Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إعادة الإعمار وصفقة التبادل تزيد التوتر بين تل أبيب و"حماس"

يجري الطرفان مناورات عسكرية ويهددان بالقتال

تجري "حماس" مناورات عسكرية في غزة تتضمن محاكاة العملية العسكرية المقبلة ضد إسرائيل (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

في محاولة لتثبيت الهدوء الذي بدأ ينهار بين قطاع غزة وإسرائيل، وصل وفد مصر الأمني إلى القطاع للقاء الفصائل الفلسطينية وقيادة حركة "حماس"، لاطلاعها على تطورات الاتصالات التي أجراها مع الجانب الإسرائيلي بشأن تفاهمات كسر الحصار وإعادة الإعمار، والملفات المتعثر تنفيذها منذ وقف إطلاق النار في مايو (أيار) الماضي.

وتأتي هذه الزيارة بعد رصد الوسطاء لتحركات عسكرية قد تؤثر سلباً في وقف إطلاق النار، ودفع المنطقة لمزيد من التوتر الأمني، إذ منذ أيام، يجري الجيش الإسرائيلي كما الفصائل في غزة، تدريبات عسكرية تحاكي شكل المواجهة حال اندلاع قتال جديد، الأمر الذي قد ينذر بتفجير الأوضاع الأمنية، فضلاً عن تهديد حركة "حماس" المتواصل بإنهاء مهلة الهدوء والدفع لمزيد من التوتر بما يشمل قتالاً جديداً.

مماطلة

التهديدات المنبعثة من غزة، ترجعها حركة "حماس" والفصائل الأخرى لمماطلة إسرائيل في تخفيف الحصار المفروض على القطاع، وتسويف إنجاز ملف إعمار المدينة المدمرة بفعل قتال مايو المنصرم.

وكانت الولايات المتحدة ومصر قد وعدتا، بعد وقف القتال العسكري الأخير، بتسهيل إعمار غزة، وطلبت حركة "حماس" كسر الحصار المستمر منذ 15 عاماً عن القطاع، إلا أن إسرائيل لم تنفذ ذلك، وما زالت تعرقل الملفات، وفقاً لما تراه الفصائل.

لكن فعلياً، فتحت إسرائيل المعابر التي تربطها مع القطاع، وأدخلت مواد خاصة بعملية البناء، وسمحت للعمال بالتنقل إلى أراضيها للعمل، وكذلك وسعت مساحة الصيد، لكنها على الرغم من ذلك، لم تشرع في عملية إعمار المباني المدمرة كلياً، ويقول منسق الحكومة الإسرائيلية غسان عليان إنهم قدموا تسهيلات لسكان غزة ويدرسون المزيد، لكن التوتر الأمني قد يحول دون ذلك.

كسر الحصار من دون ثمن سياسي

مماطلة إسرائيل في إعادة المباني المدمرة، دفعت "حماس" إلى عقد لقاءات ثنائية مع بقية الفصائل في القطاع لدراسة خيار المواجهة العسكرية، ويقول القيادي في "الجهاد الإسلامي" داود شهاب إنهم أجروا مع كتائب "القسام" اجتماعاً، واستعرضوا خلاله للقيادة السياسية ما يمكن القيام به في حال استمرت إسرائيل في المماطلة برفع الحصار وإعادة الإعمار، ويضيف شهاب أن إجراءات رفع الحصار عن غزة غير مرتبطة بتقديم أي ثمن سياسي من الفصائل، لافتاً إلى أنهم تفاهموا مع "حماس" بشأن مختلف القضايا التي ما زالت إسرائيل تماطل في تنفيذها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي حين ترفض "حماس" و"الجهاد الإسلامي" تقديم أي ثمن سياسي مقابل رفع الحصار، ما زالت تل أبيب تصر على شرط ربط الإعمار بملف جنودها وأسراها المحتجزين في غزة.

صفقة تبادل مقابل الإعمار

وفي محاولة للسيطرة على الوضع الأمني الذي بات على شفير الانهيار، التقى الوفد الأمني المصري بالقيادة الأمنية في تل أبيب قبل زيارته غزة، لكن رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت أبلغهم بأنه لا يمكن إعمار القطاع من دون تقديم معلومات وإحراز تقدم في صفقة التبادل، وبحسب المعلومات المتداولة، فإن إسرائيل أرسلت ورقة للفصائل في غزة مع الوسطاء المصريين مفادها بأنها تتمسك بشرط ربط صفقة التبادل بإعادة الإعمار، وما زالت ترفض مطلب "حماس" فصل الملفين عن بعضهما، والعمل بهما في آن واحد.

هذا الرد، مرفوض بالنسبة لحركة "حماس"، ويقول مسؤول مكتب العلاقات العربية فيها خليل الحية إنهم يرفضون الابتزاز في ملف الإعمار، وغير مستعدين لتقديم أي تنازل سياسي مقابل تنفيذ ذلك، وعلى إسرائيل الإسراع في تقديم تسهيلات لإعادة بناء ما دمرته في عدوانها الأخير حتى يستمر وقف إطلاق النار، ويشير الحية إلى أن "حماس" ترفض أي شيء يمكن أن يعطل إعمار القطاع ويكسر الحصار المفروض عليها، لافتاً إلى أنهم أبلغوا الوسطاء بضرورة تقديم خطوات عملية لبقاء وقف إطلاق النار ساري المفعول.

من جانبه، قال نائب رئيس حركة "حماس" موسى أبو مرزوق في وقت سابق، إنه "غير مقبول أن يربط رئيس الوزراء الإسرائيلي ملف إعادة إعمار غزة بملف جنوده المفقودين، وهذا مخالف للقوانين الدولية، فجنوده تم أسرهم في ساحة حرب، ويقابلهم أسرانا، هذه هي المعادلة".

إنهاء حال الهدوء

والغريب، أن "حماس" قالت إنها أجبرت إسرائيل على التنازل عن شرطها ربط الملفين ببعضهما، وأن تل أبيب تخلت عن ذلك، وبدا ذلك فعلياً على أرض الواقع إذ سمحت تل أبيب بإدخال مواد البناء وأعادت حركة الاستيراد لشكلها الطبيعي من دون أي قيود، وحينها، قال مسؤول ملف الأسرى في "حماس" زاهر جبارين إن المعادلة القائمة حالياً هي "أسرى مقابل أسرى"، وتل أبيب تنازلت عن ربط صفقة التبادل بملف الإعمار بعد تأكدها من أن هذا الشرط غير ممكن تحقيقه.

لكن يبدو أن إسرائيل لم تتنازل عن ربط صفقة الأسرى بملف الإعمار، وهذا ما أبلغه الوفد الأمني المصري للفصائل الفلسطينية، لذلك بدت غاضبة وأجرت مناورات عسكرية تخللتها مشاهد خطف جنود.

وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن "حماس" قررت إنهاء حال الهدوء، وإعادة تفعيل الضغوطات بالقرب من حدود إسرائيل التي تربطها في غزة، وأرسلت الحركة رسائل عملية لجميع الوسطاء مفادها بأن تأخير تل أبيب كسر الحصار وإعادة الإعمار، وشروطها ربط الملفات بصفقة التبادل يدفع إلى القيام بتحرك ميداني، والعودة لخيار التصعيد العسكري.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط