Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رحلت "العملاقة الطيبة"... تشييع جثمان أطول سيدة في مصر بـ"تابوت خاص"

هدى شحاتة حصلت على 3 ألقاب في موسوعة غينيس

حققت هدى مطلع العام الحالي ثلاثة أرقام قياسية بموسوعة غينيس (الموقع الرسمي لموسوعة غينيس)

في "تابوت خاص" شيَّع العشرات من أهالي محافظة الشرقية شمال العاصمة المصرية القاهرة، هدى شحاتة عبد الجواد، الملقبة بـ"العملاقة الطيبة"، نظراً إلى طولها الذي بلغ مترين وثلاثة وعشرين سنتيمراً، ودخلت بفضله موسوعة "غينيس للأرقام القياسية"، كأكبر يد وقدم لامرأة وأوسع مدى لذراعي امرأة على قيد الحياة.

وتوفيت هدى، في منزلها بعزبة الشيخ حسانين التابعة لقرية الجمالية مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، عن عمر ناهز 29 سنة، بعد معاناة مع المرض والتنمر والفقر، شكلوا جميعاً عبئاً عليها، ولم تعش في ظروف طبيعية على حد قولها في أكثر من حوار صحافي.

التحول لـ«عملاقة»

وحظيت هدى بطفولة تقليدية حتى سن الثانية عشرة، عندما بدأ طولها يفوق نظيراتها داخل الفصل وهي في المرحلة الابتدائية، إذ تذكر بأن طلاب الفصل الدراسي كانوا يسمونها بـ«الأبلة التي تجلس في آخر الصف» وذلك بسبب طول قامتها الغريب على الرغم من صغر سنها.

وبحسب والدتها، روحية عبد العزيز عبد الرحمن، فإن هدى عقب ولادتها كانت تنمو بشكل طبيعي وبعد مرور سنوات عدة بدأ جسدها يتضخم وطولها يزداد مثل شقيقها محمد، وبعد ترددها على الأطباء والمستشفيات اكتشفت إصابة الشقيقَين العملاقَين بخلل في الغدة النخامية، الأمر الذي تسبب في تضخم جسديهما بشكل غير طبيعي.


معاناة وتنمر

وعن معاناتها، قالت هدى في تصريحات سابقة لإحدى الصحف المحلية، إن حياتها لم تكن تشبه حياة الآخرين، حتى في أبسط الأشياء، موضحة "ملابسي أكبر من المعتاد وأرتدي جلباباً طوله خمسة أمتار، حتى حذائي مقاسه مفزع لباقي الفتيات". وأضافت أن الأطفال كانوا يضحكون عند رؤيتها بالشوارع، وظلت طيلة طفولتها تعود باكية لأمها بسبب نظرات من حولها وهمساتهم عنها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

«هدى» التي لم تعرف هي وشقيقها «محمد»، طريق الخروج إلى الشارع منذ أكثر من عشر سنوات، ذكرت أن والدها توفي وهي صغيرة، في ظل حالة مادية صعبة لأسرتها، وأن معاناتها المادية والجسدية استمرت معها منذ الطفولة، مؤكدةً أنها تتمنى أن تعيش "حياة كريمة" ويتم توفير مسكن ملائم لها ولشقيقها، قائلة "أمنيتي هي النوم على سرير مثل باقي البشر والعيش مثل فتيات في عمري"، مؤكدةً أنها لطالما حلمت أن ترتدي ملابس مثل النساء الأخريات ولكنها أصبحت تتقبل نفسها وتعيش برضا وقناعة.

موسوعة غينيس

حققت هدى مطلع العام الحالي ثلاثة أرقام قياسية بموسوعة غينيس، وهي أكبر يد امرأة على قيد الحياة بطول 24.3 سنتيمتر ليدها اليسرى، وأكبر قدم امرأة على قيد الحياة بطول 33.1 سنتيمتر في قدمها اليمنى، وأوسع مدى لذراعي امرأة على قيد الحياة بـ236.3 سنتيمتر.

وحصل أيضاً شقيقها الأكبر محمد البالغ من العمر 34 عاماً، على رقمين قياسيين، وهما أوسع مدى لذراعي رجل على قيد الحياة بـ250.3 سنتيمتر، وأعرض مدى ليد رجل على قيد الحياة بـ31.3 سنتيمتر ليده اليسرى.

مطالب الشقيقين

بعد خروج قصة "العملاقين" إلى النور عبر وسائل الإعلام، استقبل محافظ الشرقية ممدوح غراب، محمد وهدى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، لبحث أزمتهما المعيشية والاجتماعية، ووعد بتوفير وحدة سكنية لهما، إلى جانب إيجاد فرصة عمل للشقيق الأكبر «محمد» بالقرب من منزله، ومحاولة إيجاد وسائل مواصلات بديلة وخاصة، تيسيراً لتنقلهما بحرية، لكن محمد خرج بعد عام في تصريحات شكا من أن الوحدتين السكنيتين اللتين تم تخصيصهما له ولشقيقته مساحتهما 40 متراً فقط، وطول السقف 250 سنتيمتراً، ما يجعل الحياة فيهما صعبة بالنسبة إليهما، لأن طولهما يتجاوز 235 سنتيمتراً، وطالب بتوفير مسكن ملائم لهما. كما شكا من أن المعاش المخصص لكل منهما، الذي بلغ 360 جنيهاً (نحو 23 دولاراً) شهرياً، لا يكفي احتياجاتهما المعيشية، بخاصة أن محمد متزوج ويعول أيضاً والدته وثلاث شقيقات، بالإضافة إلى هدى شقيقته العملاقة.

اللحظات الأخيرة

وروى محمد تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة شقيقته، حيث قال في تصريحات صحافية إنها شعرت بألم شديد في القلب، إذ كانت تعاني عدة أمراض بسبب ضخامة جسدها ما أثر في ضغط الدم والقلب وسلامة العظام، ثم شعرت بضيق في التنفس ولفظت أنفاسها الأخيرة، على الرغم من أنها لم تكن تشعر قبل الوفاة بأيام، بتلك الآلام. وأشار محمد إلى أنه يعاني الأمراض نفسها بسبب ضخامة جسده الذي يشكل ضغطاً كبيراً على عظامه.

المزيد من منوعات