Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا أنتجت زيارة ماكرون الخاطفة إلى السعودية؟

ضمان استقرار الخليج والأزمة اللبنانية أبرز الملفات في مناقشات الطرفين

رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الزيارة التي أجراها للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد تدفع نحو "حلحلة الأزمة" بين الرياض وبيروت، حسبما صرّح قبيل مغادرته السعودية مساء اليوم.

وأعلن ماكرون الذي التقى الأمير محمد بن سلمان في مدينة جدة اليوم، أنه "أجرى مع الأمير محمد بن سلمان اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، في إطار مبادرة لحلحلة الأزمة بين الرياض وبيروت".

وقال الرئيس الفرنسي قبيل مغادرته المدينة الساحلية في ختام جولته الخليجية القصيرة، إن "السعودية ولبنان يريدان الانخراط بشكل كامل" من أجل "إعادة تواصل العلاقة" بين البلدين في أعقاب الخلاف الدبلوماسي الأخير.
وأوضح رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي أن الاتصال مع ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي خطوة مهمة نحو إعادة إحياء العلاقات مع السعودية.

 

وكتب كذلك في تغريدة على "تويتر"، "مع المملكة العربية السعودية، قطعنا التزامات تجاه لبنان: العمل معاً، ودعم الإصلاحات، وتمكين البلد من الخروج من الأزمة والحفاظ على سيادته".

ويقوم ماكرون بجولة سريعة بين عدد من دول مجلس التعاون الخليج، وقد وصل إلى جدة على الساحل الغربي للسعودية غداة زيارة الإمارات وقطر.

 

 

 

 

وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس)، اليوم، إنه جرى خلال الاستقبال استعراض أوجه العلاقات السعودية - الفرنسية، ومجالات الشراكة القائمة بين البلدين، إضافةً إلى بحث آفاق التعاون الثنائي، وفرص تطويره وفق رؤية المملكة 2030.

 كما ناقش الطرفان مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والسلم الدوليين، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا والمسائل ذات الاهتمام المشترك، حسبما ذكر البيان الحكومي السعودي.

ومن جهته، رأى ماكرون قبل وصوله إلى السعودية أن من الضروري الحوار مع الرياض "الدولة الخليجية الأولى من حيث الحجم"، للتمكّن من "العمل على استقرار المنطقة".

صفقات وعقود

وعلى هامش الزيارة، أبرمت شركة "إيرباص" الأوروبية صفقة لبيع 26 مروحية مدنية إلى شركة سعودية، فيما وقعت شركة "فيوليا" الفرنسية عقداً لإدارة خدمات مياه الشرب في الرياض، وفق ما أعلنت المجموعتان عقب الزيارة.

وأعلنت "إيرباص" في بيان أنه غداة توقيعها اتفاقية لبيع 12 مروحية عسكرية من طراز "كاراكال" إلى الإمارات، أبرمت" اليوم السبت" في مدينة جدة عقداً لبيع 26 مروحية، 20 منها من طراز "أتش 145" و6 من طراز "أتش 160" لشركة الطائرات المروحية السعودية. ولم تكشف عن قيمة الصفقة.

وتأسست شركة الطائرات المروحية عام 2018، بمبادرة من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، في إطار تنويع اقتصاد المملكة وللاستجابة "للطلب المتزايد على السياحة الفاخرة وخدمات النقل الجوي". وكانت تستخدم في الأصل عشر مروحيات خفيفة من طراز "أتش 125 ايكوروي".

من جانبها، وقعت شركة "فيوليا" الرائدة عالمياً في مجال المياه والنفايات، عقداً لإدارة خدمات مياه الشرب والصرف الصحي في الرياض و22 مدينة مجاورة.

ويمثل هذا العقد الذي يمتد سبعة أعوام، عائدات بقيمة 82.6 مليون يورو، بحسب الشركة الفرنسية.

كما وقعت شركة "فيوليا" "اتفاق شراكة استراتيجية" مع وزارة الاستثمار السعودية "لتحسين الأداء التشغيلي والتجاري وفي مجال الطاقة لقطاع المياه في أنحاء البلاد"، إضافة إلى توسيع روابطها مع مجموعة "أرامكو" السعودية النفطية العملاقة.

وبذلك قد أصبحت المجموعة الفرنسية "الشريك الحصري" لـ"أرامكو" في معالجة نفاياتها الصناعية والعادية، أي 200 ألف طن سنوياً تضاف إلى 120 ألف طن من النفايات الخطرة التي تتكفل بها أصلاً فيوليا.

شراكات في مجالي الصناعات العسكرية والطيران

وأعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية عن تدشين مشروع مشترك مع شركتي "فيجاك آيرو" الفرنسية و"دسر" السعودية لبناء منشأة لإنتاج هياكل الطائرات في المملكة.

وأضافت الشركة في بيان جاء عقب الزيارة أنه من المتوقع أن تصل إيرادات المشروع المشترك إلى 200 مليون دولار بحلول 2030، وأن رأسمال الشركة ينقسم بواقع 51 في المئة للجانب السعودي و49 في المئة للجانب الفرنسي.

وذكرت السعودية للصناعات العسكرية في بيانها أن "المشروع المشترك الممتد لعشرة أعوام يشمل سلسلة من الاستثمارات الكبرى يموّل معظمها من مؤسسات مالية محلية، بما في ذلك تمويل إطلاق وحدة إنتاج جديدة في جدة".

وقالت إن المشروع يسعى إلى تطوير قدرات المملكة في صناعة هياكل الطائرات، وتدريب المهندسين والفنيين السعوديين للعمل ضمن هذا المشروع، إضافة إلى تعزيز توطين صناعات الطيران العسكرية والمدنية تماشياً مع رؤية المملكة 2030.

ولم تقتصر الشراكات على المجال العسكري فحسب، بل إن مجال الطيران كان له نصيب أيضاً من الشراكات الفرنسية السعودية، وذلك بعدما قالت شركة طيران ناس السعودية اليوم في بيان، إنها وقّعت اتفاقاً لصيانة محركات من طراز "ليب-وان إيه" مع "سي إف إم انترناشونال" الفرنسية بقيمة أربعة مليارات دولار.

بعثة مشتركة لأفغانستان

وكان الرئيس الفرنسي كشف في مؤتمر صحافي عقده أمس الجمعة في الدوحة أن دولاً أوروبية عدة تعمل في الوقت الراهن على إقامة بعثة دبلوماسية مشتركة في أفغانستان من شأنها أن تمكّن سفراءها من العودة إلى هناك. وقال "نفكّر في تنظيم موقعاً مشتركاً لعدد من الأوروبيين بما يتيح لسفرائنا أن يكونوا موجودين".

وتأتي تصريحاته في الوقت الذي تسعى دول غربية عدة إلى إيجاد سبيل للتعامل مع حركة "طالبان" بعد سيطرتها على أفغانستان في تقدم خاطف خلال أغسطس (آب)، تزامن مع استكمال قوات تقودها الولايات المتحدة انسحابها من البلاد، مما أدّى إلى إغلاق سفارة واشنطن وسفارات عدد من الدول الغربية وسحب دبلوماسييها.

وتحجم الولايات المتحدة ودول أوروبية وغيرها عن الاعتراف رسمياً بحكومة "طالبان" التي يسيطر عليها البشتون، ويتهمونها بعدم الوفاء بتعهداتها بتشكيل حكومة شاملة من الناحيتين السياسية والعرقية وحفظ حقوق المرأة والأقليات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن ماكرون أوضح في تصريحاته "هذا نهج مختلف عن الاعتراف السياسي أو الحوار السياسي مع طالبان. سيكون لدينا تمثيل في أقرب وقت ممكن".

وفي سياق منفصل، أعلنت فرنسا أمس الجمعة أنها قامت بعملية إجلاء من أفغانستان بمساعدة قطر، ونقلت أكثر من 300، معظمهم أفغان، من هناك.

وخلال زيارة ماكرون إلى دبي، وقّعت الإمارات مع فرنسا أمس الجمعة اتفاقية لشراء 80 طائرة مقاتلة من طراز "رافال"، وهو عدد قياسي من هذه الطائرة الفرنسية، في صفقة بلغت قيمتها 14 مليار يورو، (نحو 15.84 مليار دولار)، كما اشترت أبوظبي طائرات مروحية ومعدات في عقود إضافية، بلغت قيمتها 3 مليارات دولار.

المزيد من الأخبار