Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أردوغان يسعى لعلاقات مع مصر وإسرائيل على غرار ما حدث مع الإمارات

يرى مراقبون أن تركيا تسعى للتقارب مع خصومها الإقليميين من أجل الخروج من العزلة الدبلوماسية التي فاقمت الضغط على اقتصادها

يبدو أن خطوات تركيا الجادّة لتحسين علاقاتها مع أفرقاء الأمس قد بدأت بالفعل، فبعد أسبوع من لقاء مع ولي عهد أبو ظبي، تكشف الأسابيع المقبلة عن لقاءات مماثلة مع مصر وإسرائيل، بحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية عن الرئيس رجب طيب أردوغان.

وكان تلفزيون "أن تي في" التركي، وشبكات أخرى، قد نقلت عن أردوغان، يوم الاثنين، قوله إن بلاده "ستتخذ خطوات لتحسين العلاقات مع مصر وإسرائيل على شاكلة التي اتخذتها في الأسابيع القليلة الماضية مع الإمارات".

يأتي هذا التصريح بعد أسبوع من توقيع أنقرة وأبو ظبي اتفاقات استثمارية بمليارات الدولارات، وهي التي وصفها أردوغان بأنها تمثل "بداية عهد جديد". وتحركت تركيا كذلك لتحسين العلاقات مع مصر والسعودية، لكن المحادثات لم تسفر عن نتائج علنية تُذكر. 

وفي وقت سابق هذا الشهر أجرى أردوغان اتصالاً هاتفياً نادراً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، بعد أن أطلقت تركيا سراح زوجين إسرائيليين.

ونُقل عن أردوغان قوله للصحافيين على متن طائرة لدى عودته من تركمانستان "وضع (الإماراتيون) خطة استثمار قيمتها عشرة مليارات دولار. وبذلك، يمكننا بناء مستقبل مختلف تماماً"، وقال إنه قد يزور الإمارات في فبراير (شباط).

ورداً على سؤال عن العلاقات مع القاهرة وتل أبيب، قال: "أي خطوات اتُخذت مع الإمارات سنتخذ مثلها مع الآخرين (مصر وإسرائيل)".

مرحلة جديدة

وكانت مياه أبو ظبي وأنقرة قد عادت لمجاريها بعد سنوات من القطيعة والتوتر، حين وصل في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي إلى العاصمة التركية أنقرة، وهي أول زيارة رسمية عالية المستوى منذ نحو 10 سنوات، وكان في استقباله أردوغان، وبعد ساعات من الزيارة كشف الجانبان عن أنهما بدآ في "تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، ويركز على الاستثمارات الاستراتيجية، خصوصاً في قطاعي الطاقة والصحة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وساءت العلاقة بين البلد الخليجي وأنقرة بسبب تبادل الاتهامات وتعارض في المواقف، ففي حين اتهمت تركيا الإمارات بدعم محاولة الانقلاب التركية عام 2016، ساندت الإمارات الرئيس عبدالفتاح السيسي والنظام المصري، عكس اتجاه أنقرة التي كانت مؤيدة لحكم جماعة "الإخوان المسلمين"، المصنفة إرهابية في دول خليجية، منها السعودية، والإمارات، فضلاً عن مصر.

وشهدت العلاقات أوج توترها قبل نحو عام، حين هددت أنقرة بسحب سفيرها من أبو ظبي، أو تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع الإمارات، رداً على اتفاق السلام الذي وقّعته الإمارات مع إسرائيل.

وفي تصريحات سابقة قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، إن "أجواءً إيجابية تخيم على العلاقات التركية - الإماراتية في الآونة الأخيرة"، ليزور بعد ذلك الشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن القومي الإماراتي تركيا في أغسطس (أب) الماضي، حيث التقى الرئيس التركي. وقال أردوغان، إن اللقاء ناقش الاستثمارات الإماراتية في تركيا، متوقعاً أنه في حال سارت المفاوضات بشكل جيد سيكون لأبو ظبي استثمارات ضخمة في بلاده. وأكد أردوغان أن التواصل مع أبو ظبي في الآونة الأخيرة أحرز بعض التقدم.

ويرى مراقبون أن تركيا تسعى للتقارب مع خصومها الإقليميين من أجل الخروج من العزلة الدبلوماسية التي فاقمت الضغط على اقتصاد البلاد والاستثمارات الأجنبية وانهيار العملة المحلية، وهي بذلك تسارع الخطى نحو ترميم علاقاتها، خصوصاً مع الدول الخليجية.

وقبل الزيارة الإماراتية لإسطنبول بيوم، أعلن وزير التجارة التركي توقيع مذكرة تفاهم من شأنها رفع وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين إلى مستويات أعلى.

وأكد وزير التجارة التركي، محمد موش، حينها، أن التعاون بين بلاده والإمارات "يحفز الاستقرار الإقليمي ونموذج لباقي دول المنطقة".

وفي كلمته التي ألقاها خلال منتدى الأعمال التركي - الإماراتي، المنعقد في دبي، الأسبوع الماضي، بدأ الوزير التركي مشيداً "بإمكانات تركيا والإمارات على الصعيدين التجاري والاقتصادي". وقال إن هذا أمر سيكون لصالح البلدين، وإن "تطوير التعاون القائم بين تركيا والإمارات مهم جداً من حيث تشكيله نموذجاً لباقي دول المنطقة، ومحفزاً للاستقرار الإقليمي".

كما دعا موش المستثمرين ورجال الأعمال الإماراتيين، إلى الاستثمار في أنقرة، التي وصفها بأنها "تتميز بمكانة إقليمية ودولية مميزة من حيث فرص الاستثمار".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير