Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حفرية للنياندرتال تحمل أول دليل محتمل على داء ينتقل من الحيوان إلى البشر

وجد علماء علامات على مرض البروسيلات في حفرية نياندرتالية تعتبر الأكثر تناولاً في الدراسات

إعادة تركيب افتراضية للهيكل العظمي الموجود في لا شابيل أو سانت الفرنسية، استناداً إلى عمليات مسح سطحية ثلاثية الأبعاد عالية الدقة للعمود الفقري والحوض (مارتن هاسلر/ جامعة زيورخ")

بينما كانوا يتفحصون مجدداً حفرية مكتشفة لأحد أفراد [النوع البدائي المسمى] "نياندرتال"Neanderthal ، اكتشف عدد من العلماء أحد أقدم الأمثلة على مرض ينتقل من الحيوانات إلى البشر.

العينة التي خضعت للدراسة مرة أخرى، والمعروفة باسم "الرجل العجوز في لا شابيل" Old Man of La Chapelle، يعود اكتشافها إلى عام 1908 في كهف قرب قرية لا شابيل أو سانت الفرنسية La Chapelle-aux-Saints.

في الحقيقة، تعتبر تلك العينة الحفرية البشرية شبه المكتملة الأولى التي يعثر عليها، وواحدة من الحفريات الأكثر تناولاً في الدراسات، على ما قال الباحثون، من بينهم مارتن هايسلر من "جامعة زيورخ" في ألمانيا.

في دراسات سابقة اهتمت بالحفرية الشهيرة، تبين أن ذاك الإنسان [النياندرتال] قد توفي منذ نحو 50 ألف عام عندما كان في أواخر الخمسينيات أو الستينيات من عمره، وأنه كان بلغ مرحلة متقدمة من داء "الفصال العظمي" osteoarthritis، النوع الأكثر شيوعاً من التهاب المفاصل، في عموده الفقري ومفصل الورك.

ولكن بعضاً من التشوهات التي تظهر لدى "الرجل العجوز" لا يعزى إلى التآكل والتلف اللذين تسبب بهما "الفصال العظمي".

في الدراسة الجديدة التي نُشرت الشهر الماضي في مجلة "ساينتفك ريبورتس" Scientific Reports، وجد العلماء أن بعضاً من تلك التغيرات المرضية التي طرأت على "الرجل العجوز" مردها إلى التهاب ناجم عن داء "البروسيلات" brucellosis [المعروف أيضاً بالحمى المالطية] الذي تتسبب به بكتيريا [تسمى بروسيلا].

وفق "منظمة الصحة العالمية"، "البروسيلات" مرض [حيواني المنشأ] يصيب الماشية، وينتقل إلى البشر عندما يتلامسون بشكل مباشر مع حيوانات تحمله.

خلال تفحصهم أضراراً وتقرحات ناتجة من عامل ممرض شابت عينة من العمود الفقري لـ"الرجل العجوز"، الذي ينتمي إلى جنس "الهومو" على غرار البشر المعاصرين، عثر العلماء على علامات يتسم بها داء "البروسيلات".

"يشير ذلك إلى أول دليل محفوظ على وجود هذا المرض الحيواني المنشأ في تطور الهومو"، كما كتب العلماء في الدراسة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"البروسيلات"، الذي ما زال منتشراً حتى اليوم، يتسبب بارتفاع في حرارة الجسم، وآلام في العضلات، وتعرق خلال الليل يستمر من أسابيع حتى سنوات. ويشتبه الباحثون في أنه ربما انتقل إلى إنسان "نياندرتال" خلال ذبح حيوان وتقطيعه أو نتيجة تناول لحوم نيئة.

في حالات كثيرة، يمكن أن يتسبب "البروسيلات" أيضاً بآلام التهاب المفاصل، والتهاب الخصيتين الذي يمكنه أن يؤدي إلى العقم، كذلك التهاب صمامات القلب، علماً أنه السبب الأكثر شيوعاً للوفاة الناتجة من هذا الداء.

معلوم أن "البروسيلات" أحد أكثر الأمراض الحيوانية المنشأ (التي تجد طريقها من الحيوانات إلى البشر) شيوعاً، شأن "إيبولا" و"كوفيد- 19".

وقد أبلغ عن وجود البكتيريا التي تسبب "البروسيلات" لدى مجموعة واسعة من الحيوانات البرية، من بينها الأغنام البرية والماعز والماشية والبيسون الأوروبي والرنة والخنازير البرية، وتعتبر هذه الحيوانات عناصر مهمة في النظام الغذائي لإنسان نياندرتال عموماً، وفق الدراسة.

"النياندرتال"، كما كتب العلماء في الدراسة، "التقطوا على الأرجح داء "البروسيلات" أثناء ذبحهم الحيوانات المفترسة، ولا يختلف ذلك عن تجربة المسلخ اليوم، أو من طريق تناول اللحوم النيئة".

ولكن لما كان "الرجل العجوز في لا شابيل" قد بقي حياً حتى الستينيات من عمره، التي تعتبر مرحلة متقدمة من العمر بالنسبة إلى تلك الفترة، يشتبه الباحثون في أنه ربما يكون قد أصيب بشكل أقل شدة من "البروسيلات".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم