Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"إينجيرا": الخبز الأرستقراطي لعامة الشعب في إثيوبيا

يصنع من "التيف" وهو نوع من الحبوب لا يتوافر إلا في إثيوبيا

يصنع خبز الـ "إينجيرا" من حبوب التيف (اندبندنت عربية)

أرستقراطي، لأنه طعام الأغنياء وذو طعم محبب، وغني بفوائده الغذائية، وشعبي، لتمكّن الفقراء من تناوله مع مختلف أنواع الطعام.

يصنع خبز الـ "إينجيرا" من دقيق التيف، وهو نوع من الحبوب لا يتوافر إلا في إثيوبيا، ويوجد ما يشبهه في السودان ويسمى "الكسرة"، ويصنع خبز الـ "إينجيرا" بسكب العجين على الصاج الكهربائي، ويسميه الإثيوبيون "متاج"، وهو موقد تقليدي يصنع محلياً، ويأخذ الـ "إينجيرا" الشكل الدائري، وهو الخبز الأساس لإثيوبيا وإريتريا، ويعرف في الصومال وجيبوتي بأسماء "عانجيرو" و"الحوج".

شكر الله

ينتشر خبز الـ "إينجيرا" في كل المجتمعات الإثيوبية باستثناء أقاصي جنوب البلاد حيث يعتمد السكان على أنواع أخرى من الحبوب في تجهيز العصيدة كطعام لهم، وخبز الـ "إينجيرا" له مكانة محترمة في التراث الإثيوبي ويوجد في القرى كما المدن الإثيوبية.

وللإثيوبيين احترام كبير لخبز الـ "إينجيرا" ويعتبرونه نعمة من الله، وهي ثقافة دينية أصيلة في المجتمع الإثيوبي.

ولهذا الخبز ارتباط بالعادات والتقاليد الإثيوبية الاجتماعية، ففي عادات الزواج، يشتري الزوج طبق الـ "إينجيرا"، كنوع من التفاؤل بحياة سعيدة.

التيف دقيق الـ "إينجيرا"

التيف نوع من الحبوب يزرع في المرتفعات والوديان، ويغطي مساحات شاسعة من الأراضي، غرب وشمال إثيوبيا، وهو ذو عيدان رفيعة كالخيوط يحركها الهواء في مواسم النضوج، ويحصد بعد قطع هذه العيدان الرفيعة وفرشها على حصائر كبيرة من السعف أو على أرض نظيفة مسطحة، حبيباته مجتمعة تشبه الرمال، وللتيف ألوان عدة، من الأبيض الناصع، إلى الرمادي والأسود الفاتح، وتختلف تسميته مع النوع الذي تريد شراؤه من حيث اللون، ومعظم محلات الـ "إينجيرا" بائعاتها نساء، كما يباع في هذه المحلات المتخصصة البهارات الإثيوبية التي تعتبر تراثاً للذوق الإثيوبي.

"إينجيرا" والأعياد

لخبز الـ "إينجيرا" ارتباط بمختلف الأعياد للمسلمين والمسيحيين معاً، يفرش هذا الخبز عادة على صينية صغيرة أو كبيرة، ويسكب عليه اللحم، أو أي نوع غذاء آخر، بحسب مناسبة العيد وما يعرف لكل قومية إثيوبية من نوع طعام.

ولإثيوبيا أطعمة عديدة منها مثلاً، "الكتفو"، و"التيبس"، و"الشرو"، و"الدورو"، و"الدوليت"، وغيرها، يتناولها الناس عادة في البيوت أو المطاعم، ولا يوجد نوع من خبز آخر ينافس الـ "إينجيرا" في إثيوبيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجزء من واجبات المرأة الإثيوبية في منزلها أن تجهيز عجين التيف بتخميره، ثم تعد الـ "إينجيرا" بالموقد الكهربائي الخاص، يجهز كل بيت ما يكفيه من هذا الخبز لأسبوع، أو أقل، حيث لا تحتاج الأسرة لتجهيزها كل يوم، فالمناخ البارد الذي تتراوح درجة حرارته بين 15 و25 درجة مئوية معظم السنة يساعد في أن يحتفظ خبز الـ "إينجيرا" بطراوته مدة سبعة أيام تقريباً.

داعمة للاقتصاد القومي

من أهم مؤشرات نجاح الاقتصاد الإثيوبي احتفاظ الإثيوبيين بحاجياتهم الغذائية التقليدية التي يتمسكون ويعتزون بها، ولا يستبدلون عاداتهم الغذائية بأي أطعمة بديلة مهما كانت قيمتها، أو مصدر استيرادها، وهم بذلك يوفرون لخزينة الدولة أموالاً طائلة تنفقها دول أخرى لاستيراد دقيق الخبز، أو غير ذلك من أنواع الأطعمة، والشعب الإثيوبي، وبخاصة في الأرياف، لا يعطي أي قيمة لأي من مستوردات الطعام أو المأكولات.

ومن غرائب الحياة الإثيوبية أن الخبز الذي تعيش عليه شعوب العالم لم تعرفه إثيوبيا إلا أخيراً، لا سيما خلال الأعوام الـ 30 الماضية تقريباً، ويسميه الإثيوبيين "الدابو"، ويمثل سعره نصف ثمن خبز الـ "إينجيرا"، ولا يقصد محلات بيعه إلا الأجانب.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات