Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حمدوك يربط حكومته الجديدة بالسند الشعبي والشرطة تتصدى للمحتجين

مسيرة جديدة من "مليونيات ديسمبر" والقصر الجمهوري وجهتها المعتادة

أطلقت الشرطة السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع، الاثنين 13 ديسمبر (كانون الأول)، لتفريق مئات المحتجين في الخرطوم بالقرب من القصر الرئاسي خرجوا يطالبون بحكم مدني، حسب ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

ويتظاهر السودانيون في وسط العاصمة وأحيائها للتنديد بالاتفاق السياسي الذي وقعه قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان مع رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعدما ما أطاح البرهان بالمدنيين من الحكم الانتقالي للبلاد في أكتوبر (تشرين الأول).

فعند الواحدة ظهراً، وهو التوقيت المتعارف عليه لانطلاق مسيرات الثورة منذ اندلاعها في 19 ديسمبر 2018، امتلأت الشوارع الفرعية والرئيسة في مدن العاصمة الثلاث بالمتظاهرين رافعين الأعلام الوطنية مع ترديد هتافات وشعارات الثورة "الشعب أقوى أقوى والردة مستحيلة، وثوار أحرار ح نكمِّل المشوار، ويسقط يسقط حكم العسكر، وحكم العسكر ما بتشكر، والشعب يريد إسقاط النظام، ويا برهان ثكناتك أولى وما في مليشيا بتحكم دولة". واتجهت المواكب القادمة من أحياء الخرطوم شرق إلى تقاطع باشدار لتتوجه نحو القصر الجمهوري (الرئاسي)، بينما سيكون شارع "الأربعين" في أم درمان الموقع الرئيس لفعاليات مواكب الخرطوم بحري وأم درمان الكبرى. في حين فرضت القوات الأمنية طوقاً أمنياً على الطرق المؤدية لمحيط القصر الجمهوري في منطقة وسط الخرطوم.

وأفاد شهود عيان بأن مئات المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع في ولايتي القضارف وكسلا شرق البلاد.

سند سياسي وشعبي

أما سياسياً، فقد ربط حمدوك تشكيل حكومته الجديدة من الكفاءات الوطنية (التكنوقراط) التي اتفق عليها مع البرهان، بإيجاد سند سياسي وشعبي كي لا تكون معزولة عن الشارع السوداني. وهو ما يسعى إليه فريق من القوى السياسية بالوصول إلى ميثاق سياسي جديد يعيد الشراكة مجدداً بين المكونين المدني والعسكري بموجب الوثيقة الدستورية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب عضو "لجان مقاومة شرق النيل"، سامي عبد الرازق، فإن "مليونيات ديسمبر تحمل شعاراً واحداً هو لا شراكة لا تفاوض ولا شرعية مع العسكر". ويقول "لقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن لا عهد مع العسكر، وأن الحكم العسكري الذي امتد لـ 52 عاماً منذ استقلال السودان في 1956 كان وبالاً على البلاد اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، لذلك لا مجال للشراكة مع المكون العسكري مهما كلف الأمر من ثمن، فشباب الثورة مستعدون للتضحية بدمائهم من أجل استعادة دولة القانون والحريات كي يعيش الإنسان السوداني عزيزاً مكرماً في بلاده".

وأضاف عبد الرازق، "مهما حاول العسكريون جرنا نحو العنف فلن نحيد عن سلمية الثورة التي هي شعارنا الذي ظللنا نتمسك به منذ انطلاق هذه الثورة، إذ استخدمت الأجهزة الأمنية آنذاك كل وسائل العنف بإطلاق الرصاص الحي والقنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، فضلاً عن الضرب والتعذيب في المعتقلات، لكن بالإرادة والعزيمة تمكنا من إطاحة نظام البشير الذي تمكن بجبروته من حكم السودان لمدة ثلاثة عقود، والآن نعتقد أن المشوار ليس سهلاً للوصول إلى نهاية النفق، فالتحديات كبيرة وندرك أن سقف مطالبنا عال، إلا أننا عازمون على تحقيق هدفنا باقتلاع العسكر من السلطة".

برنامج تصعيدي

وتتابع هذه المسيرات برنامج التصعيد الذي أعدته تنسيقيات "لجان المقاومة" و"تجمع المهنيين السودانيين" اللذين يقودان هذا الحراك لشهر ديسمبر الحالي، ضد إجراءات البرهان التي أعلنها في 25 أكتوبر، وما تلاها من الاتفاق الذي أبرمه الأخير مع حمدوك، والذي عاد بموجبه إلى منصبه رئيساً للوزراء بشرط تشكيل حكومة جديدة من الكفاءات.

وتضمن البرنامج التصعيدي لشهر ديسمبر تنظيم خمس مسيرات بدأت أولها في السادس من ديسمبر، والثانية الاثنين 13 من ديسمبر، والبقية أيام 19 و25 و30 من ديسمبر الحالي، للتنديد بالانقلاب العسكري والمطالبة بإزالة المكون العسكري من الحكم وتسليم السلطة كاملة للمدنيين، فضلاً عن المطالبة بالقصاص لقتلى الثورة، إذ سقط حتى الآن منذ تفجر الأوضاع بعد قرارات البرهان الأخيرة 44 قتيلاً بحسب اللجنة المركزية لنقابة أطباء السودان.

إعلان سياسي 

وتنخرط هذه الأيام بعض القوى السياسية في مناقشة مسودة مبدئية للإعلان السياسي الجديد الذي ينص على الشراكة بين المكونين المدني والعسكري وشركاء السلام، الذي اعتبر الوثيقة الدستورية الموقعة في 17 أغسطس (آب) 2019 المرجعية الأساسية له.

ويهدف هذا الإعلان، الذي يتضمن 12 بنداً، إلى دعم الحكومة الانتقالية التي من المنتظر أن يشكلها حمدوك من الكفاءات الوطنية المستقلة للاضطلاع بالمهمات المتبقية من عمر الفترة الانتقالية المقرر انتهاؤها في يوليو (تموز) 2023. وهي تنفيذ اتفاق جوبا للسلام ومعالجة الاختلالات المصاحبة للمسارات والعمل على استكماله بالوصول إلى اتفاق مع بقية قوى الكفاح المسلح ممن لم توقع مع السلطة الانتقالية على اتفاق سلام بعد، والعمل على مخاطبة جذور المشكلة السودانية التي أدت إلى الحروب الأهلية ومعالجة آثارها بما في ذلك إعادة النازحين واللاجئين طوعاً إلى مواطنهم الأصلية ضماناً لمشاركتهم في المؤتمر الدستوري والعملية الانتخابية، فضلاً عن تعويض المتضررين بشكل عادل وناجز، والقيام بترتيبات أمنية نهائية من شأنها ترسيخ سلام عادل وشامل. 

انقلاب و"خيانة"

ونفذ البرهان انقلاباً عسكرياً في 25 أكتوبر وحل مؤسسات السلطة الانتقالية وأطاح بشركائه المدنيين الذين كان يتقاسم معهم السلطة بموجب اتفاق أبرم عام 2019 عقب إطاحة عمر البشير.

وتزامناً مع قرارات البرهان، اعتقل حمدوك وكثير من أعضاء حكومته والسياسيون، إلا أن حمدوك عاد إلى السلطة بموجب اتفاق سياسي أُبرم في الحادي والعشرين من نوفمبر لم يرضِ الجميع ووصفه البعض بأنه "خيانة".

وبعد الاتفاق تم الإفراج عن بعض الوزراء والسياسيين الموقوفين وتحديد موعد الانتخابات في 2023، وبدا أن البرهان استجاب لمطالب المجتمع الدولي مع احتفاظه بالهيمنة في الوقت ذاته على سلطات المرحلة الانتقالية. ما دفع فئات واسعة من السودانيين إلى الاحتجاج في شوارع العاصمة وبعض الولايات بشكل مستمر للمطالبة بالحكم المدني.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات