Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمة المهاجرين تطال شركتي طيران سورية وبيلاروسية بعقوبات أوروبية

تتزامن الحزمة العقابية الجديدة مع بداية انفتاح عربي وأوروبي على دمشق

عكّرت الحزمة الجديدة من العقوبات صفو الانفتاح الدولي نحو الحكومة السورية (اندبندنت عربية)

على الرغم من إعلان باريس تعيين بريجيت كورمي مستشارةً للشؤون الخارجية وسفيرة لها في دمشق، بمرسوم أصدره الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون في 2 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ما اعتُبر تطوراً لافتاً بعد قطيعة استمرت عقداً من الزمن، فإن ذلك لم يمنع إقرار الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة تطال أفراداً وكيانات سورية في اليوم ذاته.
وجاء قرار العقوبة الذي أقره الاتحاد الأوروبي، الخميس، على خلفية أزمة الهجرة بين بيلاروس ودول أوروبية، إذ صوّت الممثلون الدائمون للدول الأعضاء على معاقبة 17 فرداً و11 كياناً من بينها "خطوط بيلافيا" الجوية البيلاروسية، وشركة "أجنحة الشام" للطيران السورية، إثر اتهامات أوروبية لهما بتسهيل انتقال المهاجرين إلى بيلاروس ومنها إلى بولندا، إلا أن مينسك وصفت الحديث عن انتهاكها حقوق الإنسان بـ"المزاعم".
ودعت دول الاتحاد الأوروبي وأميركا وكندا في بيان مشترك على خلفية العقوبات، بيلاروس، إلى وقف تنظيم الهجرة غير الشرعية عبر الحدود فوراً، والإفراج عن 900 معتقل سياسي، والدخول في مفاوضات مع المعارضة، ووقف أعمال القمع، بينما أعلنت حكومة مينسك نيتها اتخاذ حزمة عقوبات "جوابية" اقتصادية على الدول الغربية قريباً، وصرح رئيس الوزراء البيلاروسي للصحافيين على هامش لقاء جمعه مع رئيس البلاد، ألكسندر لوكاشينكو، بكون قائمة العقوبات التي ستصدرها مينسك في الأيام المقبلة كبيرة وصارمة.

الأجنحة تلتزم برحلاتها

وعكرت الحزمة الجديدة من العقوبات صفو الانفتاح الدولي نحو الحكومة السورية، لا سيما القرار الفرنسي، والمشاركة السورية بعد عزلة في جولات دولية رسمية على مستويات وصُعد عدة، منها أمنية في تركيا على خلفية انعقاد اجتماع الإنتربول الدولي، أو رياضية في العاصمة القطرية الدوحة، ومشاركات رسمية مع دول الجوار سبقها اجتماع لمد خط الغاز العربي، علاوة على تخفيف وزارة الخزينة الأميركية من حدة العقوبات في بعض من فقراتها، وسط ترقب حضور دمشق اجتماع مجلس جامعة الدول العربية المزمع عقده خلال شهر مارس (آذار) المقبل في العاصمة الجزائرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل، تلتزم شركة أجنحة الشام للطيران الصمت حول العقوبات الجديدة، لا سيما في ظل عدم تسييرها رحلات أساساً إلى القارة الأوروبية. ورأى مدير التطوير والعلاقات العامة في شركة "أجنحة الشام"، أسامة ساطع، أن "هذه العقوبات لن تؤثر في سير وخطط عمل الشركة المتجهة نحو محيطها العربي، لا سيما تسييرها رحلات جديدة مع دول خليجية ومنها إلى أبو ظبي، وإعلانها قريباً البدء برحلات مع كراتشي الباكستانية منتصف الشهر الحالي من مطار دمشق الدولي". وأردف ساطع في حديثه لـ"اندبندنت عربية"، "لقد أوقفنا منذ 13 نوفمبر (تشرين الثاني) تسيبر الرحلات مع مينسك، وأصدرنا بياناً حول الظروف التي تشهدها الحدود البيلاروسية – البولندية بهذا الشأن". وأعلنت الشركة وفق بيان صحافي، صعوبة تمييز أغلبية المسافرين على رحلاتها إلى مينسك، إن كانوا متجهين إلى بيلاروس كوجهة نهائية أو أنهم مسافرون بقصد الهجرة غير الشرعية إلى أراضي الاتحاد الأوروبي.
وسبق قرار العقوبات الجديد إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، عن تقديمها مشروع قانون لمعاقبة شركات التنقل والسفر.

المقاطعة والرد بالمقاطعة

في غضون ذلك، تتصاعد حدة ردود الفعل على الإجراء الأوروبي الذي جاء بالإجماع في خضم دعم موسكو مينسك ومساندتها، إذ وصف رئيس مجلس الدوما الروسي، فيانشيسلاف فولودين القرار بـ"غير العادل والقاسي على اللاجئين. لقد حل الشتاء، مما يعني أن الظروف على الحدود تزداد صعوبة كل يوم".
من جهته، حذر الرئيس البيلاروسي، لوكاشينكو، من مغبة تطبيق التكتل الأوروبي عقوبات وفرض مزيد منها، إذ سترتدّ بوقف بلاده عبور الغاز الروسي عبر أراضيها إلى أوروبا، بينما يقبع فارون من حروب ناشبة في بلدانهم كسوريا والعراق وأفغانستان ويتجمعون بالآلاف على تلك الحدود تحت وطأة برد فصل الشتاء، فيما نُشر تسعة آلاف جندي من دول البلطيق الأعضاء بالاتحاد وحلف شمال الأطلسي (الناتو) هناك، في حين أرسلت بغداد طائرة استثنائية لإجلاء جزء من الراغبين بالعودة إلى وطنهم.
في المقابل، قيدت شركة ميتا، الشركة الأم لعدد من مواقع التواصل الاجتماعي حسابات نشطاء وصحافيين بعد ما عثرت على أدلة تثبت أن جهاز أمن الدولة في بيلاروس المعروف بـ"كيه جي بي" استخدم حسابات مزورة لمحاولة توجيه اللوم إلى بولندا بشأن أزمة الهجرة الطارئة على الحدود.

لا تراجع أوروبياً

ويبدو أن أوروبا لا تسعى إلى فتح أي مفاوضات جديدة مع لوكاشينكو، وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، إن "الشروع بمفاوضات أمر غير وارد، والرئيس البيلاروسي خسر الرهان بشأن إرسال المهاجرين إلى أوروبا". وقال بوريل في 23 نوفمبر الماضي، على خلفية عزم الاتحاد الأوروبي على إرسال بعثة لإعادة المهاجرين إلى أوطانهم، إنه "على الرغم من ذلك علينا إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة".
وتواصل بولندا إعلان حالة الطوارئ لمدة شهر على طول الحدود وبعمق خمسة كيلومترات، حيث فارق الحياة 11 شخصاً بينهم طفل رضيع على الحدود البيلاروسية، إذ تنتشر وسط الأجواء الباردة والأمطار الغزيرة مخيمات متفرقة. وتخشى المنظمات الإنسانية والإغاثية استمرار هذه القضية على هذا النحو، لما سيسببه من زيادة في معاناة المهاجرين وواقع سيهدد سلامتهم بعد محاولات متواصلة لعبور الحدود من دون فائدة.

المزيد من العالم العربي