلن عنها خلال الأيام القليلة المقبلة".
وبحسب التقرير، فإن "صندوق الاستثمار السعودي يخطط لدفع حوالى 880 مليون يورو لإتمام الصفقة والسيطرة على إنتر بشكل كامل من ملاكه الحاليين، والسيطرة على أغلبية أسهمه"، وهو الرقم المقارب إلى حد كبير مما ذكره معهد صناديق الثروة السيادية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي حال صدقت الأنباء حول الصفقة، فإن مجموعة "Suning Holdings Group" الصينية التي تمتلك 70 في المئة من أسهم النادي قد وجدت ضالتها في "السيادي السعودي" الغني، وذلك بعد أن اضطرت في وقت سابق إلى تحسين وضعها الاقتصادي وبيع أبرز اللاعبين، مثل أشرف حكيمي ورميلو لوكاكو، كما ينتظر عشاق "النيراتزوري" الإمضاء والتجديد مع لاعب الوسط الأبزر مارسيلو بروزوفيتش.
وفي وقت سابق، أشارت تقارير رياضية إيطالية إلى أن صناديق استثمارية أميركية وسعودية ترغب في شراء النادي الإيطالي، وهو ما أثار غضب ستيفن زهانج رئيس النادي الذي قال إن "الوضع الاقتصادي بدأ يتحسن بفضل مبيعات بعض اللاعبين". وأضاف، "مؤسسة سبونج الصينية لم تعد مهتمة بفكرة بيع النادي في الوقت الحالي، أوضاعنا الاقتصادية أفضل حالاً منها في الصيف الماضي".
وكان النادي العريق الذي تأسس سنة 1908 اختتم موسمه بلقبه الأول بعد 11 عاماً، منهياً هيمنة يوفنتوس لتسع سنوات.
السعوديون الذين جاؤوا من شمال إنجلترا بعد الظفر بالنادي الإنجليزي إلى "سان سيرو" في شمال إيطاليا، دخلوا أبواب الاستثمار الرياضي من أوسعها، إذ إن الصفقات لا تزال تدور حول أكثر الدوريات الأوروبية جماهيرية وقوة.
"تحسين السمعة"
يأتي هذا بعد أن واجهه البلد الثري موجة غاضبة قبل وبعد استحواذه على النادي الإنجليزي، إذ اعتبرت تقارير لمنظمات مناوئة أن التحرك نحو الاستثمار الرياضي يأتي لأهداف سياسية منها "تحسين السمعة"، لكن مهندسة صفقة السعوديين أماندا استاليني واجهت تلك الاتهامات بحدة، إذ قالت لصحافي إنجليزي اعترض طريقها يتهم "السيادي السعودي" بأنه يستحوذ على الأندية لأهداف سياسية، "حسناً إذا كنا نبرم صفقة لغرض الغسل الرياضي فعلينا أن نشتري نادياً في صدارة الدوري، نحن نشتري نادياً في ذيل الدوري، كل هذا من أجل الاستثمار". مضيفة أن "الأمر يتعلق ببناء النادي وإعطائه الحب والرعاية التي يحتاجها لتحقيق الألقاب".
وأشارت ستاليني إلى أن "شريكنا ليست الدولة السعودية. شريكنا هو صندوق الاستثمارات العامة"، أحد أهم صناديق الثروة السيادية والأكثر تأثيراً في العالم.
وبين عشية وضحاها تحول النادي الإنجليزي بعد استحواذ السعوديين عليه إلى واحد من أغنى الأندية في العالم، بعد أن تخطت قيمة الاستحواذ عليه 300 مليون جنية استرليني (400 مليون دولار).
وفي حال تمت صفقة إنتر ميلان كما تزعم التقارير، فإنه سيصبح الأغنى بقيمة مليار دولار.