Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أزمة الوجود" وأثر النفايات و"اللامتوقع" الفلسفي في الرياض

تشهد العاصمة السعودية انعقاد مؤتمر الفلسفة العالمي لأول مرة

العالم يشهد أزمة معقدة مع البلاستيك والتخلص من نفاياته (غيتي)

زاد العالم في السنوات الأخيرة من يقظته، بشأن العلاقة بين تدهور البيئة، وانتهاكات الإنسان لها التي لا جدال فيها، فقد تسبب من خلال أسلوب حياته واستهلاكه الكبير للموارد باضطرابات في مناخ كوكب الأرض، وذلك ترجم في درجات الحرارة ونسبة الجفاف الآخذة في الارتفاع، ما عرض كثيراً من الغابات في مناطق مختلفة من العالم للاحتراق، وأسهم في تغيير أنماط ومعدلات هطول الأمطار، وبات العالم ينام ويصحو على وقع أزمات وكوارث لا تنتهي ضاعفت من المعاناة البشرية، فأطلقت الدول والمنظمات المهتمة بهذا الشأن صيحات الإنذار العالمي للدول وللأفراد للاتحاد والعمل لحماية الكوكب من أجل أنفسنا والأجيال المقبلة.

لكن هناك من يشكك في ارتباط العلاقات بين الأجيال وكيف لأسلوب حياتنا أن يؤثر على الأشخاص في المستقبل البعيد، وكيف ستؤثر على كوكب الأرض في المستقبل.

مؤتمر الفلسفة الأول

 لم تغب الفلسفة البيئية عن مؤتمر الفلسفة العالمي المقام للمرة الأولى في السعودية في 8 حتى 10 ديسمبر (كانون الأول)، الذي حمل شعار "اللامتوقع" من تنظيم هيئة الأدب والنشر والترجمة في العاصمة الرياض، وهي التي تستهدف بإطلاقها مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، مواجهة تغير المناخ وتقليل انبعاثات الكربون والحفاظ على التوازن البيئي، التي تهدف للوصول إلى صافي صفر انبعاثات كربونية بحلول 2060.

 

ففي أنطولوجيا النفايات، اعتبر نيكولاس دي وارن، الأستاذ المساعد في الفلسفة في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية، "أن النفايات تعد مشكلة وجودية حقيقية، وذلك لبقاء آثارها الضارة على الإنسان لمئات السنين، الأمر الذي يجعل من آثار وجودنا الحالي آثاراً مدمرة في المستقبل. ولم يعط نيكولاس منظومة فلسفية شاملة وجامعة لها، بل اكتفى بطرح تساؤلات وخواطر تساعد على التفكر في هذه المسألة، أولى هذه التساؤلات المنبثقة من تأملاته في مشكلة البيئة ومسؤوليتنا اتجاهها، طرح تساؤلًا حول نوع المسؤوليات الخاصة بنا كبشر في إنتاج النفايات؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب بيانات البنك الدولي، ينتج العالم 2.01 مليار طن من النفايات الصلبة سنوياً، ويبلغ متوسط النفايات المتولدة للفرد يومياً 0.74 كيلوغرام، ولكنها تتراوح على نطاق واسع، من 0.11 إلى 4.54 كيلوغرام. وعند التطلع إلى المستقبل يتوقع البنك الدولي أن تنمو النفايات العالمية إلى 3.40 مليار طن بحلول عام 2050، أي أكثر من ضعف النمو السكاني خلال الفترة نفسها بشكل عام.

النفايات وتغير المناخ

ولأن التخلص من النفايات له آثار بيئية هائلة، باعتبار أنها تؤثر على الهواء والتربة والماء وصحة الحياة البرية، ما يؤثر على صحة الكائنات الحية، فقد خص الأستاذ المساعد في الفلسفة في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية حديثه عن أثر النفايات النووية المدمرة على البيئة، التي تستخدم في مجالات متنوعة مثل إنتاج الطاقة الكهربائية وفي مفاعلات الطاقة غير الثابتة في قطاعات المنتجات الاستهلاكية. ويتزايد الإقبال عليها في العالم لتوفير الطاقة في إدارة عجلات الصناعة، ما زاد من كمية النفايات وزاد بالتالي مشكلات التخلص منها، فهي تنتج مكبات الميثان، وهي ثالث أكبر مصدر للميثان الناتج عن الإنسان، الذي يعد عاملاً مسرعاً في تغير المناخ.

ويتم التخلص من النفايات النووية من طريق الطمر، وقد ذكر تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2007، أن "التخلص من النفايات النووية عبر الدفن العميق لا يستطيع منع المخلفات الإشعاعية من الوصول إلى التربة ومصادر المياه وتهديد الكائنات الحية على الأرض".

مسؤولية الإنسان

وعن مسؤولية الإنسان تجاه الأجيال المقبلة، فمن الناحية الفلسفية حقوقهم هي حقوق الإنسان في البقاء، ويقصد بالأجيال المقبلة، هي التي قد تعاني من الآثار البيئية ليس بعد 200 سنة، بل أولئك الذين سيأتون بعد 1000 أو 10 آلاف سنة من الآن، وهم المهددون بخطر الوجود. ولذلك يشير نيكولاس دي وارن في محاضرته التي كانت بعنوان "الإنسان المدمر"، إلى أن الالتزام بين الأجيال يعد فرعاً من فروع الأخلاق التي تأخذ في الاعتبار ما إذا كان للإنسانية الحالية التزام أخلاقي، وذلك بهدف تحقيق الاستدامة البيئية، وتعرف بالأخلاق البيئية التي هي حقل من حقول الفلسفة وتتعامل مع وجهات النظر الأخلاقية بين الإنسان والبيئة، وتهتم بالطرق التي يؤثر بها البشر على بيئتهم الطبيعية. وتسعى هذه الفلسفة لمساعدة الإنسان على أن يكون أكثر وعياً بإسهامه في تدهور الأرض ببطء، فالنظر للكوارث البيئية التي تحدث في العالم وتؤثر فيه تدعو الجميع للتعامل مع البيئة كواجب أخلاقي من أجل حمايتها للأجيال المقبلة.

المزيد من تقارير