Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما حقيقة تجنيد أطفال مخيمات تندوف للقتال ضد المغرب؟

لم تذكر المنظمات الأممية بما فيها المعنية بحقوق الإنسان في تقاريرها الدورية أية نقاط تتعلق بهذه المسألة

يبحث الأطفال الصحراويون بالمخيمات عن حياة طفولة أفضل (أ ف ب)

عرفت الأسابيع الماضية إثارة قضية تجنيد أطفال مخيمات الصحراويين في "تندوف" للقتال ضد المغرب، ما فتح المجال أمام جهات لطرح ملف الانتهاكات التي تتعرض لها هذه الفئة، في وقت يشتد الصراع بين جبهة "البوليساريو" والقوات المغربية على الأراضي الصحراوية.

إرهابيو الغد المحتملون؟

وشدد مندوب المغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال، على ضرورة منع الجزائر وجبهة "البوليساريو" من تحويل أطفال مخيمات تندوف إلى "إرهابيي الغد المحتملين"، وقال أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن "السكان المحتجزين في مخيمات تندوف يتعرضون منذ حوالى 5 عقود لأبشع انتهاكات لحقوقهم الأساسية، وأن الأمر ينطبق أساساً على أطفال هذه المخيمات الذين يتم تجنيدهم بالقوة من قبل البوليساريو".

وأضاف هلال أن الأمر يتعلق أيضاً بأخطر انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة على الأراضي الجزائرية، خصوصاً اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، وبروتوكولها الاختياري بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة، داعياً المجتمع الدولي إلى أن يطالب الدولة المضيفة الجزائر بوضع حد لإرسال أطفال "تندوف" إلى معسكرات التدريب العسكري، وتمكينهم من الالتحاق بالمدارس التي تمولها "اليونيسف" والمنظمات غير الحكومية الدولية في مخيمات تندوف.

"تشويه الحقائق"

ولم تمر "الاتهامات" المغربية من دون رد، إذ قالت الجزائر، إن هذه التصريحات تشويه للحقائق، وأكدت القائمة بأعمال البعثة الجزائرية لدى الأمم المتحدة، زكية إيغيل، "رفض الجزائر الحازم للاتهامات المغربية الخادعة التي تهدف إلى تشويه الحقائق في الصحراء الغربية"، وأضافت أن المسؤول المغربي أراد إظهار الجزائر على أنها طرف في نزاع إقليمي، بينما القضية هي قضية تصفية استعمار في الصحراء الغربية، كانت ولا تزال مدرجة في جدول أعمال الأمم المتحدة منذ عام 1963، وتندرج في إطار تنفيذ إعلان منح الاستقلال للشعوب والبلدان المستعمرة".

من جانبه، اعتبر عضو مجلس الأمة الجزائري، محمد قيساري، أن اتهامات المغرب للجزائر بشأن تجنيد الأطفال باطلة، وأن بلاده مرتبطة بمواثيق قطعتها على نفسها، مضيفاً أن "الجزائر تتعامل مع قضية الصحراء الغربية كقضية تصفية استعمار لا أكثر، ونحن نساعد الشعب الصحراوي في الحصول على حريته شأنه شأن الشعب الفلسطيني. والشعب الجزائري بكل مؤسساته حريص على الدفاع عن الشعوب المحتلة كونه أكثر شعب عانى من ويلات الاحتلال".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا تقارير أممية

وفي حين انحصرت الاتهامات حول تجنيد الأطفال الصحراويين في الأعمال المسلحة على مستوى الدائرة المغربية، لم تذكر المنظمات الأممية بما فيها المعنية بحقوق الإنسان وحقوق الطفل، في تقاريرها الدورية، أية نقاط تتعلق بأطفال مخيمات اللاجئين الصحراويين بمنطقة تندوف الجزائرية، ولم تسجل انتهاكات حقوقية، على الرغم من إثارة الموضوع في جلسات أممية عدة من قبل البعثات المغربية، وهو الأمر الذي يثير الاستغراب والشكوك.

"اسألوا المنظمات الأممية"

وفي ظل تبادل الاتهامات بين المغرب والجزائر، يبقى الأطفال الصحراويون في المخيمات يبحثون عن حياة طفولة أفضل كباقي أقرانهم في العالم، وهو ما كشف عنه الأمين العام لاتحاد عمال التعليم والتربية والتكوين الصحراويين، غالي أحمد لعبيد، المقيم بمخيمات "تندوف"، بالقول إن "الأطفال الصحراويين ليسوا كباقي أطفال العالم، فهم يعانون الأمرين مع وضع الاحتلال، ثم وضعهم كلاجئين والظروف الصعبة"، مشيراً إلى أن  جبهة "البوليساريو" المسؤولة عن مخيمات اللاجئين، عملت على أن تكون ظروف الأطفال في أحسن أحوالها من تمدرس وترفيه وظروف معيشية لائقة، كما أن المنظمات الناشطة في مجال الطفولة "اليونيسيف" و"مفوضية اللاجئين" و"الأمم المتحدة" كلها تعمل على تحسين وضعية الطفولة في مخيمات اللاجئين الصحراويين، مشدداً على أن الأطفال الصحراويين كلهم متمدرسون، وليس هناك طفل من دون مقعد دراسي.

ويتابع لعبيد، في رده على التقارير التي تتحدث عن انتهاكات في حق الطفولة، قائلاً "ليس لدي علم بتقرير رسمي يسجل ضعف التعامل مع فئة الأطفال، ومن يملك تقريراً أممياً واحداً فليقدمه"، مضيفاً أن التقارير كلها تشير إلى مستوى مقبول في التعامل مع الأطفال تحت إشراف المنظمات المذكورة بتعاون مع السلطات الصحراوية. وقال إن "هناك انتهاكات خطيرة وكبيرة بشأن الطفولة على مستوى الأراضي المحتلة، وهو الوضع المدون في تقارير صادرة عن المنظمات الدولية الناشطة في المجال، من منع التمدرس وسجن الأطفال القصر".

ويواصل أن التقارير التي تتحدث عن تجنيد الأطفال الصحراويين عسكرياً من أجل الانضمام لجبهات القتال ضد المغرب في الصحراء الغربية، عارية من الصحة، ولا تستند إلى معلومات ومعطيات واقعية، وأن التجنيد يمس الذين بلغوا من العمر 18 سنة فما فوق، معتبراً أن التقرير الذي صدر أخيراً هو "دعاية مغربية".

وتقع مخيمات تندوف، التي تحمل نفس اسم المدينة المتواجدة فيها، في عمق الصحراء الجزائرية في جنوبها الغربي على الحدود مع الأقاليم الجنوبية للمغرب ودولة الصحراء الغربية وشمال موريتانيا. وتضم هذه المخيمات التي أنشأتها جبهة "البوليساريو" في سبعينيات القرن الماضي، آلاف المواطنين الصحراويين.

المزيد من تقارير