Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شباب ليبيون في بنغازي يقاومون الحرب بالموسيقى

نالت أغانيهم استحسان الجمهور ربما لبعدها عن السياسة التي دخلت في كل شيء

في استوديو صغير في مدينة بنغازي لإنتاج وتسجيل الأغاني يعمل شباب ليبيون من المدينة على إيصال أصواتهم، حول ما يدور في بلادهم من أحداث في قالب جميل يعتمد على اللحن الموسيقي والكلمة الشعرية. وهم يعبرون من خلال أغانيهم عن توقهم إلى السلام في بلدهم، الذي نسيه منذ سبع سنوات. فشكلوا فرقة اختاروا لها اسم فرقة "الأمل"، وحاولوا أن تكون رسالتها نابعة من اسمها، فأنتجوا أغاني عدة تدعو إلى السلام والأمل مثل أغنية "الربيع" و"الأمل" و"يا مطر" و"أطفال تاورغاء"، التي نالت استحسان الجمهور الليبي، ربما لبعدها عن السياسة التي دخلت وتداخلت مع كل شيء في ليبيا، حتى الفنون الجميلة.

البداية فكرة

منذ أكثر من 15 سنة، تجمع هؤلاء الشباب الذين يجمعهم الشغف الموسيقي وبدأوا في تلحين أغان كانت في البداية تتركز على الجانب العاطفي، قبل أن يضرب زلزال الثورة بلادهم وينفرط السلاح في كل يد. فتأثروا كغيرهم بما اندلع من صراعات ومعارك وأزكمت أنوفهم رائحة الدم، فعملوا على إنتاج أغان تنبذ الحرب وتدعو إلى السلام. وعن كيفية اختيار مواضيع الأغاني التي يؤدونها، يقول الملحن والموزع وقائد الفرقة وليد بن صريتي، إن "المواضيع تأتي بلا ترتيب مسبق وقد يحركها موقف إنساني مؤلم مما تفرزه الحرب كل يوم. على سبيل المثال، عندما شاهدت طفلة من مدينة تاورغاء، التي هجر أهلها قسراً منذ سنوات من بيوتهم بسبب الحرب، تبكي شوقاً على ديارها وجيرانها قررت البدء في عمل فني يجسد مأساة تاورغاء واخترت أغنية: صرخة من طفلة بريئة... دوت في وسط الخيام، من كلمات والدي الشاعر يوسف بن صريتي التي صورت في ما بعد ونالت استحسان الجمهور". ويقول بن صريتي إن رسالتهم هي نشر مفهوم السلام في مجتمع أنهكته الحروب من خلال الموسيقى والأغاني، مثل أغنية "يا مطر"، التي تقول كلماتها "بالحب نبني وطن… بالسلام يا إنسان... الحب جسر الأمان وسط الخوف والأحزان".

حرب من نوع آخر

يعتبر المغني والملحن محسن التواتي أن "عملية الإبداع الفني والموسيقي ليست شيئاً سهلاً في زمن الحرب وليست ترفاً كما في السلم، بل إنها رسالة. فالذي نعيشه من تناحر وتقاتل وأعمال إرهابية وانتشار الأفكار المتطرفة يجعل من رسالة الفنان هي مواجهة كل ما سبق. إنه يحارب بسلاحه الخاص. إنها حرب من نوع آخر". ويضيف التواتي أن "الكلمة في زمن الحرب خطيرة تماماً مثلها مثل الرصاصة. لذلك، نختارها حالياً بعناية ونحاول ألا نختار إلا ما يخدم قضية الوطن بلم الشمل ونشر ثقافة المحبة والسلام. فقد نسهم في إيقاف الحروب ولم الشمل بين الليبيين". أما شاعر الفرقة هشام بن صريتي، فيقول إنهم من خلال أغانيهم يحاولون "تعزيز الأمل في القلوب، ويحاولون محو ما تخلفه من جروح اجتماعية ومعالجتها بالفن والبهجة والفرح". يضيف "نرفع فننا سلاحاً سلمياً في وجه الحرب القبيح".

دور الفن

ويقول بن صريتي إنه يركز في كتابة أغانيه على رسالتين أساسيتين، هما السلام والأمل تلميحاً وتصريحاً. فرمزية كلمات أغنية "يا مطر" هي في التوق إلى الأمل ولحظة الفرح والخلاص. وعن دور الفن في زمن الحرب، يقول بن صريتي، إن "للفن دوراً كبيراً في زرع الأمل ورسم الابتسامة ورفع الروح المعنوية للناس، والأهم انتشال هويتنا الإنسانية من هول الجرائم وبشاعة القتل والدمار". تسعى الفرقة إلى تجميل الواقع بألحان جميلة تدق القلوب لتنشر الأمل وتوجه دعوات إلى الحب والسلام. وسيصدر لها قريباً ألبوماً بعنوان "الأمل".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات