Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التحالف العربي يسقط الحماية عن مطار صنعاء ويدعو إلى إخلائه

اتُخذ القرار استناداً إلى القانون الإنساني العرفي بعد استخدام الموقع في إدارة وإطلاق العمليات العدائية

أكد بيان صادر عن التحالف العربي اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لإسقاط الحماية عن بعض المواقع داخل مطار صنعاء الدولي (أ ف ب)

عقب سنوات من تجنب قصفه تماشياً مع القانون الدولي الإنساني، يبدو أن التحالف العربي الداعم للشرعية قرر، أخيراً، التعامل مع التهديدات الحوثية المتنامية ضد الشعب اليمني والجارة السعودية عقب تحويلها مطار صنعاء الدولي إلى معمل لصناعة المتفجرات ومنصة لإطلاق الطائرات المسيّرة المفخخة والصواريخ الباليستية، في استغلال للحماية الخاصة للمطار واستخدامه في إدارة وإطلاق العمليات العدائية.

وفيما أكد بيان صادر عن التحالف العربي بقيادة السعودية، اتخاذ قيادة العمليات العسكرية كافة الإجراءات القانونية لإسقاط الحماية عن بعض المواقع داخل مطار صنعاء الدولي، أعلنت ميليشيات الحوثي، في ساعة متأخرة من مساء الإثنين 20 ديسمبر (كانون الأول)، خروج المطار الدولي الذي تديره وتقتصر رحلاته على المنظمات الدولية والإنسانية، عن الجاهزية، عقب تعرضه لسلسلة غارات جوية نفذنها مقاتلات التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن.

القانون الإنساني العرفي

واستند تحالف دعم الشرعية إلى الفقرة 2 من المادة 52 من البروتوكول الإضافي الأول، والقاعدتين 7 و8 من القانون الدولي الإنساني العرفي، كأساس لتنفيذ العملية العسكرية المحددة والدقيقة ضد أهداف مشروعة في مطار صنعاء.

أهداف مشروعة

وفي توضيح لقراره، صرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العميد الركن تركي المالكي بأن "قيادة القوات المشتركة للتحالف نفذت، مساء الإثنين، عملية عسكرية محدودة لأهداف عسكرية مشروعة بمطار صنعاء بعد استخدامه للأغراض العسكرية من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، واستغلال الميليشيات الحوثية للحماية الخاصة للمطار في إدارة وإطلاق العمليات العدائية والعابرة للحدود باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والمفخخة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية بالداخل اليمني ودول جوار اليمن".

وأوضح المالكي أن "قيادة القوات المشتركة اتخذت كافة الإجراءات القانونية لإسقاط الحماية عن بعض المواقع داخل المطار بناء على الفقرة 2 من المادة 52 من البروتوكول الإضافي الأول، والقاعدتين 7 و8 من القانون الدولي الإنساني العرفي، وعليه تم تنفيذ العملية العسكرية لتحقيق الميزة العسكرية من الاستهداف، كما اتخذت قيادة القوات المشتركة للتحالف كل الإجراءات والتدابير لحماية المدنيين والمتعلقة بالأعيان، والتي يحق لها التمتع بحماية خاصة قبل التنفيذ، وذلك من خلال إصدارها وتوجيهها إنذارات مسبقة وعبر وسائل مجدية". وأضاف أن "الأهداف العسكرية شملت 6 مواقع تُستخدَم لإدارة نشاط هجمات الطائرات المسيرة والمفخخة، تدريب العناصر الإرهابية على الطائرات المسيرة، مقر سكن المدربين والمتدربين، إضافة إلى مخزنَين للطائرات المسيرة والمفخخة".

وبيّن العميد المالكي أن "تحييد وتدمير هذه الأهداف لن يكون له أي تأثير على القدرة التشغيلية للمطار، ولن يؤثر على إدارة المجال الجوي والحركة الجوية وعمليات المناولة الأرضية"، مؤكداً أن "إسقاط الحماية عن المواقع المستهدفة بالمطار وعملية الاستهداف تتوافقان مع أحكام ونصوص القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية".

خروج المطار عن الخدمة

وعلى وقع الغارات الجوية، أعلنت الميليشيات المدعومة من إيران، في وقت متأخر من مساء الإثنين، خروج مطار صنعاء الدولي الذي تديره الجماعة وتقتصر رحلاته على المنظمات الدولية والإنسانية، عن الجاهزية، عقب تعرضه لغارات جوية نفذها التحالف العربي.
وقال وكيل الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد التابعة لحكومة "الإنقاذ الوطني" المشكلة من جماعة "أنصار الله" في صنعاء، رائد جبل، وفقاً لموقع" قناة المسيرة" التابعة للجماعة، إن طيران التحالف "استهدف اليوم وبشكل مباشر مطار صنعاء الدولي بعدد من الغارات، ما أدى إلى خروجه عن الجاهزية". وأضاف أن "مطار صنعاء كان يقدم خدماته الملاحية لطائرات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بكل مهنية وجهوزية فنية، حسب الاشتراطات والمتطلبات الدولية المعمول بها في المطارات العالمية".
واعتبر القيادي الحوثي أن "الاستهداف يهدف إلى إعاقة المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب اليمني، وعرقلة رحلات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في اليمن".

انفجارات ضخمة

أكد بعض سكان العاصمة اليمنية لـ"اندبندنت عربية" أن مقاتلات التحالف شنت سلسلة غارات في محيط المطار الذي يقع شمال صنعاء، نتج على إثرها انفجارات ضخمة يُعتقد أنها لمخازن وورش أسلحة وصواريخ باليستية.

قاعدة بخبرات إيرانية

وكان التحالف قال، الأحد (19 ديسمبر)، إن مطار صنعاء أصبح قاعدة عسكرية لخبراء "الحرس الثوري" و"حزب الله". وأشار إلى أن الجماعة تستخدم مواقع ذات حصانة قانونية لتنفيذ هجمات عابرة للحدود. وأعلن أنه سيتخذ إجراءات قانونية لإسقاط الحصانة إذا لزم الأمر لحماية المدنيين.
وتُعد هذه العملية واحدة من هجمات عدة شنها التحالف هذا الشهر على العاصمة ومناطق أخرى تخضع لسيطرة الحوثي، بعدما كثف طلعاته الجوية بسبب استمرار الهجمات الحوثية على الأراضي السعودية.
إذ شن الحوثيون مراراً هجمات عابرة للحدود باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ. وتكثف الميليشيات أيضاً هجومها للسيطرة على مأرب، وهي آخر معقل للحكومة المعترف بها دولياً في شمال اليمن، كما يكثفون هجماتهم في مناطق أخرى في البلاد.
وأعلن التحالف، ليل الإثنين، تنفيذه ضربات جوية ضد "أهداف عسكرية مشروعة" تابعة لجماعة الحوثي في صنعاء.

تحذير

وإزاء مواصلة جماعة الحوثي قصفها المتكرر للتجمعات المدنية في الداخل اليمني وكذلك في السعودية، توعد التحالف في بيان سابق بـ"الضرب بحزم"، لحماية المدنيين والمطارات المدنية، وذلك عقب الإعلان عن تدمير طائرة مسيرة حاولت استهداف مطار أبها الدولي جنوب غربي السعودية.
وعلى الرغم من الإدانات العربية والدولية الواسعة، فإن ميليشيات الحوثي لا تكترث لها، وتواصل بين حين وآخر، شن هجماتها الإرهابية مستخدمة المسيرات المفخخة والصواريخ البالستية ضد المدنيين والبنية التحتية في السعودية والملاحة الدولية، في ظل اتهامات رسمية لإيران بالوقوف خلف هذه الهجمات.

مطار الهجمات العدائية

وفي وقت سابق، نشر التحالف مقطع فيديو يوثق جزءاً من عمليات تحويل جماعة الحوثي مطار صنعاء الدولي، المتوقف عن العمل منذ عام 2016 سوى عن الرحلات الأممية، إلى ثكنة عسكرية تستخدمه الجماعة الموالية لإيران لإطلاق عملياتها العدائية ضد المدنيين في الداخل اليمني ومدن الجارة السعودية.

ويظهر الفيديو الذي بثه التحالف، قيام عناصر حوثية بتجارب واختبارات على إحدى وحدات المنظومات الصاروخية، عبر استخدام إحدى الطائرات الأممية أثناء هبوطها وإقلاعها من مطار صنعاء الدولي لإجراء التجارب الأولية لاختبار فاعلية المنظومة، واعتبار الطائرة الأممية هدفاً جوياً متحركاً في محاكاة حية لسيناريوهات الاعتراض والتدمير.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما يوضح المقطع المسرب، وجود شخص يُعتقد أنه خبير أجنبي يشرف ميدانياً على عملية الاختبارات وإجراء التجربة الحية لإطلاق الصاروخ من قبل الميليشيات على الطائرة الأممية.

ثكنة للاعتداء

وتثبت المشاهد المسجلة اتهامات الحكومة اليمنية والتحالف العربي المتواترة للحوثيين خلال الفترات السابقة بتحويل المطار إلى ثكنة عسكرية تضم ورش تركيب وتفخيخ وتخزين الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.

وفي أول تعليق على المشاهد، قال المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي، إن "الميليشيات حولت المطار إلى ثكنة تضم ورش تركيب وتفخيخ وتخزين ومنصات لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة من أجل استهداف المدنيين والأعيان المدنية في الداخل اليمني".

جسر جوي

وسبق أن اتهمت الحكومة اليمنية جماعة الحوثي باستخدام مطار صنعاء لاستقبال السلاح والخبراء الإيرانيين بُعيد اجتياحهم المدينة، بعد أن أقامت جسراً جوياً على مدى عام 2014، بمعدل 28 رحلة جوية أسبوعياً من طهران إلى صنعاء عبر الخطوط الجوية الإيرانية (ماهان إير) نقلت خلالها أنواع الأسلحة كافة، بينها أسلحة نوعية، إضافة إلى خبراء وضباط إيرانيين.

اعتراف إيراني

وفي الثالث من الشهر الحالي، اعترفت إيران مجدداً، بدعمها الصريح لميليشيات الحوثي في اليمن. ووصف قائد "فيلق قدس،" الذراع الدولية للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، الحوثيين بأنهم "أولاد ثقافة المقاومة" في إشارة إلى الميليشيات التي تدعمها إيران في عدد من البلدان العربية منها لبنان والعراق وسوريا.
وقال قاآني، إن "الحوثيين لم يملكوا في السابق غير أسلحة من نوع كلاشينكوف وآر بي جي... لكنهم قاتلوا خلال السنوات الماضية بشكل جميل... إنهم يصنعون الآن صواريخ يصل مداها إلى أكثر من ألف كيلومتر، وكذلك طائرات من دون طيار".
يذكر أنه مضى قرابة السبعة أعوام على الحرب في اليمن بين الحكومة الشرعية التي يساندها منذ عام 2015 التحالف العسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين انقلبوا على السلطة والدولة، وسيطروا على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها، من بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014.

المزيد من العالم العربي