Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الميثان" ينبعث بمعدل أسرِع من أي وقت مضى ويشكل تهديدا جديدا لأهداف اتفاقات باريس المناخية

قد يعود سبب ارتفاع الانبعاثات من المناطق الاستوائية إلى تداعيات تغير المناخ

ثمة ضجيج مرتفع عن غازات حرق الوقود الأحفوري، فماذا عن الميثان الذي يصدر من الزراعة والمواشي والسماد وغيرها؟ (وكالة "أ.ف. ب.")

حذّر علماء من أنّ بلوغ نسب الميثان في الجوّ معدلاتٍ عالية سيعيق التوصّل إلى أهداف اتفاقية باريس المناخية.

فقد وجد الباحثون من "الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي" NOAA أنّ ازدياد كميات غازات الدفيئة المؤثرة تتأتّى من المدارين الاستوائيين.  وإذ أعلنوا انّهم غير متأكدين من مصدر هذه الغازات، فهم رجّحوا أنّ سبب ظهورها يعود إلى التغيّرات الميكروبية في الأراضي الاستوائية الرطبة التي تطلق غاز الميثان. وأعربوا عن اعتقادهم أنّ ارتفاع درجات الحرارة قد يتسببّ بزيادة انبعاث الميثان من هذه الأراضي بشكلٍ أكثر من أيّ وقتٍ مضى.

وقال ايان نيسبت، وهو بروفيسور علوم الأرض في كلية رويال هولواي في جامعة لندن، لصحيفة "فايننشال تايمز" Financial Times "يشكّل الازدياد غير المتوقّع لغاز الميثان تحدياً أساسياً لاتفاقية باريس المناخية ونحن لا ندري لماذا يحدث ذلك. يبدو وكأنّ الاحتباس الحراري يغذّي المزيد من الاحترار، أما كيفية حدوث ذلك فهي بمنزلة الأحجية الرئيسية."

ويُعتبر الميثان ثاني أكبر مسبّب للاحتباس الحراري الذي يصنعه الإنسان، وذلك بعد ثاني أكسيد الكربون. وهو أقوى بثمانٍ وعشرين مرّة وبوسعه احتباس الحرارة في الجوّ لأكثر من مئة عام. كما وجد الباحثون أنّ حجم الميثان المنبعث ازداد بنسبة 50 % بين عامي 2013 و2018 مقارنةً بالأعوام الخمس السابقة.

ومن ناحيته، أوضح البروفيسور غرانت آلان، الفيزيائي في الغلاف الجوي من جامعة مانشستر والذي عمل على مشروع ميزانية الميثان العالمي، لصحيفة "اندبندنت" أنّ هذا الارتفاع سيجعل "بدون أدنى شكّ" من الصعب بلوغ هدف الحدّ من الانبعاثات الذي وضعته اتفاقية باريس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف قائلاً إنه "منذ العام 2006، كانت كثافة الميثان في الجوّ تتزايد بل وتتسارع. إنّ كافة النماذج الجوية التي تحاول أن تشرح من أين تأتي هذه الانبعاثات الإضافية تشير نحو المناطق الاستوائية. لم يكن لدينا قياسات هناك حتى وقت قريب".  وتابع "كنّا نقوم بحملاتٍ في المدارين الاستوائيين وذهبنا على متن طائرة في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط). رأينا بالتأكيد كميات هائلة من الميثان تنبعث من مستنقعات المياه العذبة الراكدة وخصوصاً في زامبيا."

وتفيد الفرضية التي تحاول أن تشرح الظاهرة أنّه مع ارتفاع درجة حرارة المناخ، تزداد كفاءة المجتمعات الميكروبية التي تحوّل المادة العضوية إلى ميثان. وتماماً كما في أجسامنا، تنشط البكتيريا بشكلٍ فعال في درجات الحرارة الأكثر دفئاً، ومع ارتفاع حرارة المناخ من المرجح أن تتزايد هذه الانبعاثات.

ولفت البروفيسور آلان إلى أن  " هذا الأمر يثير القلق فعلاً لأنّه يشكّل ردّ فعلٍ طبيعي ولا يسعنا التحكم فيه. من المحتمل في بادىء الأمر أن تكون ردود الفعل هذه بطيئة لكنها سرعان ما ستصبح شيئاً لا يمكننا أن نسيطر عليه. إنّ نطاق عملنا لتخفيف الآثار مستمرّ". وزاد " إذا توقفنا عن استخدام الغاز الطبيعي غداً، فبإمكاننا عكس ذلك. لكنه يزداد لأنه يمثل المجموع الإجمالي لانبعاثاتنا البشرية وانبعاثاتنا الطبيعية. إذا استمر المناخ في رفع درجات الحرارة، فمن المؤكد أن تتسارع ردود الفعل الطبيعية."

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة