Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تايوان تحظى بدعم عالمي متزايد وتبقى حذرة إزاء التهديد الصيني

تبني علاقات مع حلفاء غربيين لكنها تخاطر بإثارة بكين في خضم توترات عسكرية متنامية

العلمان الصيني والتايواني معروضان مع طائرة عسكرية ضمن رسم توضيحي ("رويترز")

في القائمة الطويلة من الجهات المشاركة التي تحدثت في "القمة من أجل الديمقراطية" التي عقدتها الولايات المتحدة افتراضياً الأسبوع الماضي، برزت تايوان بسبب الجدال الذي ولّده إشراكها.

فعلى الرغم من المعارضة القوية من الصين، ألقت وزيرة التكنولوجيا الرقمية التايوانية أودري تانغ خطاباً أبرزت فيه انتقال تلك الجزيرة من ديكتاتورية القانون العرفي إلى الديمقراطية الكاملة.

وأمام القمة التي حضرها ما يزيد على مئة زعيم من العالم وجرت بين 9 و10 ديسمبر (كانون الأول)، ذكرت تانغ، "على الرغم من أن تايوان ديمقراطية فتية، إلا أنها تقف بصلابة عند الخطوط الأمامية للصراع العالمي مع الاستبداد. وتؤدي أيضاً دوراً رائداً في تعزيز الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان حول العالم".

وفي حين قد تكون بكين اعتبرت هذه الملاحظات إهانة، إذ تزعم الصين أن الجزيرة الديمقراطية التي تحكم نفسها بنفسها تابعة لها، تتشجع تايوان أكثر على التعبير عن قيم كهذه في ضوء الدعم المتنامي من قبل ديمقراطيات أخرى حول العالم.

والشهر الماضي، فتحت تايوان سفارة فعلية في ليتوانيا، هي أول مكتب تمثيلي في أوروبا الشرقية يستخدم كلمة "تايوان" بدلاً من كلمة "تايبيه" الملطّفة.

وزار مشرعون من الولايات المتحدة والبرلمان الأوروبي ودول البلطيق وجمهورية تشيكيا تايوان في الأشهر الأخيرة، في حين تمرر بلدان كفرنسا وهولندا قرارات لمصلحة بناء علاقات أوثق مع تايبيه.

وفي مقابلة حصرية، ينقل وزير خارجية تايوان جوزيف وو إلى "اندبندنت" أن تلك الجزيرة تتمتع بدعم متزايد يبرز حول العالم.

ويضيف، "مما لاحظته، يتزايد الاتجاه إلى دعم تايوان وذلك ليس من قبل الولايات المتحدة وحدها، بل أيضاً أماكن أخرى حول العالم. أعتقد بأن هناك يقظة على التهديد الصيني حول العالم، خصوصاً في أوروبا".

ويعتقد وو بأن قمع الصين للمسلمين الإيغور وأقليات إثنية أخرى في شينجيانغ وفرضها قانوناً أمنياً على هونغ كونغ يسببان قلقاً متزايداً في صفوف ديمقراطيات كثيرة حول العالم.

في المقابل، تنفي بكين الادعاءات كلها بإساءة معاملة الإيغور، وفي ما يتعلق بهونغ كونغ، تلفت إلى أنها حققت الاستقرار والنظام في المركز المالي.

ويتابع وو مشيراً إلى تايوان، "بدافع النفور من الطرق التي تتعامل بها الحكومة الصينية مع مسائل حقوق الإنسان، وخيبة الأمل المطلقة في الوعود الصينية، أعتقد أنهم يبحثون عن شريك أكثر موثوقية".

وفي ذلك الصدد، يتفق بعض المحللين مع منطق وو، مشيرين إلى أن إظهار التأييد لتايوان ليس مجرد تأييد للقيم الديمقراطية، بل يبعث أيضاً رسالة واضحة إلى الصين.

في ذلك السياق، يقول الباحث ما بعد الدكتوراه في "مركز فيربانك للدراسات الصينية" بـ"جامعة هارفارد" ليف ناتشمان، "مثلاً، في الولايات المتحدة، لديكم أشخاص يؤيدون حقاً تايوان لكن لديكم أيضاً أشخاص يرون تايوان كوسيلة لصدّ الصين".

ويضيف، "أعتقد بأننا نشهد نوعاً مماثلاً من مستوى الدعم المتنوع من بلدان أوروبا الوسطى والشرقية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبصورة عامة، تمتعت تايوان بدعم كبير من بلدان عدة هذا العام، ولا تملك تلك الجزيرة سوى 14 حليفاً دبلوماسياً رسمياً في أنحاء العالم كلها، بتراجع عن 21 حليف في 2016. وكذلك تعرّضت لنكسة هذا الأسبوع حينما قطعت نيكاراغوا علاقاتها مع تايبيه لمصلحة بكين.

وفي سياق مماثل، تعتقد جوجا آنا فيرينزي، الزميلة ما بعد الدكتوراه في تايوان والمستشارة السياسية السابقة في البرلمان الأوروبي، بأن معظم الدول الأوروبية ترى أن تايبيه تهتم في شكل رئيس بالولايات المتحدة، وينبغي على الجزيرة توسيع نهجها على صعيد السياسة الخارجية.

ووفق فيرينزي، "أعتقد بأن تايوان بحاجة إلى بذل مزيد من الجهد لتشكيل انطباعات الأوروبيين في شأن تايوان. والآن، بعدما تجاوزنا مسألة 'ما هي تايوان'، أعتقد بأن من المهم لتايوان أن تحافظ على هذا الزخم وأن تضخ مزيداً من الوجود في البلدان الأوروبية".

وبصرف النظر عن الخلافات حول الدبلوماسية والديمقراطية، لا يزال الجيش الصيني يقلق تايوان. وتنشر بكين مقاتلات في منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية في شكل شبه يومي.

ووفق إحصاءات تخص قاعدة بيانات جمعتها "وكالة الصحافة الفرنسية"، أجرت الطائرات الحربية الصينية 159 عملية توغل في منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية في نوفمبر (تشرين الثاني) المنصرم، وهو ثاني أعلى رقم شهري على الإطلاق في وقت تواصل بكين ممارسة ضغوط عسكرية على الجزيرة.

وأثار إجراء كهذا مخاوف لدى بلدان كاليابان والولايات المتحدة من أن الصين ربما تفكر في غزو تايوان.

في المقابل، يشير وزير خارجية تايوان إلى أن سياسة تايبيه تتمثّل في الحفاظ على الوضع الراهن في مضيق تايوان الحساس، مع تجنّب الاستفزاز. وفي حالة نشوب نزاع، فالجزيرة مستعدة للدفاع عن نفسها، بحسب رأيه.

ووفق كلماته، "من مسؤولياتنا الدفاع عن تايوان، ونحن لا نطلب من البلدان الأخرى التضحية بأبنائها وبناتها للقتال في حرب حينما تتعرض تايوان لتهديد".

وخلال العام الماضي، ظهرت تحالفات أمنية عدة بقيادة الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي، بما فيها "كواد" و"أوكوس"، اللذان يشعران بقلق إزاء براعة الصين الاقتصادية والعسكرية المتزايدة.

وفي ذلك الشأن، يأمل وو في أن تعرب محافل دولية كهذين الحلفين عن موقف واضح حول الوضع في مضيق تايوان، كعلامة على دعم تايبيه.

ومع ذلك، هناك شيء من الحذر يتوجّب على تايوان وحلفائها التحلي به، إذ يجب عليهم النظر في سلامة الجزيرة مع تعزيز العلاقات الثنائية، في رأي ناتشمان.

وبحسب رأيه، "كلما أسرعت تايوان في العودة إلى وضعها الطبيعي، زادت ردود الفعل من الصين، إذ تحتاج هذه (البلدان) إلى التفكير في شكل عملي في استغلال هذه اللحظة لمساعدة تايوان على تحقيق أفضل ما لديها بطريقة لا تولّد في شكل غير متناسب احتمال نشوب نزاع [مع الصين]".

© The Independent

المزيد من حوارات