Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخلفات الحروب تحرم عراقيين من الحياة والعمل

"8.5 مليون شخص" يعيشون في مناطق زُرعت ألغام ومتفجرات

ألغام ومخلفات حروب جمعتها شركة "جي سي أس" من بلدة حسن جلاد، شمال العراق (أ ف ب)

بسبب الألغام والمتفجرات التي خلفتها الحروب في العراق، لم تنجُ عائلة واحدة في قرية حسن جلاد شمال البلاد من مأساة فقدان أبناء أو أقارب وإعاقة آخرين من سكانها الذين يعتاشون على الزراعة وتربية المواشي.

وتقول إحصائيات الأمم المتحدة إن 100 طفل قُتلوا أو أصيبوا في الأشهر التسعة الأولى من عام 2021 جراء انفجار ألغام ومتفجرات من مخلفات الحروب في العراق.

وتؤكد المنظمات الإنسانية أن هذا الخطر يهدد شخصاً من كل أربعة في هذا البلد الذي يعد من الأكثر تضرراً في العالم جراء هذه المخلفات.

والصراعات المتتالية منذ الحرب العراقية- الإيرانية (1980-1988) وحتى هزيمة تنظيم "داعش" عام 2017، هي سبب وجود هذه المخلفات التي يدفع ثمنها أبناء البلد.

مآسي لكل العائلات

وتسبب انفجار لغم نهاية عام 2017، بعد فترة قصيرة من هزيمة المتطرفين، بمأساة لعائلة عوض قدو في قرية حسن جلاد بمحافظة نينوى إلى الشمال من مدينة الموصل، والتي كانت عاصمة لتنظيم "داعش" لثلاث سنوات.

وقُتل اثنان من أبناء أشقاء قدو كانوا يرعون الماشية جراء الانفجار، الذي أدى أيضاً إلى جرح أحد أبنائه وبتر ساقي شخص آخر، إضافة إلى نفوق أبقار وأغنام.

وقال، "نخاف على الأطفال، نرشدهم على الطريق ونطلب منهم تجنب مناطق وعدم التقاط ما يجدونه على الأرض، كسلك كهرباء أو أي شيء".

وخلال عام، عثر على أكثر من 1500 عبوة متفجرة في المنطقة، بحسب علاء الدين موسى، ضابط متقاعد يعمل مع شركة "جي سي أس" الخاصة لرفع المخلفات الحربية.

وقال، "لكل بيت في المنطقة قصة مؤثرة"، مضيفاً "أطفال كثر قتلوا ومئات الحيوانات نفقت في انفجارات في حقول".

الخطر يفاقم أزمة النزوح

ويواصل فريق مختص بتفكيك الألغام عمله وينقل المتفجرات التي يعثر عليها إلى منطقة خالية محظورة ومطوقة بحزام أحمر. وتصنف المتفجرات بين صواريخ عيار 107 ميليمترات ومقذوفات عيار 23 ميليمتراً وألغام "في أس 500".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعد محافظتا الأنبار غرب العراق ونينوى من أكثر المناطق تضرراً، كما هي الحال في جميع المعاقل السابقة لتنظيم "داعش".

وقال رئيس برنامج العراق في دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، بير لودهامر، لوكالة الصحافة الفرنسية، "نرى الكثير من المتفجرات المزروعة في مناطق حضرية". وأضاف أن "الخطر يزيد من صعوبة عودة الناس إلى منازلهم واستئناف حياتهم الطبيعية"، في بلد يعد ما لا يقل عن 1.2 مليون نازح.

8.5 مليون شخص يعيشون في خطر

وتكشف الألغام والمتفجرات المزروعة عن الصراعات والحروب المتلاحقة، بدءاً بالحرب العراقية- الإيرانية وحربي الخليج وغزو العراق عام 2003، وما تخللها من نزاعات داخلية ومواجهات ضد التنظيمات المتطرفة.

ولا تزال هناك مناطق خطيرة قرب الحدود مع إيران والكويت والسعودية، حيث زرعت ألغام وقذائف متفجرة، وفقاً لتقرير منظمة "هانديكاب" الإنسانية.

ولفت تقرير المنظمة في أكتوبر (تشرين الأول)، إلى أن "العراق يعد من أكثر دول العالم من حيث المتفجرات المزروعة".

وحذر من وجود متفجرات "في أكثر من 3200 كيلومتر من الأراضي، أي ضعف مساحة لندن"، مضيفاً أن "8.5 مليون شخص يعيشون وسط مخلفات الحرب القاتلة هذه".

جلسات التوعية

ويتمثل التحدي الرئيسي في زيادة الوعي لدى أهالي هذه المناطق لتغيير سلوكهم في مواجهة الخطر.

وقال مدير فرق التوعية في محافظة نينوى غيث قصيد علي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه من خلال جلسات توعية للأطفال والكبار "سجلنا قصص نجاح". وأوضح، "بعد الجلسات، يخبروننا إذا شاهدوا مخلفات حرب".

ويؤثر خطر الألغام في الحالة الاقتصادية، لأن "أكثرية سكان هذه القرية مزارعون، لكن أغلب الأراضي مزروعة بمتفجرات خلفتها الحروب".

وتكشف حالة عبدالله فتحي البالغ 21 سنة، الانعكاسات الاقتصادية لتلك المخاطر. ففي عام 2014، عندما كان هذا الشاب يرعى المواشي، تعرض لانفجار لغم أدى إلى بتر ساقيه ويده اليسرى وعدد من أصابع يده اليمنى.

وقال هذا الشاب بحزن، "سابقاً كنت أعمل (لكن) الآن لا أستطيع أن أفعل أي شيء، ولا أن أحمل شيئاً ولا حتى أحجار الإسمنت" للبناء. وأضاف بيأس، "أقضي يومي في البيت ولا أخرج منه".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير