على الرغم من الجدل المثار في فرنسا بشأن محاكمة الفرنسيين المنتمين إلى تنظيم "داعش" في العراق، أصدرت محكمة في بغداد، الأربعاء 29 مايو (أيار)، حكماً بالإعدام على فرنسي هو السابع خلال أربعة أيام.
فقد أدين الفرنسي ياسين صقم (29 عاماً)، متحدر من بلدة لونيل جنوب فرنسا، بتهمة الانتماء إلى داعش، وهو أحد أشهر الإرهابيين في الإعلام الفرنسي، إذ أصدر القضاء الفرنسي مذكّرة توقيف في حقّه عام 2016، بعدما غادر البلاد نهاية عام 2014 للقتال في صفوف داعش.
وينصّ القانون العراقي لمكافحة الإرهاب على عقوبة الإعدام لكلّ من أُدين بالانتماء إلى تنظيمات إرهابية، حتى إن لم يشارك في أعمال قتالية.
راتب شهري قدره 70 دولاراً
وأقرّ صقم بمشاركته في المعارك في سوريا ومبايعته التنظيم الإرهابي الذي دفع له "راتباً شهرياً قدره 70 دولاراً"، معرباً عن ندمه بالقول "أعتذر للدولة العراقية وللضحايا". وذكر المتّهم أمام القاضي "في فرنسا، لم أكن مهتماً بأي شيء، لا بفلسطين ولا بالعراق، ولا بالحرب. كنت أفكر فقط كيف أكسب المال".
وكان شقيق المحكوم، المدعو كريم، انضمّ أيضاً إلى داعش، وفجّر نفسه عام 2015 على معبر طريبيل الحدودي بين العراق والأردن.
وسبق لبغداد أن حكمت على أكثر من 500 رجل وامرأة أجانب، بتهمة الانتماء إلى داعش، لكن حكم الإعدام لم ينفّذ حتى الآن بحق أي منهم. ونال بعض هؤلاء أحكاماً تخفيفية إلى السجن المؤبد بعد الطعن بقرارات المحكمة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لودريان: إرهابيون يجب أن يحاكموا حيث ارتكبوا جرائمهم
بينما تندّد منظمات حقوقية باحتمال تعرّض المحكومين "للتعذيب" وبـ"عدم وجود ضمانات بإجراء محاكمات عادلة" في العراق، أكّد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الثلاثاء وجوب محاكمة "هؤلاء الإرهابيين" حيث ارتكبوا جرائمهم، قائلاً إنهم "نفذوا هجمات ضدّنا، وزرعوا الموت في العراق أيضاً".
ودانت مجموعة "الأسر المتحدة" المدافعة عن عائلات الإرهابيين، "المحاكاة الساخرة للعدالة". وطلبت من الحكومة الفرنسية، في بيان حصلت عليه الـ"أ.ف.ب"، "بذل كل ما في وسعها لوقف هذه السلسلة القاتلة من أحكام الإعدام، غير المسبوقة في تاريخنا الحديث" و"محاكمة الرعايا الفرنسيين على أراضينا".
معارضة فرنسا "المبدئية" للإعدام
في ضوء هذه الأحكام، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، الإثنين، أنها قامت بـ"الإجراءات اللازمة" لدى السلطات العراقية لتذكيرها بمعارضتها عقوبة الإعدام "من حيث المبدأ في أي وقت وفي أي مكان"، مؤكّدةً في الوقت ذاته احترام فرنسا سيادة السلطات العراقية، ومشيرةً إلى وجوب معاقبة من ينتمون إلى داعش على جرائمهم.
ويستمرّ العراق في محاكمة أجانب منتمين إلى داعش، تسلّمت قسماً منهم من سوريا، ويبقى للمُدانين وفق القانون العراقي مهلة 30 يوماً للطعن بالحكم.
