Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عاصفة "أوميكرون" تضرب شركات السياحة والطيران

مخاوف من تآكل الأرباح وعودة هذه الصناعات إلى المربع "صفر" مع موجة الإغلاقات

لوحة تطالب المسافرين بالالتزام باجراءات الوقاية من فيروس كورونا في مطار فينكس بولاية أريزونا الأميركية (أ ف ب)

في وقت تنتشر فيه متحورة "أوميكرون" بسرعة، بدأت صناعة السفر تواجه موجة جديدة من الأزمات.
وكشفت الخطوط الجوية الأميركية عن حالة من التردد في الحجوزات ظهرت خلال الفترة الماضية، ما يشير إلى عودة سوق السفر إلى المربع "صفر"، مع ظهور أزمات جديدة تواجه القطاع خلال الفترة المقبلة.
وفي ضوء المتغيرات الجديدة التي فرضتها متحورة "أوميكرون"، أنهى مؤشر "ستاندارد آند بورز 500" تعاملاته الأخيرة، على إغلاقات قياسية. لكن أسهم الفنادق ومقدمي الرحلات وشركات الطيران التي تطلبت تمويلاً طارئاً لتجاوز موجات الإصابات السابقة بفيروس كورونا، تظل عرضة للمخاوف الضخمة بسبب "أوميكرون". إذ تراجعت أسهم شركة "أميريكان إيرلاينز" بنسبة 5 في المئة، وكذلك فعلت شركة "كرنفال كروز كوربوريشن" التي تراجعت أسهمها بنسبة تتجاوز 4 في المئة. في الوقت ذاته، كشف قادة صناعة السياحة والسفر، أن القواعد الحكومية الأكثر صرامة بشأن السفر، وكذلك مخاوف العملاء، سيكون لها تأثير كبير على القطاع خلال الفترة المقبلة.

ندوب دائمة

وقال الرؤساء التنفيذيون للخطوط الجوية البريطانية و"فيرجين أتلانتيك" ور"ايان إير" و"إيزي جيت" في رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن قيود السفر "العشوائية وغير المتناسبة" تخاطر "بإحداث ندوب دائمة" في الصناعة. وطالبوا الحكومة بالعمل على إلغاء كل اختبارات الطوارئ للركاب الذين تم تطعيمهم بالكامل.
وخلال مؤتمر صحافي قبل أيام، قال ويلي والش، رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي، إنه "عند اكتشاف متغيرات جديدة، تتحمل شركات الطيران العبء الأكبر من الأضرار الاقتصادية"، مشيراً إلى "التخفيضات في السعة بعد قيود السفر التي تم إدخالها أخيراً". وأضاف "لا يمكننا الاستمرار في إغلاق الطيران وإغلاق الاقتصادات، في حين أنه في الواقع لا يوفر أي تدابير لتقييد انتقال الفيروس، والأهم من ذلك أنه يلحق أضراراً جسيمة بالصناعة".
وتسبب الانخفاض غير المسبوق في عدد الركاب بسبب الوباء بخسائر في الإيرادات تُقدر بنحو 700 مليار دولار لشركات الطيران، وفقاً لتقييم نشرته الأسبوع الماضي، منظمة الطيران المدني الدولية التابعة للأمم المتحدة. وستحتاج بعض الشركات إلى مساعدة لتحمل ضربة أخرى، مثلما حدث مع شركة "فيرجن أتلانتيك" على سبيل المثال. وقال السير ريتشارد برانسون الذي يرأس "مجموعة فيرجين" و"دلتا إيرلاينز"، إنهما تضخان 400 مليون جنيه استرليني (530 مليون دولار) في شركة الخطوط الجوية "فيرجين أتلانتيك"، التي لا تتوقع العودة إلى الربحية المستدامة قبل عام 2023.
ومع ذلك، هناك علامات على أنه على الرغم من حالة عدم اليقين، فإن الركاب المرهَقين من فيروس كورونا مصممون على الاستمرار في الطيران، ما قد يحد من التأثير الصعب للمتحورة الجديدة "أوميكرون" على صناعة السفر وعائدات شركات الطيران. في الوقت ذاته، تستعد إدارة أمن النقل الأميركية لاستقبال أعداد كبيرة من المسافرين خلال العطلات، حيث مر حوالى 2.1 مليون شخص عبر نقاط التفتيش الأمنية في المطار قبل أيام.

أعلى مستوى في أميركا منذ 2019

وكشفت شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية، في تقرير حديث، أنه لولا متحورة "أوميكرون"، لكان من المحتمل أن تقترب الحركة الجوية المحلية في موسم العطلات هذا من حجم عام 2019، لأول مرة منذ بداية الوباء. ولكن حتى بعد ظهور "أوميكرون" في الولايات المتحدة، فإن سعة الخطوط الجوية المحلية تبلغ 94 في المئة لموسم "عيد الميلاد"، وهو أعلى مستوى تم تحقيقه في عام 2021. ويعتمد ذلك على تحليل لشركات الطيران.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعكس بعض الطلب المتزايد، توافر اللقاحات للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 سنة، ما يسهل السفر على العائلات، فضلاً عن الانتشار الواسع للجرعات المعززة للبالغين. إضافة إلى ذلك، قدم رفع قيود السفر الأميركية الشهر الماضي عن الزوار الذين تم تطعيمهم من 33 دولة، بما في ذلك عديد من الدول الأوروبية، دفعة أخرى، وفق بيانات من الاتحاد الدولي للنقل الجوي.
وعندما لا يتم تطبيق أي قيود، تؤكد البيانات المختلفة استعداد المسافرين للقيام برحلات لقضاء وقت الفراغ، على الرغم من ارتفاع عدد الإصابات وحالات الاستشفاء. وتشير البيانات إلى أنه منذ بداية تراجع موجة الإصابة بالمتحورة "دلتا" في الولايات المتحدة، حتى مع ارتفاع حالات "كورونا" الجديدة في أواخر أغسطس (آب) والنصف الأول من سبتمبر (أيلول) الماضي، كانت نسبة حركة المرور 76.3 في المئة في ذلك الشهر، بعدما كانت بحدود 80 في المئة في يوليو (تموز)، مقارنةً مع عام 2019.
وحتى مع إغلاق بعض الدول لحدودها مرة أخرى بسبب "أوميكرون"، وتنفيذ الولايات المتحدة متطلبات اختبار أكثر صرامة لأولئك الذين يدخلون البلاد، يُحتمَل أن يعكس السفر الجوي في عطلة ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الأرقام الكبيرة التي رأيناها في عيد الشكر. وخلال هذا العام، مر أكثر من مليوني مسافر في المتوسط يومياً عبر نقاط التفتيش التابعة لإدارة أمن النقل في المطارات الأميركية خلال الأيام العشرة المزدحمة التي سبقت العطلة وبعدها، ويمثل ذلك حوالى 89 في المئة من الأرقام الخاصة بعام 2019.

كيف يتعايش قطاع السفر مع متغيرات "كورونا"؟

لكن السؤال الذي يجب أن تطرحه صناعة السفر، هو كيف تتعايش مع عدوى مستوطِنة قد تستمر لسنوات عدة أخرى، ومن يعرف عدد المتحورات  قبل أن يوقفها التطعيم الشامل؟ إذ لا تميل قيود السفر إلى وقف الانتشار، إلا إذا كانت واسعة النطاق مثل الصين، حيث يمكن لعدد قليل من الأجانب زيارتها.
وللحفاظ على سلامة الركاب والمساعدة في وقف الانتشار، يُعد الاختبار هو الخيار الأكثر منطقية، ولكنه أيضاً يمكن أن يحد من الطلب على السفر. وحاولت بعض الوجهات في منطقة بحر الكاريبي والمكسيك، التخفيف من التأثير السلبي للاختبار من خلال العمل عن كثب مع الفنادق ومقدمي الاختبارات لجعل الاختبارات المتعلقة بالسفر أقل إجهاداً للسياح. وتتضمن هذه البرامج القدرة على استخدام الاختبارات في المنزل وبيع حزم الرعاية الصحية التي تغطي كل الاختبارات اللازمة أثناء الزيارة.
لكن لا شك أن التطعيم والاختبار وقضاء الوقت في الأماكن ذات التدفق الجيد للهواء هي أفضل دفاعات ضد فيروس كورونا، وفق نصائح الخبراء الطبيين. ويجب أن تعتمد سياسة السفر الفعالة على مزيج من تلك العناصر لاحتواء تفشي المرض في المستقبل.
وأظهرت المتحورات "أوميكرون" و"دلتا"، أن المفتاح الحقيقي لإبقاء فيروس كورونا ومتحوراته في وضع حرج، هو الحفاظ على اليقظة ومقاومة إغراء تخفيف القواعد لمجرد أن الفيروس ينزلق مؤقتاً من العناوين الرئيسة لوسائل الإعلام. وفي حين لن يذهب فيروس كورونا إلى أي مكان لفترة طويلة على ما يبدو، يمكننا وضع وسائل حماية ذكية تمكن المسافرين من القيام بذلك.