Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسؤول أميركي: لن نقبل استغلال إيران المحادثات غطاء لبرنامجها النووي

أكد أنه بالتزامن مع المفاوضات سيتم استخدام حلول أخرى إذا لم تلتزم طهران

فيما ذهبت إيران إلى مفاوضات فيينا استخدمت مزيداً من أجهزة الطرد المركزي المتطورة (أ ف ب)

ندد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، السبت 4 ديسمبر (كانون الأول)، باستغلال إيران المحادثات الجارية في فيينا لتسريع برنامجها النووي، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة انتظرت إيران بصبر خمسة أشهر ونصف" بعدما قالت الحكومة الإيرانية إنها بحاجة إلى بعض الوقت للاستعداد لاستئناف المحادثات، إلا أنها استخدمت ذلك كغطاء لتسريع خطواتها النووية.

وقال المسؤول الأميركي في إحاطة صحافية حضرتها "اندبندنت عربية" إن "الجميع أدرك أن ما تعنيه طهران بالاستعداد هو استغلال المفاوضات كغطاء لتسريع برنامجها النووي"، مشدداً على أن الولايات المتحدة "لن تقبل الوضع الذي تسرع فيه إيران برنامجها النووي وتتباطأ في دبلوماسيتها النووية".

وأكد أن واشنطن أبدت جديتها في التفاوض مع طهران عبر حرصها على إبرام اتفاق معقول يعيد جميع الأطراف للامتثال إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، إلا أن موقف إيران لا يعبّر عن جديتها في العودة إلى الاتفاق النووي.

أضاف، "يوماً بعد يوم، تحرم إيران شعبها من خيراتها، ونقترب من استنتاج مفاده أن (المسؤولين الإيرانيين) يستخدمون المحادثات كغطاء لمواصلة تسريع برنامجهم النووي، ليكون لهم بمثابة نفوذ من أجل الخروج بصفقة أفضل، وهذا ما لن نقبل به، وسنعدل أساليبنا على أساسه".

وذكر المسؤول الأميركي أنه لا يتوقع أن تشارك كل من روسيا والصين وجهات نظر بلاده، لكنه نوّه بأنهما تتشاركان في الشعور بخيبة الأمل بشأن ما فعلته طهران طيلة الأشهر الماضية، في إشارة إلى استغلال إيران فترة تأجيل المحادثات لتسريع تخصيب اليورانيوم، مشدداً على أن وجود خيار المحادثات لا يعني أن واشنطن لن تستخدم أدوات أخرى للتعامل مع طهران عند الحاجة.

وتحدث عن مخرجات زيارة الوفد الأميركي إلى الخليج في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون التي كانت تعارض خطة العمل المشتركة الشاملة، عبّرت بالإجماع في بيان مشترك عن تأييد العودة إلى الامتثال إليها، قائلاً إنها (دول مجلس التعاون) أعربت عن استعدادها لتعميق العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع إيران، لكنها لا تستطيع طالما استمرت العقوبات. وهو ما يصفه المسؤول الأميركي بالثمن الذي على إيران دفعه وهو العودة إلى الالتزام بخطة العمل المشتركة الشاملة.

تشاؤم أميركي

وكان الوفد الأميركي في فيينا عاد إلى واشنطن بعد الجولة السابعة من المحادثات غير المباشرة مع إيران من دون أن تلوح بالأفق إمكانية إبرام اتفاق جديد، وسط تشاؤم من الجانب الأميركي في شأن رغبة إيران، وفق دبلوماسيين غربيين، في أن تتخذ الولايات المتحدة الخطوة الأولى برفع جميع العقوبات المفروضة على طهران. وهو ما لم يكن مشجّعاً للمسؤولين في واشنطن، إذ ندد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بعيد إنهاء جولة المحادثات في فيينا بـ "عدم جدية إيران في اتخاذ ما يلزم لمعاودة الامتثال بالاتفاق النووي".

وقال بلينكن للصحافيين، في ستوكهولم، "أعتقد أننا في المستقبل القريب جداً، في يوم أو نحو ذلك، سنكون في وضع يسمح لنا بمعرفة إذا ما كانت إيران تنوي بالفعل المشاركة بحسن نية". وأضاف "إذا ما تبين أن الطريق مسدود أمام عودة الامتثال إلى الاتفاق، فسنسعى لخيارات أخرى"، من دون توضيح طبيعة تلك الخيارات.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إنه ليس متفائلاً بنيات الولايات المتحدة والقوى الأوروبية في محادثات فيينا التي تهدف إلى إنقاذ الاتفاق النووي. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن عبد اللهيان قوله، خلال محادثة هاتفية مع نظيره الياباني، "ذهبنا إلى فيينا بعزيمة جادة، لكننا لسنا متفائلين إزاء إرادة ونيّات الولايات المتحدة وأطراف الاتفاق الأوروبية الثلاثة".

تقدم "النووي"

في سياق متصل، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء، إن إيران بدأت إنتاج اليورانيوم المخصب باستخدام مزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في منشأة فوردو. ما يقوض بدرجة أكبر الاتفاق النووي لعام 2015 أثناء محادثات إيران مع الغرب لإحيائه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبها، قللت إيران من شأن التقرير باعتباره روتينياً، على الرغم من أن وكالة الطاقة الذرية تصدر تقاريرها عادة لإبراز التطورات المهمة، مثل الانتهاكات الجديدة للقيود النووية التي ينص عليها الاتفاق.

وكان علي باقري، رئيس فريق المفاوضين النوويين الإيراني، قال الخميس الماضي إن بلاده سلمت القوى الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي مسودتين في شأن رفع العقوبات والالتزامات النووية في إطار سعي القوى العالمية وطهران لإحياء الاتفاق.

وجاء هذا الإعلان في اليوم الرابع من المباحثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في شأن عودة البلدين إلى الامتثال الكامل لشروط الاتفاق الذي التزمت إيران بموجبه بقيود على برنامجها النووي في مقابل تخفيف عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

في غضون ذلك، قال دبلوماسيون إن الوفد الإيراني اقترح تغييرات جذرية على نص اتفاق تم التفاوض بشأنه في جولات سابقة. ورفض المسؤولون الأوروبيون إجراء التعديلات المقترحة على نص صيغ بشق الأنفس، وقالوا إنه "تم الانتهاء منه بنسبة تتراوح بين 70 و80 في المئة".

استئناف المحادثات

وكانت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في شأن إنقاذ الاتفاق النووي، توقفت الجمعة، بعدما أبدى مسؤولون أوروبيون استياءهم إزاء مطالب الإدارة الإيرانية المحافظة الجديدة.

والجولة السابعة من المحادثات في فيينا هي الأولى مع المندوبين الذين أوفدهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بشأن سبل إحياء الاتفاق.

وفيما لم تكشف واشنطن عن موعد الجولة الثامنة، قال وانغ تشون، منسق المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة ومبعوث الصين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن المحادثات بشأن إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني أُرجئت الجمعة وستُستأنف في منتصف الأسبوع المقبل.

رفع العقوبات

ووفق دبلوماسيين غربيين، يتمثل الموقف الإيراني المتصلب في أنه يتعين على الولايات المتحدة اتخاذ الخطوة الأولى برفع جميع العقوبات المفروضة على إيران منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق، بما في ذلك تلك التي لا علاقة لها بالأنشطة النووية لطهران.

وكان باقري، قال لـ "رويترز" الأسبوع الماضي، إن على الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين تقديم ضمانات لإيران بعدم فرض عقوبات جديدة عليها في المستقبل.

في المقابل، يتخذ المفاوضون الغربيون من الاتفاق الأصلي قاعدة أساسية بالنسبة إليهم، بمعنى أنه إذا ما كانت إيران تريد تخفيف العقوبات بصورة أكبر، فسيتعين عليها قبول مزيد من القيود النووية.

وانتهت محادثات هذا الأسبوع كالمعتاد باجتماع للأطراف المتبقية في الاتفاق، وهي إيران وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وقال المسؤولون إنهم سيستأنفون المحادثات في منتصف الأسبوع المقبل.

المزيد من تقارير