التقى وزيرا الخارجية الأميركي والروسي اليوم الخميس في السويد في وقت بلغت التوترات بشأن أوكرانيا ذروتها، وفيما أعلنت واشنطن أن لديها "أدلة" على استعدادات روسيا لغزو كييف وهددتها بفرض عقوبات قاسية.
وأبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي أنتوني بلينكن بأن موسكو تحتاج إلى "ضمانات أمنية طويلة الأمد" عند حدودها من شأنها وقف توسع حلف شمال الاطلسي نحو الشرق، بحسب موسكو.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف حذر واشنطن من "جر أوكرانيا إلى الألعاب الجيوسياسية للولايات المتحدة"، مضيفاً أن روسيا تحتاج إلى "ضمانات أمنية طويلة الأمد عند حدودنا الغربية، وهو ما يجب اعتباره مطلباً حتمياً".
وجاء اللقاء على هامش اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذي يعقد في ضواحي ستوكهولم بمشاركة 50 وزيراً.
شبه جزيرة القرم
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي اجتماع للناتو في ريغا، قال بلينكن إنه "قلق للغاية" من "الأدلة" التي تشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "وضع خططاً لتحركات عدوانية ضد أوكرانيا". وأضاف "لا نعرف ما إذا كان الرئيس بوتين قد اتخذ قراراً بالغزو. نحن نعلم أنه يبني قدرة للقيام بذلك بسرعة، إذا قرر ذلك". وشدد بلينكن على أن الدبلوماسية هي "الطريقة المسؤولة الوحيدة لحل هذه الأزمة المحتملة"، مهدداً برد "بسلسلة من العواقب الاقتصادية الطويلة الأمد" التي امتنعت واشنطن عن استخدامها في الماضي.
رد أميركي على تصرفات روسيا
في المقابل، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم الخميس، إن أي رد أميركي على تصرفات روسيا تجاه أوكرانيا سيتم بالتنسيق مع المجتمع الدولي، ودعا موسكو إلى التحلي بالشفافية بشأن حشدها العسكري على حدود أوكرانيا.
مقتل جندي أوكراني
وأصبحت أوكرانيا، وهي جمهورية سوفياتية سابقة تطمح بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، بؤرة التوتر الرئيسية بين روسيا والغرب فيما تدهورت العلاقات بينهما إلى أسوأ مستوى لها منذ ثلاثة عقود منذ انتهاء الحرب الباردة. وبعد انضمام جزء كبير من أوروبا الشرقية إلى حلف شمال الأطلسي عقب انهيار الاتحاد السوفياتي، فإن موسكو ترفض فكرة أن تحذو أوكرانيا حذوها يوماً ما على رغم أن محادثات عضوية كييف متوقفة حالياً.
من جانبه، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أيضاً، إلى إجراء محادثات مباشرة مع موسكو بشأن الصراع الجاري مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق بلاده، وهي حرب أودت حتى الآن بحياة 13 ألف شخص.
وقُتل جندي أوكراني على الجبهة أثناء اشتباكات مع الانفصاليين، وفق ما أعلن الجيش، لترتفع حصيلة القتلى في صفوف الجنود الأوكرانيين إلى 61 منذ مطلع العام في شرق البلاد.
وأفاد مكتب الإعلام التابع للجيش وكالة الصحافة الفرنسية بأن الجندي قُتل الأربعاء، مضيفاً أن الجيش فقد أثر ستة جنود في هذه المنطقة في نوفمبر (تشرين الثاني). واتهم الجيش الأوكراني في بيان الانفصاليين باستهداف مواقعه بقاذفة قنابل ومدافع رشاشة من العيار الثقيل.
إضافة إلى أوكرانيا، شهدت الأسابيع الأخيرة أزمة مهاجرين على حدود بيلاروس والاتحاد الأوروبي وعودة الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان، وجميعها أعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.