Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران تريد القنبلة ورفع العقوبات... وأميركا في امتحان الدبلوماسية

الغريب ليس فقط سذاجة الغرب عند الركض خلف المصالح بل أيضاً التفاوض على اتفاق حول مسألة تهم دول المنطقة من دون أي دور لها

لا أحد يجهل أن جمهورية الملالي تريد امتلاك السلاح النووي كضمان لمشروعها الإمبراطوري الإقليمي (رويترز)

لا معنى للحديث عن "خيبة أمل" حين يكون الأمل وهمياً. لكن هذا ما خرج به الدبلوماسيون الأميركيون والأوروبيون من الجولة السابعة في محادثات فيينا النووية بعد أشهر من التوقف، فهم يخدعون أنفسهم بالرهان على تغيير الموقف الإيراني، ومن السهل على جمهورية الملالي أن تمارس خداع الذين يدمنون خداع النفس، والأسهل هو أن تسخر من أميركا وأوروبا، وسط ارتياح روسيا والصين، هي لا تصدق تلويح واشنطن بأن "كل الخيارات على الطاولة بما فيها الخيار العسكري" إذا فشلت الدبلوماسية. وتعرف أن الخيار الوحيد لإدارة الرئيس جو بايدن هو العودة الى الاتفاق النووي الذي عمل الرئيس باراك أوباما كل شيء للتوصل إليه، وخرج منه الرئيس دونالد ترمب، وقمة خداع النفس وخداع الأصدقاء والحلفاء هي إيحاء الغرب بأنه فوجئ بما طرحه المفاوض الإيراني علي باقري كني وبدا "خطوة إلى الوراء".

اليد العليا

ذلك أن المرشد الأعلى علي خامنئي الذي له اليد العليا في أي قرار، حدد قبل أشهر علناً، موقف طهران من معاودة المفاوضات، وقال بوضوح كامل خلال وداع حكومة روحاني، "إن الثقة بالغرب لا تنفع. فهو لا يساعد في شيء بل يوجه الضربات حيث يستطيع ولا يتوقف إلا حيث لا قدرة له"، أما الخط الذي رسمه ولا يستطيع أي مفاوض "الاجتهاد" فيه، فإنه متعدد المطالب ضمن برنامج زمني، أولاً، "يجب أن تبدأ أميركا رفع كل العقوبات، ثم التأكد من ذلك، قبل العودة إلى الالتزامات بموجب الاتفاق النووي"، وثانياً، "لا تفاوض على البرنامج الصاروخي الباليستي ولا على النفوذ الإيراني في المنطقة"، وثالثاً، "حديث أميركا عن الأوضاع المتغيرة صحيح، لكن التغيير حدث لمصلحتنا لا لمصلحة أميركا، ويجب أن يكون أي تغيير في الاتفاق لمصلحتنا لا لمصلحة أميركا". وهذا ما أصر عليه المفاوض الإيراني في المسودتين اللتين قدمهما، كما في اعتبار ما جرى الاتفاق عليه في الجولات الماضية ويمثل ما رآه الصينيون والروس 70 في المئة من التفاهم، مجرد "مسودة" مطلوب تعديلها ضمن مبدأ "لا اتفاق على شيء من دون اتفاق على كل شيء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تريد امتلاك السلاح النووي

ولا أحد يجهل أن جمهورية الملالي لم تنفق مليارات الدولارات وتتحمل أقسى أنواع العقوبات والحصار والعزلة من أجل برنامج نووي للأغراض السلمية هو من حقها وواجب العالم مساعدتها فيه، فهي تريد امتلاك السلاح النووي كضمان لمشروعها الإمبراطوري الإقليمي. ولا تأخذ بالرأي الذي عبّر عنه راي تقية في "فورين أفيرز"، وهو أن "حصول إيران على قنبلة نووية يجعلها أضعف"، لماذا؟ "لأنها لا تستطيع استعمالها حيث الرد يدمرها، ولا هي قادرة على تحمل العقوبات الجديدة والتركيز على سوء النظام السياسي"، فالتجارب أكدت أن العقوبات لم تردع طهران عن الإصرار على البرنامج العسكري النووي، واتفاق فيينا لم يمنعها من تطوير الجانب العسكري سراً، ولا من تطوير البرنامج الصاروخي.

توسيع نفوذها الإقليمي

تهافت أوباما على الاتفاق بأي ثمن بحجة تأخير التوصل إلى المعرفة ثم القنبلة، سمح لها بتوسيع نفوذها الإقليمي في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة، وخروج ترمب من الاتفاق قادها، على الرغم من بقاء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين فيه، إلى التحلل من التزاماتها بموجبه، إذ طورت أجهزة الطرد المركزي وانتقلت في تخصيب اليورانيوم من3.7 في المئة المسموح بها إلى 20 في المئة، والتلويح بالوصول إلى 90 في المئة، وأكملت دورة المعرفة بصنع القنبلة حين تكتمل عناصرها، بحيث صارت "دولة عتبة" مثل اليابان، أما "فتوى" خامنئي ضد امتلاك سلاح نووي، فإن "فتوى" ثانية تلغيها، على افتراض أنها موجودة، وأما الشيء المؤكد، فإنه رغبة الملالي في الحصول على القنبلة ورفع العقوبات معاً عبر الاتفاق.

والغريب ليس فقط سذاجة الغرب الأميركي والأوروبي عند الركض خلف المصالح بل أيضاً التفاوض على اتفاق حول مسألة تهم دول المنطقة من دون أي دور لها، والأغرب هو تجاهل الخطر الإيراني الأكبر من القنبلة النووية: الصواريخ والمسيّرات والسلوك "المزعزع" للاستقرار والمشروع الإمبراطوري على حساب العرب.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل