Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نبراسكا المعروفة بمواشيها تنضم إلى قطاع اللحوم النباتية

يعمد مزارعوها اليوم إلى زراعة البازلاء لإنتاج بدائل من اللحم

الهامبرغر واللحم المفروم الذي تصنعه شركة "بيوند برغر" تباع في "سان فرانسيسكو" (غيتي)

إذا كنتم تودون تصميم النظام البيئي المثالي لتربية المواشي، فلا شك أنه سيكون شبيهاً بولاية نبراسكا الأميركية، حيث يمتد أربعون ألف ميل مربع من المراعي والمروج الخضراء في أرجاء الولاية. وتشكل تلك المراعي الغناء الشاسعة مكاناً مثالياً لرعي المواشي والقطعان، وتسهم عبر ذلك في تجدد الأرض وتحفيز النمو الجديد. وتتغذى الأراضي بالمياه الجوفية وآلاف الأميال من الأنهار والجداول، ما يتيح لها وفرة في إنتاج الذرة التي تقتات منها أيضاً تلك القطعان.

لتلك الأسباب وأكثر، أصبحت نبراسكا تعرف باسم "ولاية اللحوم" Beef State. وسترى ذلك الأمر بوضوح أينما تجولت في أنحاء الولاية، بدءاً من لوحات التراخيص المتخذة شكل تماثيل أبقار وجداريات، ووصولاً إلى اللحوم الخاصة التي تعدها سلسلة متاجر "أوماها" Omaha الشهيرة، بالتالي لا تشكل اللحوم أكبر صناعة في الولاية وحسب، بل تصب أيضاً في صلب هويتها.

بيد أن النظام البيئي نفسه الذي منح نبراسكا وفرة اللحوم، يوفر اليوم أرضاً خصبة لصناعة أخرى قد لا تكون تهديداً صريحاً، لكنها بالتأكيد منافس حقيقي. فهنا، في ولاية اللحوم تحديداً، بدأت تنتشر صناعة اللحوم المفبركة، أو ما يعرف باسم اللحوم النباتية.

وفي ذلك الإطار، حصلت البدائل النباتية للحوم على موطئ قدم في الولاية تجسد في حبوب البازلاء البسيطة التي تعتبر المكون الرئيس في اللحوم البديلة، بسبب غناها بالبروتينات.

وأصبحت المعركة بين اللحوم المفبركة والحقيقية أمراً شبيهاً بالمعركة الثقافية في أنحاء البلاد. هل تصبح نبراسكا جبهة حرب جديدة؟

التقينا إريك ثالكين، وهو واحد من عدد كبير من المزارعين في نبراسكا ممن تحولوا إلى زراعة المحاصيل. نشأ إريك في عائلة مزارعة في منطقة تشتهر بالمواشي في الجزء البري والفارغ من غرب الولاية. انتقل إلى فيلادلفيا، وعاد مجدداً ليتملك مزرعة للمحاصيل العضوية [لا تستعمل الأسمدة الصناعية في تغذيتها]، قرب مدينة لينكولن، تبلغ مساحتها 2000 فدان، وتزرع محاصيل من بينها البازلاء. ويبيع إريك محصوله إلى مؤسسة "بوريس" Puris التي تنتج بروتين البازلاء، وهي المقاول الفرعي لمؤسسة "بيوند ميت" Beyond Meat الرائدة في سوق الأطعمة النباتية. وفي حين تتصدر ولايتا مونتانا وداكوتا الشمالية إنتاج البازلاء في البلاد، توضح "بوريس" أنها زادت من إنتاجها في نبراسكا بـ81 في المئة منذ 2019 وتتوقع مزيداً من النمو في الولاية.

لم يكن الدافع العقائدي الأيديولوجي ما قاد ثالكين إلى الشروع في زراعة البازلاء، بل حدث ذلك بأثر دافع عملي بحت.

وفي حديث إلى "اندبندنت" من مكتبه في المزرعة، يشير ثالكين إلى "أنها من المحاصيل الفريدة بالمقارنة مع المحاصيل الأخرى لأنها تترك في نهاية المطاف في التربة طاقة أكثر مما تكون عليه عند البدء".

ويضاف إلى ذلك أنها من الأنواع التي تتلاءم مع دورة المحاصيل لديه، فيكون بوسعه الاستفادة إلى أقصى الحدود من أرضه على مدار العام. وإذ يقطف البازلاء في شهر يوليو (تموز)، يتبقى لديه متسع من الوقت كي يزرع علف الماشية قبل حلول فصل الشتاء. ثم يرسل البازلاء إلى شركات صناعة اللحوم المفبركة، ثم يجلب المواشي كي ترعى بقايا النباتات. يا لسخرية القدر!

ويضيف، "غالباً ما نطلق مزحة بأننا سنستولي على هذين السوقين معاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يشار إلى أن معظم محاصيل البازلاء في نبراسكا تتحول إلى طعام للحيوانات الأليفة، بيد أن سوق اللحوم البديلة أصبحت كبيرة وتتوسع، ومن المتوقع أن تشهد نمواً على مستوى البلاد من 12,1 مليار دولار (9,1 مليار جنيه استرليني) في سنة 2019 إلى ما يقارب 27,9 مليار دولار (36,8 مليار جنيه استرليني) بحلول 2025، فيما تشكل البازلاء الجزء الأسرع نمواً في ذلك السوق.

وفي ذلك الصدد، يشتغل رائداً صناعة اللحوم المفبركة "بيوند ميت" و"إمبوسيبل فودز" Impossible Foods في إنتاج أشباه للحمة المفرومة ولحم البرغر مصنوعة من البازلاء والصويا، فضلاً عن مجموعة منتجات تحاكي اللحوم، وقد صممت لتطبخ وتبدو كأنها لحوم حقيقية. يمكنكم إيجاد منتجات "بيوند ميت" في أطباق الفطور لدى مقاهي "ستاربكس" ومنتجات "إمبوسيبل ووبرز" Impossible Whoppers في مطاعم "برغر كينغ" في أنحاء الولايات المتحدة. وقد شهدت اللحوم المفبركة والبروتينات البديلة طفرة في التمويل خلال العام الماضي، مع تخصيص أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين ما يوازي 3,1 مليار دولار لها في 2020 بالمقارنة مع مليار دولار في 2020، بحسب مجموعة الضغط وأبحاث البروتين "غود فود إنستيتيوت" Good Food Institute.

وعلى الرغم من أن بعض المزارعين استحوذوا على حصة من السوق الناشىء، بيد أن ازدهار سوق اللحوم المفبركة البديلة أثار الدهشة هنا في نبراسكا حيث تسهم اللحوم بنحو 12 مليار دولار في اقتصاد الولاية. ومن باب الحرص على حماية المنتجات من تقليد البدائل النباتية، وربما استخلاص الدروس من الارتفاع الصاروخي لبدائل الحليب المصنوعة من اللوز والشوفان على حساب الألبان والأجبان، عمد مشرعو القوانين في نبراسكا إلى كبح ذلك المد الجارف من خلال تشريعات الولاية، إضافة إلى الكونغرس. وفي ذلك السياق، ساقت السيناتورة ديب فيشر، وهي عضوة في اللجنة الزراعية في مجلس الشيوخ ومالكة مزرعة في غربي نبراسكا، اتهامات ضد شركات على غرار "بيوند ميت"، بسبب "محاولتها تحقيق الأرباح الطائلة على حساب اللحوم الآمنة والمغذية للغاية". ويهدف مشروع قانون قدمته أمام الكونغرس إلى وضع تعريف قانوني عن "لحوم البقر"، أو اللحوم عموماً، على أنها لحوم مشتقة من المواشي وإدخال عقوبات على المنتجات النباتية التي تحمل ملصقات مضللة.

ووصفت جمعية الأغذية النباتية "Plant-Based Foods Association" تلك الخطوة بأنها "انتزاع غير مسبوق للسلطة"، وأعلوا الصوت ضد "التهديدات السياسية التي تحمل طابع المصالح الخاصة".

وفي ذلك الصدد، لم تقتصر المعركة على ولاية نبراسكا، إذ تأهبت صناعة اللحوم على المستوى الوطني، وجيشت مجموعات الضغط التابعة لها كي تخوض المعركة ضد بدائل اللحوم، واضعةً الفوائد الغذائية للمنافس النباتي على طاولة البحث. وفي سنة 2019، تولى "مركز حرية المستهلك" Center for Consumer Freedom، وهي شركة علاقات عامة مدعومة من منتجي اللحوم، قيادة حملة إعلانية للتشكيك في المكونات المستخدمة في لحوم البرغر المقلدة. وتساءل أحد الإعلانات المطروحة، "ما الذي تخبئه اللحوم النباتية التي تتناولها؟".

بشكل عام، ردت نبراسكا بحزم على كل التحديات التي تواجه سطوة اللحوم. وحينما طلب حاكم ولاية كولورادو المجاورة من السكان تجنب تناول اللحوم يوم واحد أسبوعياً، وصف حاكم نبراسكا بيت ريكتس الأمر"بأنه هجوم مباشر على أسلوب حياتنا".

وحالياً، تتسع الهوة بين السوقين، إذ بلغت المبيعات الإجمالية للحوم 1,7 تريليون دولار في عام 2019، فيما سجلت مبيعات بديل اللحوم 2,2 مليون دولار. وفي المقابل، تطرق جانبا النقاش كلاهما إلى التهديد الذي يشكله كل طرف.

وفي سياق متصل، أعلن باتريك براون، الرئيس التنفيذي لشركة "إمبوسيبل فودز" بأن هدف شركته يتمثل في "استبدال المنتجات الحيوانية بالكامل في عالم الأطعمة خلال السنوات الخمسة عشر المقبلة"، مضيفاً أن ذلك التحول، هو"أمر لا مفر منه".

واستطراداً، يسير ذلك التحول مدفوعاً بشكل أساسي من المخاوف المرتبطة بمساهمة صناعة اللحوم في التغير المناخي العالمي. وجذبت البدائل النباتية أموالاً استثمارية طائلة من المليارديرين بيل غيتس وريتشارد برانسون اللذين اعتبراها طريقة في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وفي ذلك الصدد، تتجشأ كل بقرة نحو 220 رطلاً سنوياً من غاز الميثان الذي يعد 80 مرة أكثر فاعلية وقوة من ثاني أكسيد الكربون في رفع درجة حرارة الجو خلال السنوات العشرين الأولى التي تلا وصوله إلى الغطاء الجوي. وبحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، تعتبر تربية المواشي مسؤولة عن 14,5 في المئة من انبعاثات غازات الدفيئة عالمياً، فيما يعد إنتاج اللحوم الحمراء السبب في 41 في المئة من تلك الانبعاثات. ولا يتعلق الأمر بالغازات التي تصدرها المواشي، وحسب، بل يشمل المراعي التي تستحوذ عليها [المواشي] أيضاً، إذ يسهم تراجع حجم الغابات عالمياً لمصلحة رعي المواشي، في زيادة انبعاثات الغازات عالمياً بشكل كبير.

وفي ذلك السياق أيضاً، وجد تقرير مهم صادر عن الأمم المتحدة في 2019 بشأن تأثيرات التغير المناخي، بأن الحد من استهلاك اللحوم، خصوصاً في الغرب، بوسعه أن يسهم بشكل ملحوظ في تقليص آثار التغير المناخي.

وفي المقابل، يبدو المشهد في الولايات المتحدة أقل حدة. فبحسب ما أوردت وكالة حماية البيئة Environmental Protection Agency، تسهم الانبعاثات المباشرة من قطعان الأبقار في البلاد بنحو 2,1 في المئة من انبعاثات غازات الدفيئة في أميركا. وتضاف إلى إجمالي الانبعاثات، ما ينفث من أعلاف المواشي والأسمدة، وكذلك خلال عمليات نقل المواشي، فترتفع مساهمة إنتاج الأبقار في الانبعاثات إلى 3,7 في المئة. ولكن النقاش الدائر حول مستقبل اللحوم واستدامتها يبدو مختلفاً بالنسبة إلى المزارعين الذين ينتجونها هنا في نبراسكا التي تترابط تقاليدها وثقافتها مع إنتاج اللحوم بشكل وثيق.

في ذلك الإطار، تتحدر هانا بورغ من عائلة عملت في تربية المواشي على مر ستة أجيال، إذ ربى والدها وأعمامها وجداها وأجدادهم الأبقار والمواشي في بضعة الأميال المربعة نفسها هنا في منطقة "آلين" شمال نبراسكا على تخوم الحدود مع ولاية داكوتا الجنوبية. تمتلئ مدافن البلدة برُفات أسلافها الذين انتقلوا إلى هنا من السويد منذ أكثر من 130 عاماً وعملوا في الزراعة وتربية المواشي في الأراضي نفسها. ويدل ذلك كله على أن عائلتها تأخذ مسوؤلية الحفاظ على الأرض على محمل الجد. من وجهة نظر بورغ، لطالما تجاهل الحديث حول الاستدامة وتغير المناخ في تربية الماشية، وجود مزارع كمزرعة عائلتها التي أحرزت تقدماً هائلاً في الفاعلية وتسير أعمالها بأدنى حد من النفايات.

وبحسب هانا، "نحن اليوم أكثر استدامة مما كنا عليه في السابق. ما من نفايات تصدر عن تسيير أعمالنا، فنحن نستخدم كل جزء من المنتج، وذلك ما يفيد المستوى التالي من الدورة. إنها دورة عمل مغلقة".

وتعد مزرعة بورغ مثالاً نموذجياً من أعمال عدة تديرها عائلات في أنحاء الولاية. ويقع منزل عائلة بورغ على مرمى حجر من المراعي. وأبعد من ذلك، تمتد حظيرة للدجاج وأخرى مليئة بالأعلاف وحقول من الذرة. المشهد خلاب للغاية لدرجة أن شركة "فورد" قصدت المكان لتصوير إعلان تجاري وأدت هانا دور البطولة فيه.

وتقف هانا أمام عشرات الثيران الصغيرة التي تسير نحوها بفضول وتشرح لنا الحلقة الضيقة التي تعمل من خلالها مزرعتها... "بوسعك رؤية المحاصيل تنمو هنا، وتراها مجموعة في رزم هناك، ومن ثم في حصص منفصلة كي يأكلها القطيع. وبعدها ترى الروث (السماد الطبيعي) وخرطوم نشر السماد الذي يوزعه في أرجاء الحقل. لا أفهم كيف لشخص أن يقف هنا في مزرعتنا من دون أن يرى كم هي مستدامة فعلاً".

باختصار، كل ما يحتاجون إليه لإنتاج القطيع ينمو وينتج ضمن بضعة الأميال المربعة تلك. ما من انبعاثات ناتجة عن نقل الغذاء من مكان بعيد، وكذلك تستخدم جميع المحاصيل التي يزرعونها بشكل كامل. وتشير هانا إلى مستوعب نفايات ضخم بالقرب من المنزل، وتوضح، "نستخدمه للنفايات المنزلية وحسب. لسنا بحاجة إلى شيء مماثل للمزرعة. لقد استخدمنا تلك الممارسات المستدامة على مر سنوات طويلة، لكن الناس لا يدركون ذلك".

وكذلك ينتج مربو المواشي فعلياً مزيداً من اللحوم انطلاقاً من عدد أقل من رؤوس الماشية، بالمقارنة مع أزمنة سابقة. فمنذ خمسين عاماً، وجد نحو 140 مليون رأس ماشية لسد الحاجة في الولايات المتحدة، أما اليوم فقد تراجع ذلك العدد إلى 90 مليون رأس ماشية، بينما ينتج المربون كميات أكبر من اللحوم.

وفي ذلك الإطار، تعتقد بورغ أن الرابط مفقود بين نظرة الناس إلى قطاع صناعة المواشي ككل، وبين مزارع على غرار مزرعة عائلتها.

وتتابع، "نحن الممسكين بزمام الأرض والماشية. ولذلك يكون الأمر صعباً في بعض الأحيان حينما يأتي عدم التواصل من أشخاص يمرون على هامش المسألة، ويصدرون القرارات غير المبنية على الوقائع".

لا شك أن صناعة الماشية العالمية تعمل بطريقة مختلفة تماماً عن مزرعة آل بورغ. فمن المتوقع أن يشهد الطلب على لحم الأبقار ارتفاعاً صاروخياً في آسيا خلال السنوات الثلاثين المقبلة، فيما سيسهم النمو السكاني العالمي في زيادة الطلب على اللحوم عبر أرجاء العالم. واعتبر الخبراء البيئيون أن النمو السريع سيزيد أيضاً من آثار الكربون الصادرة من قطاع المواشي بشكل دراماتيكي.

ولكن هنا في نبراسكا، قد لا تكون المعركة بين اللحم المفبرك واللحم الحقيقي معركة بكل ما للكلمة من معنى. وفي ذلك الصدد، تقول سارة بلايس، وهي عالمة حيوانات عملت في استدامة المواشي على مدى 12 عاماً، أنه باستطاعة الصناعتين التعايش جنباً إلى جنب.

وتشير بلايس إلى أن "التوتر بين إنتاج اللحوم والبازلاء أو بشكل أوسع بين تربية المواشي وزراعة النباتات، أمر مبالغ فيه". وتضيف، "المحاصيل والحيوانات هما أمران متداخلان في عدد من الطرق، ولا ينبغي علينا التفكير فيهما بوصفها صناعتين منفصلتين. ومثلاً، يستخدم عدد من البروتينات البديلة أجزاءً من النباتات، وليس النباتات بأكملها. ونتيجةً لذلك، يكون هنالك بقايا غالباً ما يمكن استخدامها علفاً للمواشي".

كذلك، تعتقد بلايس أن نبراسكا اليوم في موقع متقدم، ويمكنها الاستفادة من الصناعتين معاً. وتتابع، "إنها ولاية تسلط الضوء بالفعل على فوائد الماشية، إذ تستطيع الاستفادة من النباتات التي لا يمكن للإنسان تناولها عبر تحويلها إلى تغذية عالية الجودة، فضلاً عن استخدام المراعي التي لا يمكن زراعتها. ويظهر مثل على ذلك في منطقة "ساندهيل"، غرب نبراسكا، التي لا يمكن زراعتها بالمحاصيل بشكل مستدام، لكنها تشكل منطقة مثالية لرعي الماشية والقطعان الأخرى. لا شك أن الأميركيين سيستمرون في كونهم من آكلي اللحوم والنباتات معاً، وتتمتع الأطعمة الحيوانية المصدر كاللحوم بفوائد غذائية ضخمة. وأرى أن المستقبل سيتضمن مصادر عدة من البروتينات، تماماً كما هي الحال اليوم".

وتضيف بلايس أن التحدي المستمر متعلق "بخفض تأثير جميع الإنتاجات الزراعية، سواء أكانت حيوانية أم نباتية، والحصول على سبل عيش ريفية قوية ومتينة".

واستطراداً، سينام مربو المواشي في نبراسكا وقد اطمأن بالهم فعلياً لمعرفتهم أن الطلب على اللحوم لن يختفي بين ليلة وضحاها، وشهرة الولاية كولاية اللحوم تعني أنها في موقع مميز في مواجهة أي تحولات على المدى القصير.

وفي جميع الأحوال، يقول ثالكين، مزارع البازلاء الذي تحيط به مزارع تربية المواشي، إن المزارعين لن يبدأوا بالتعارك والتضارب في الحقول. ووفق كلماته، "أنا لا أشارك في معركة الطعام تلك. يجري أمر غريب بين بعض المستهلكين وشريحة من المزارعين، والأمر برمته ليس سوى خلاف على الطعام". ويتابع أن الخيار متاح وجيد للجميع، سواء للمزارعين والمستهلكين معاً... "بوسعك الذهاب إلى متاجر "وولمارت" وشراء ناغيتس الدجاج من ماركة "إمبوسيبل"، أو بوسعك الحصول على شريحة لحم بثمن زهيد. ثمة خيارات متعددة ومذهلة بالفعل. وإذا شكل ذلك الاتجاه الذي يود الناس سلوكه، فنحن نزرع من أجل ذلك".

وفي غضون ذلك، يبعث ثالكين رسالة سلام إلى المتنازعين، "ألا يمكننا التعايش معاً وحسب؟".

© The Independent

المزيد من بيئة