Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

طهران تعلن الحرب على "التواصل الاجتماعي"... وتعتقل مواطنيها داخل الحدود

سلطة "السوشيال ميديا" تخيف إيران بعدما كانت محركا للاحتجاجات التي زلزلت شوارعها

إيران تواصل حجب وسائل التواصل الاجتماعي تخوفا من الاحتجاجات (أ.ف.ب)

كجزء من القمع الذي يمارسه النظام الإيراني ضد شعبه تحت دعوى حماية الأمن القومي للبلاد، قال رئيس منظمة الدفاع المدني في إيران "إن بلاده ستمنع وصول مواطنيها إلى وسائل التواصل الاجتماعي إذا اندلعت الحرب مع الولايات المتحدة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلن العميد غلام رضا جلالي، من فيلق الحرس الثوري، في خطاب ألقاه قبل يومين بحسب راديو ليبرتي، "إن الولايات المتحدة تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لشن حرب نفسية بهدف التأثير على عقول الإيرانيين"، وأضاف "واشنطن لديها الفرصة لممارسة القوة الناعمة في استغلال كلٍّ من افتقار إيران إلى شبكة داخلية وطنية دفاعية واقتصادها الضعيف، مستخدمة وسائل التواصل الاجتماعي لوضع قواتها على قدم وساق للحرب ضدنا".

إغلاق وسائل التواصل الاجتماعي

وأضاف جلالي "وسائل التواصل الاجتماعي وتأثير العقوبات توفر سلاحاً ذا شقين للولايات المتحدة وهو ما ستواجهه إيران". وأعلن "سنغلق وسائل التواصل الاجتماعي ونوقف توجيه الولايات المتحدة للرأي العام الإيراني عبره، ستفقد الولايات المتحدة أيضاً نفوذها من العقوبات الاقتصادية إذا اندلعت الحرب".

من جانبها أكدت صحافية إيرانية لـ"اندبندنت عربية"، طلبت عدم كشف اسمها تخوفا من ملاحقتها أمنيا، "إن السلطات الإيرانية حجبت بالفعل وسائل التواصل الاجتماعي بالداخل، بالإضافة إلى تطبيق الرسائل المشفرة تليغرام"، دون أن تدلي بمزيد من التفاصيل.

تصريحات جلالي تعكس مخاوف وقلقاً كبيراً داخل طهران بشأن قوى وسائل التواصل الاجتماعي، التي كانت محركا للانتفاضات داخل وخارج إيران".

من جانبه قال حسن هاشميان، الأكاديمي والمعارض الإيراني، "بالنسبة للنظام الإيراني، الفضاء الإلكتروني والاتصالات عبر الإنترنت يكسران الدعاية الأيديولوجية الكاذبة الحاكمة في البلاد. فقبل الإنترنت، كان النظام يقمع الصحافة والصحافيين بقوة وهناك المئات من الصحفيين الذين تم سجنهم، كما أن هناك عشرات الصحف التي أغلقت".

إيران تتخوف من الفضاء الإلكتروني

وأشار هاشميان إلى "تعليقات سابقة لمساعد وزير الاتصالات الإيراني لشؤون الإنترنت، وصف فيها الشبكات الاجتماعية بأنها جسر بين الداخل والخارج، ومن خلالها يتم نقل المعلومات للداخل". يتابع "هذا يعطينا دلالة أخرى بأن النظام على الرغم من الشعارات والدعاية بأنه يتمتع بقاعدة شعبية، فإنه يخاف من القاعدة الجماهيرية الحقيقية في الداخل".

وأوضح هاشميان "إن أي نظام ديمقراطي في حالة نشوب حرب مع دولة أخرى، يحتاج إلى الشبكات الاجتماعية لتعبئة الشارع والدفاع عن الوطن، لكن لأن النظام كاذب، ويعرف أنه يفتقد إلى قاعدة شعبية في الداخل، يخاف من النتيجة العكسية".

ويتوقع الباحث الإيراني "أن يتحرك الشارع الإيراني ليس ضد الدول الأخرى، ولكن ضد النظام الذي داوم طيلة 40 عاما على الكذب، وقتل أبناء الشعب وسجنهم".

تليغرام التطبيق الأخطر

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعقب فيها النظام الإيراني وسائل التواصل الاجتماعي، إذ باتت تكتيكا قمعيا مألوفا في إيران منذ 2009، عندما حظرت السلطات تطبيقي تويتر وفيسبوك لقمع الانتفاضة الخضراء. ومع اندلاع موجة من الاحتجاجات في ديسمبر (كانون الأول) 2017، واصلت السلطات الإيرانية تقييد الوصول إلى أدوات وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت مصادر رئيسية لحصول المتظاهرين على المعلومات"، وحظرت السلطات تطبيق تليغرام، الذي يستخدمه نحو 81 مليون شخص في إيران، وهو الأكثر أمانا وصعوبة للاختراق من قِبل الأجهزة الأمنية، بينما تم قطع اتصال الإنترنت بشكل متقطع بالعديد من المدن التي وقعت بها احتجاجات، فيما كان الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل إنستغرام متقطعا.

 ويوضح "هاشميان" "في 2017 لعب "تليغرام" دورا كبيرا في التنسيق بين المعارضين والمحتجين الذين استطاعوا النزول للشارع والتنسيق فيما بينهم عبر التطبيق المشفر. وفي تلك الآونة، كان من بين الاقتراحات التي طرحت لقمع المحتجين إغلاق التطبيق، وبالفعل أثر ذلك في حركة الاحتجاجات بالشارع الإيراني".

ويواصل العديد من الإيرانيين استخدام خدمة "تليغرام" من خلال أدوات التحايل عبر شبكات VPN. ويلجأ الإيرانيون إلى التعرف على هذه الخيارات ومهاراتهم في استخدامها لأنهم يعتمدون عليها أيضاً للوصول إلى خدمات الإنترنت المحظورة الأخرى مثل فيسبوك. ولكن، بحسب تقرير صادر عن مركز حقوق الإنسان في إيران، مقره نيويورك، "تطورت القدرات التكنولوجية للحكومة الإيرانية أيضاً، مما زاد من صعوبة الحفاظ على إمكانية الوصول إلى تيلغرام".

شبكات وطنية لحصار الشعب

وتتحدث طهران عن استبدال شبكة الإنترنت بشبكة وطنية منذ عام 2010، التي كان من المتوقع أن تعمل بكامل طاقتها خلال خمس سنوات. وخلال زيارته إلى بوشهر، موقع المفاعل النووي الإيراني الوحيد، الشهر الماضي، قال جلالي "إن السيطرة على شبكات التواصل الاجتماعي في وقت الأزمات أمر لا بد منه، ويجب النظر فيه بجدية". وبالفعل أعلن المجلس الأعلى للثورة الثقافية الإيراني "أن شبكة المعلومات الوطنية الإيرانية (NIN) اكتملت بنسبة 80%".

تحذيرات حقوقية

وتحذر المنظمات الحقوقية من "أن الهدف الحقيقي هو تشديد الرقابة وسيطرة السلطات على استخدام الناس للإنترنت". وقبل عام أطلقت الحكومة الإيرانية تطبيقي (Telegram Talaeii وHotgram)، كنسخة إيرانية بديلة لتليغرام، لكن سرعان ما حذرت الشركة المسؤولة عن تطبيق تليغرام المستخدمين من التطبيقات الجديدة، وقالت إنها "غير آمنة".

ويكشف الباحث الإيراني "أن هناك توجهاً كبيراً في الداخل الإيراني نحو استبدال الشبكات الاجتماعية بشبكات داخلية، وهناك شركات تعمل بهذا الصدد، لكنها جميعا تعمل تحت إشراف المخابرات والحرس الثوري"، لافتا إلى "أن وزير الاتصالات  الإيراني كان ضابطا في المخابرات، لذا الأمر يستهدف فلترة كل شيء يتعلق بالمعلومات". مضيفا "هناك خوف لدى النظام الإيراني من وصول المعلومة الحقيقية للشعب الإيراني، وأن تعرف الأطياف المختلفة في الشارع الحقائق، لذا يقتلون أي تحركات ممكنة قبل بدئها".

اقرأ المزيد

المزيد من سياسة