Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عشرات ماركات الملابس العالمية وراء تعرية غابات الأمازون

تقرير جديد يكشف الصلات بإنتاج الجلود الذي يؤدي إلى تعرية الغابات المطيرة في الأمازون

"في عام 2020، شكلت الجلود 1.1 مليار دولار أميركي من عائدات المسالخ البرازيلية" (غيتي)

سلط تقرير صادر حديثاً الضوء على سلاسل التوريد العالمية المعقدة التي تربط بين عشرات علامات الموضة العالمية والتعرية الحاصلة في غابات الأمازون المطيرة بسبب إنتاج الجلود.

وكشف تحليل أُجري على ما يناهز نصف مليون صف من البيانات الجمركية بأن عدداً من كبريات علامات الموضة والأزياء العالمية والعلامات التجارية الفاخرة ممن لديها ارتباطات بالمدابغ والشركات الأخرى العاملة في صناعة الجلود هي من أبرز الأسباب التي تسهم في تعرية غابات الأمازون المطيرة.

ووجد التقرير بأن أكثر من 50 علامة تجارية رائدة للأزياء بما فيها لويس فيتون LVMH وزارا Zara ونايكي Nike وأتش أند أم H&M وكوتش Coach وفاندي Fendi وغيرها تملك سلاسل توريد مرتبطة بمجموعة "جي بي أس" JBS وهو أكبر مصدر لتصدير اللحوم والجلود في البرازيل.

وارتبط اسم "جي بي أس" بتعرية ما يربو عن ثلاثة ملايين هكتار (أي ما يوازي سبعة ملايين دونم تقريباً) من الغابات المطيرة على مدى العقد المنصرم. واتُهمت المجموعة من قبل عدد من المنظمات البيئية بأنها "أكبر مساهم في تدمير الغابات المطيرة في الأمازون".

تُعتبر البرازيل أكبر مصدر عالمي للحوم البقر وقد شهد قطاع تربية المواشي في الأمازون طفرة في السنوات الأخيرة. ومنذ عام 1988، تضاعف عدد القطعان في المنطقة أربعة أضعاف وبلغ 86 مليون رأس في عام 2018 فيما أقدمت بعض الشركات على تدمير مساحات شاسعة من الغابات المطيرة المحمية بهدف زيادة مواشيها.

وأظهرت البيانات الصادرة عن الحكومة البرازيلية بأن الأراضي الطبيعية في الأمازون فقدت 497 كيلومتراً مربعاً من المساحة بين أغسطس (آب) 2018 ويوليو (تموز) 2019 أي أكثر بنسبة 91 في المئة مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق.

وقال مؤلفو البحث الذي أجرته منظمة "ستاند إيرث" Stand.earth غير الحكومية: "على الرغم من أي أحد من هذه العلامات التجارية تختار عمداً الجلد الذي يؤدي إلى التعرية، فإنها تعمل مع مصانع ومدابغ تأتي بمصادرها من سلاسل توريد غامضة ومن شركات لديها صلات معروفة بتربية المواشي على أراضي الأمازون المتعرية حديثاً". وتابع مؤلفو الدراسة: "كلما زادت هذه الصلات مع سلاسل التوريد، كلما أصبحت الفرصة أكبر بأن يكون كل منتج فردي آتٍ من أراضي غابات الأمازون المطيرة المتعرية".

واعتُبرت العلامات التجارية التي تملك صلات متعددة في سلاسل التوريد هذه من بين أكثر المساهمين في التسبب بالتعرية في الأمازون. وتشمل هذه العلامات التجارية كل من أديداس Adidas وكلاركس Clarks ودكتور مارتن Dr Martens وأغ Ugg وألكسندر وانغ Alexander Wang ورالف لورين Ralph Lauren  وكلوي Chloe فضلاً عن عشرات العلامات الأخرى.

كما وجد التقرير بأن 23 شركة من أصل 84 ممن وضعت سياسات بعدم استيراد الجلد من البرازيل تواجه اليوم خطر انتهاك سياساتها الخاصة فيما لا تملك العلامات التجارية الأخرى التي وردت أسماؤها في التقرير أي سياسات تتعلق بهذه المسألة إطلاقاً.

واتُهمت بعض العلامات التجارية "بالاختباء خلف" منظمة Leather Working Group  أو مجموعة العمل الجلدي وهي منظمة غير ربحية  ترسي أفضل معايير الإمداد بالجلود في هذا القطاع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار التقرير إلى أنه "فيما تزعم منظمة LWG بأنها ستعالج مسألة التعرية في المستقبل، تقوم في الوقت الحالي بتقييم المدابغ بحسب قدرتها على تتبع الجلود من المسالخ وليس من المزارع، كما أنها لا تزود بأي معلومات عما إذا ما كانت هذه المسالخ مرتبطة بالتعرية أم لا". ويضيف التقرير "بعبارات أخرى، لا يضمن الاعتماد على المنظمة الحصول على سلاسل لتوريد الجلد تكون خالية من ممارسات بيئية تقود إلى تعرية الغابات".

وتعليقاً على نتائج التقرير، قالت أمبر فاليتا، محررة الاستدامة في مجلة "بريتيش فوغ" British Vogue: "إن معرفة وجود صلة مباشرة بين الجلد الذي تُصنع منه أحذيتنا وحقائبنا وبين تدمير الأمازون هو أمر يصدمني للغاية. يُعتبر قطاع الموضة من أكثر القطاعات ابتكاراً وقوة وتأثيراً في العالم، ولذلك ما من سبب إطلاقاً يمنعه من التشمير عن سواعده والتوقف عن التورط في تعرية أي إنش إضافي من الأمازون".

وفي غضون ذلك، سلطت صونيا غاجارارا، المنسقة التنفيذية لمنظمة الشعوب الأوائل من البرازيل (APIB) الضوء على الأثر الذي يتركه التعرية على السكان الأوائل الذين يعيشون في الغابات المطيرة في الأمازون ووصفت الأمر بأنه "مسألة حياة أو موت".

ووجهت سهام الانتقاد نحو الرئيس البرازيلي جاي بولسونارو الذي أصبح أول رئيس يتخلص من إجراءات الحكومة لترسيم كافة الأراضي التي تعود للسكان الأوائل منذ عام 1988. وأشارت غاجارارا إلى أن "أجندته زادت بشكل ملحوظ من غزو الأراضي وتفاقم العنف ضد السكان الأصليين وهو أمر مدفوع بجزء كبير منه من مربي المواشي". وأضافت قائلةً: "يتوجب على قطاع الموضة الذي يشتري هذه المنتجات أن يختار الجهة التي سينحاز إليها ويتخذ موقفاً حاسماً. فهل سيقف في صف الذين يحمون الغابات أم في صف الذين يدمرونها"؟

وقامت كل من منظمة "ستاند إيرث" و"سلو فاكتوري" Slow Factory وهي عبارة عن ورشة أبحاث مستقلة تدعو إلى العدالة المناخية واللتين تعاونتا على إعداد هذا التقرير بدعوة أفراد من الشعب لتوقيع رسالة تطالب علامات الموضة ومصنعيها معالجة أوجه القصور المنهجية في سلاسل توريدها بهدف وقف تعرية الغابات.

وجاء في نص الرسالة: "حذر العلماء بأن الغابات المطيرة في الأمازون أصبحت على شفير انهيار نظام بيئي لا يمكن إصلاحه... إذا استمر الوضع على ما هو عليه، من المحتمل أن يؤدي فقدان قدرة الأمازون الهائلة على تخزين الكربون وتوليد الأمطار إلى عواقب مناخية كارثية على العالم بأسره – فضلاً عن خسارة التنوع البيئي المدمر وزيادة خطر الإصابة بأوبئة الأمراض الحيوانية المنشأ". وتضيف الرسالة: "في عام 2020، شكلت الجلود 1.1 مليار دولار أميركي من عائدات المسالخ البرازيلية مع ذهاب 80 في المئة منها للتصدير. وبما أن شركات الموضة تستخدم 70 في المئة من الجلد العالمي، لدينا مسؤولية هائلة وفرصة كبيرة لكي نساهم بشكل مباشر في إيجاد الحلول والمساعدة على وضع حد للتعرية".

وأضاف كولين فيرنون الشريك المؤسس لمنظمة "سلو فاكتوري" بأنه يتوجب على العلامات التجارية العالمية "التأكد أنه باستطاعتها إثبات نظافة سلاسل توريدها من دون الاعتماد على أقوال مورديها أو معاييرهم التي تنطوي على ثغرات ضخمة. في الواقع، تشهد غابات الأمازون تدميراً لحساب تربية المواشي بغية الحصول على لحومها وجلدها وتملك العلامات التجارية السلطة لوقف ذلك".

© The Independent

المزيد من بيئة