Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما مدى فاعلية لقاحات "فايزر" و"أسترازينيكا" و"موديرنا" ضد "أوميكرون"؟

توصلت دراسة حديثة إلى أن الجرعات التحصينية المعززة توفر حتى 70 في المئة من الحماية

وجدت "وكالة الأمن الصحي" أن الأشخاص الذين تلقوا حقنة معززة ضد كورونا تصل نسبة المناعة لديهم حتى 70 في المئة (أ ب)

بينما بدأت المتحورة "أوميكرون" من فيروس كورونا تتفشى في المملكة المتحدة، حذّر رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، من "موجة عاتية" من العدوى تضرب هذه البلاد في حال لم يلتزم السكان بالقيود الاجتماعية، ولم يسارعوا إلى أخذ الجرعات المعززة من اللقاحات المضادة.

والاثنين الماضي، أكدت المملكة المتحدة أن "أوميكرون" حصدت الوفاة الأولى فيها على مستوى العالم، في وقت قدّر فيه وزير الصحة البريطاني، ساجد جاويد، بأن معدل الإصابة بالمتحورة الجديدة كان قد بلغ فعلاً 200 ألف حالة يومياً، مع احتمال أن تفرض هذه السلالة هيمنتها في لندن في غضون 48 ساعة.

في الأثناء، أعلنت "هيئة الخدمات الصحية في إنجلترا" NHS England أنها ستعود إلى اتخاذ أعلى مستويات التأهب لحالات الطوارئ، أي المستوى الرابع للحوادث الوطنية، ما يعني أنه سيجري تنسيق تصدي "أن أتش أس" لمتحورة "أوميكرون" على المستوى الوطني، وليس تحت إشراف مؤسسات صحية فردية.

ومنذ ذلك الحين، ارتفع بصورة خاطفة عدد الإصابات المؤكدة بـ"كوفيد" إلى 88 ألفاً و376 حالة في أحدث الأرقام، مع وفاة 146 شخصاً يومياً.

خلال إعلانه فرض قيود اجتماعية جديدة تندرج ضمن "الخطة ب"، التي وضعتها حكومته لمواجهة كورونا يوم الأربعاء الماضي، قال رئيس الوزراء البريطاني، إن معدل الإصابة بالمتحورة الجديدة يمكن أن يتضاعف كل يومين إلى ثلاثة أيام نظراً إلى حقيقة أنها تتمتع بقدرة كبيرة على العدوى، ومن هنا جاء قرار توفير اللقاحات المعززة لجميع البالغين بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

هل اللقاحات فاعلة ضد "أوميكرون"؟

يشير التحليل الأخير الذي اضطلعت به "وكالة الأمن الصحي"، التابعة للحكومة البريطانية إلى أن جرعتين من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لا توفران حماية قوية ضد العدوى المصحوبة بأعراض من المتحورة الجديدة، مع حقيقة أن المجموعة المعمول بها حالياً من اللقاحات أقل فاعلية مما كانت عليه ضد "دلتا".

ولكن مع ذلك، وجدت "وكالة الأمن الصحي" أن الأشخاص الذين تلقوا حقنة معززة ضد كورونا تصل نسبة المناعة لديهم حتى 70 في المئة، ما يؤكد أهمية الحصول على جرعة تحصينية ثالثة في أسرع وقت ممكن.

على نحو مماثل، كشفت نتائج سابقة خلصت إليها دراسات نهض بها "المركز الألماني لبحوث العدوى" (اختصاراً DZIF) عن وجود انخفاض كبير في مفعول الأجسام المضادة التي تولدها في الجسم لقاحات "فايزر - بيونتيك"، و"موديرنا" و"أكسفورد - أسترازينيكا" ضد "أوميكرون".

ولكن لا بد من أن جرعتين مضادتين تقدمان بعض الحماية من الإصابة بمضاعفات خطيرة من "كوفيد"، إذ أشارت "منظمة الصحة العالمية" إلى أن "اللقاحات الحالية تبقى ناجعة أمام الشكل الحاد من المرض والوفاة [الناجمة عنه]".

والأسبوع الماضي، قال البروفيسور أوغور شاهين، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة "بيونتيك"، إن "الأشخاص الذين تلقوا جرعتين تحصينيتين لن يحظوا على الأرجح بوقاية كبيرة من التقاط العدوى أو أي شكل من المرض. نعلم أنهم سيحملون خلايا الذاكرة التائية memory T-cells، التي ربما تمنع الإصابة بمضاعفات خطيرة".

وفي الإحاطة الرسمية الأولى من جانب الشركات المصنعة للقاحات حول مدى احتمال أن توفر جرعاتهم المضادة حصانة ضد "أوميكرون"، قال البروفيسور شاهين، إن التعجيل بتنفيذ برامج الجرعات المعززة يشكل "المسار السليم" لاحتواء المتحورة، مشيراً إلى أن جرعة إضافية من اللقاح تعوض على ما يبدو عن كون اللقاح أقل ملاءمة لمكافحة هذه المتحورة من "كوفيد" مقارنة مع سلالات أخرى سابقة من الفيروس.

ووجدت دراسة أولية أخرى تولاها "معهد أفريقيا للبحوث الصحية" في جنوب أفريقيا، وقد صدرت يوم الثلاثاء في 7 ديسمبر الحالي، انخفاضاً بمقدار 41 ضعفاً في فاعلية الأجسام المضادة بعد أخذ جرعتين من "فايزر" ضد "أوميكرون".

وعلى الرغم من أن هذه النتائج كشفت عن قدرة "تملص كبير" من المناعة، فإن الباحثين كتبوا أن "العدوى السابقة، متبوعة بالتطعيم أو جرعة معززة، تزيد على الأرجح من مستوى تحييد فيروس كورونا، وتمنح ربما حماية من المضاعفات الخطيرة في حالة عدوى (أوميكرون)".

وفي تغريدة له على "تويتر"، ذكر البروفيسور أليكس سيغال من "معهد أفريقيا للبحوث الصحية"، أن النتائج كانت "أفضل مما كنت أتوقعه بالنسبة إلى (أوميكرون)"، مضيفاً أن "حقيقة أنها ما زالت بحاجة إلى "الإنزيم المحول للأنجيوتنسين -2" ACE2 [المستقبل الذي يستخدمه فيروس كورونا لدخول الخلايا البشرية وإصابتها]، وأن [هروبها] من المناعة ليس تاماً يعني أننا إزاء مشكلة قابلة للحل بواسطة الأدوات [التي في متناولنا]".

هل تتمتع أنواع من اللقاحات بفاعلية أكبر من غيرها؟

أشارت دراسة صغيرة إلى احتمال أن تكون متحورة "أوميكرون" من فيروس كورونا قادرة على التهرب بشكل أفضل من الحماية التي يوفرها لقاح "فايزر - بيونتيك"، وذلك مقارنة مع كورونا الأصلي.

على ما يبدو، يسجل الأشخاص المطعمون بـ"فايزر" انخفاضاً كبيراً جداً" في المناعة ضد المتحورة الجديدة، بحسب ما قال البروفيسور سيغال، بعد أن حلل مختبره عينات دماء مأخوذة من 12 شخصاً تلقوا هذا اللقاح.

"موديرنا" من جانبها، لم تنشر حتى الآن أي نتائج رسمية متصلة بفاعلية لقاحها ضد "أوميكرون"، لكن رئيس الشركة، الدكتور ستيفن هوغ، أشار إلى احتمال كبير بأن اللقاحات المعتمدة حالياً ستعجز عن الصمود أمام هذه المتحورة.

وفي حديثه إلى قناة "أي بي سي نيوز" (ABC News) في 5 ديسمبر الحالي، قال الدكتور هوغ: "أعتقد أننا إزاء خطر حقيقي يتمثل في أننا سنشهد تراجعاً في جدوى اللقاحات، ولكنني لا أعرف مدى خطورة ذلك".

هل ستطلق الشركات لقاحاً جديداً مضاداً لمتحورة "أوميكرون"؟

ذكرت شركات مصنعة للقاحات أنها ستواصل "بأقصى سرعة" مساعيها من أجل تطوير طُعم معدل استناداً إلى "أوميكرون"، ولا بد من أن يكون متاحاً بحلول مارس (آذار) 2022 إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

مثلاً، صرحت "فايزر" بأنه إذا لزم الأمر يمكنها إنتاج لقاح مصمم خصيصاً لمواجهة "أوميكرون" في غضون مئة يوم تقريباً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي السياق نفسه، قال البروفيسور شاهين، إنهم مستمرون بالعمل على إنتاج لقاح معدل، نعتقد أنه سيساعد في تحفيز مستوى عال من الحماية ضد "كوفيد-19" الناجم عن عدوى "أوميكرون"، بالإضافة إلى حماية طويلة الأمد، مقارنة مع اللقاح الحالي".

والأسبوع الماضي، قال الدكتور بول بيرتون، كبير المسؤولين الطبيين في "موديرنا"، إن شركته ستحتاج إلى ثلاثة أشهر قبل إنتاج لقاح يستهدف "أوميكرون" تحديداً.

بدورها، تعكف "جونسون أند جونسون" على إجراء اختبارات للقاحها ضد "أوميكرون"، إذ يقول الدكتور ماثاي مامين، الرئيس العالمي للبحث والتطوير في الشركة في تصريح له: "لقد شرعنا بالعمل على تصميم وتطوير لقاح جديد ضد "أوميكرون"، وسندخله حيز الدراسات السريرية إذا لزم الأمر".

غير أن الشركة لم تفصح عن الوقت الذي ستستغرقه قبل إطلاق اللقاح.

أما "أسترازينيكا" فلم تكشف بعد ما إذا كانت ستحتاج إلى تطوير لقاح جديد ضد "أوميكرون" أم لا.

ومع ذلك، قالت البروفيسورة سارة غيلبرت من جامعة "أكسفورد"، التي أسهمت في تطوير اللقاح الحالي الذي صنعته "أسترازينيكا"، إن اللقاحات الراهنة ضد كورونا، بغض النظر عن الجهة المنتجة، لن تعمل بشكل جيد ضد "أوميكرون" في أغلب الظن.

وذكرت البروفيسورة غيلبرت في مقابلة لها مع "بي بي سي" (هيئة الإذاعة البريطانية) أنه "حتى نستكشف مزيداً، حري بنا أن نتوخى الحذر، وأن نتخذ خطوات تعمل على إبطاء وتيرة تفشي هذه المتحورة الجديدة".

كم عدد الجرعات التحصينية التي سنحتاج إليها؟

يُعتقد أن ثلاث جرعات من لقاح "فايزر - بيونتيك" تحمي على الأرجح من عدوى متحورة "أوميكرون"، كما أشارت بيانات مختبرية أولية أصدرتها "فايزر"، مع العلم أن هذه النتيجة لم تخضع بعد لمراجعة علماء نظراء.

من المحتمل أن تحول جرعتان من اللقاح دون مكابدة شكل خطير من المرض، ولكن لا يمكن أن تكفلا عدم إصابة المطعمين بـ"كوفيد" نفسه.

وأوضح ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لشركة "فايزر"، أن جرعة رابعة من اللقاح قد تكون ضرورية لتوفير حماية أفضل ضد "أوميكرون".

وفي حديثه إلى برنامج "سكواك بوكس" على قناة "سي أن بي سي"، قال بورلا، إن الشركة كانت تنتظر الاطلاع على بيانات مُستقاة من حالات واقعية قبل الوقوف على قرار بشأن ما إذا كانت الجرعات الإضافية ستكون ضرورية بصفة خاصة لمكافحة "أوميكرون".

"عندما نطلع على بيانات مُستقاة من أرض الواقع، [نحن] سنحدد ما إذا كانت الجرعة الثالثة تقي جيداً من "أوميكرون"، وما هي مدة الحماية التي توفرها. والنقطة الثانية، أننا سنحتاج في ظني إلى جرعة رابعة"، أضاف بورلا.

واستطرد بورلا قائلاً إن صدور البيانات متوقع في الأسبوعين المقبلين.

ماذا عن أعراض "أوميكرون"؟

تتسبب "أوميكرون" غالباً أعراضاً صحية خفيفة، لذا قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كنت مصاباً بـ"كوفيد" أم لا، أو أنك تعاني زكاماً عادياً، لا أكثر.

وتنطبق الأعراض، من قبيل انسداد الأنف والصداع والتهاب الحلق، على "كوفيد" ونزلة البرد كليهما، لذا يكون من الصعب جداً التمييز بينهما من دون الخضوع لاختبار الكشف عن الفيروس.

وقال البروفيسور تيم سبيكتور، من "تطبيق زو كوفيد سيمبتوم ستادي" Covid Zoe app البريطاني، إن بيانات خلصت إليها دراسة حديثة أجراها "زو" تشير إلى "عدم ذكر" نحو نصف حالات "دلتا"، لأنها لا تتسبب الأعراض "الكلاسيكية" لـ"كوفيد"، مثل ارتفاع حرارة الجسم والسعال الجديد والمستمر وفقدان أو تغير حاستي الشم أو التذوق.

ولم يستبعد البروفيسور تيم سبيكتور أن "تكون (أوميكرون) شبيهة جداً، أكثر من أي متحورة أخرى، بالمتحورات الخفيفة التي نرصدها لدى أشخاص تلقوا لقاحاتهم ومصابين بـ"دلتا".

© The Independent

المزيد من صحة