في أعقاب استقالة تيريزا ماي، لن يطول الوقت قبل أن يتحول الحديث إلى البحث عن مكانتها التاريخية. فاين تقف السيدة الخارجة للتو من رئاسة الوزراء بين أسلافها الذين تعاقبوا على حكم بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية؟
من الصعب اقناع الناس بأن ماي تستحق مرتبة أقرب إلى القمة. فكما يقول المثل الشعبي "كانت لها مهمة واحدة" وأفسدتها. ويصلح البريكست معياراً للتعريف بولايتها القصيرة نسبيا وهو الذي نسف عهدها في نهاية المطاف. غير أن لماي قلة من المزايا التي تشفع لها ، وكان من الصعب عليها أن تُعدّد هذه المواصفات في بيان الاستقالة المبلل بالدموع. وإذا تبين أن من يخلفها سيفشل أيضا في إخراج البلاد من الاتحاد الأوروبي، أو أنه سيُخرجها من دون أن يحمي الاقتصاد وحزب المحافظين من الدمار الذي سيلحق بهما في أعقاب الانسحاب، فإن التاريخ سيكون أكثر سخاءً تجاهها وتجاه صفقتها من كُتّاب العناوين البارزة في صحافة اليوم. هكذا سنرى ما إذا كانت ماي على صواب طوال الوقت.
وفيما يلي قائمة تصنيف مقترحة يأتي ترتيب ماي قريباً من نهايتها، ضمن المنطقة الحمراء.
1- مارغريت تاتشر (1979-1990)
كانت مارغريت تاتشر حتى وفاتها عام 2013 ما تزال قادرة على تقسيم الأمة. وعلى الرغم من أن بعض جوانب إرثها تتعرض للهجوم، فهي تركت بصمتها على الأمة، وإليها يعود الفضل في القبول باقتصاد سوق مبني على المبادرة الحرة وترويض النقابات العمالية والخصخصة والاستثمار الداخلي وتحرير الأسواق. كانت شجاعة ونموذجا أساسياً لـ "السياسي المبدئي ذي القناعات" ، وربما لم يكن بإمكانها إنجاز كل ما أنجزته لولا قوة شخصيتها الخالصة وذكائها الباهر. فاالانتصار في حرب الفوكلاند، وتحدي الجيش الجمهوري الإيرلندي، وبناء علاقة خاصة وقوية مع الرئيس الاميركي الاسبق ريغان تُتَمِّمُ معاً صورة لسياسية متكاملة، تم شطبها عند نهاية ولايتها بسبب فقدانها القدرة على محاكمة الاشياء بشكل سليم ، كما كان الحال لدى فرضها ضريبة البلدية، واتبّاعها أسلوباً متعجرفاً وعداء مستحكماً لاوروبا مما أقلق زملائها في الحكومة.
2- كليمونت أتلي (1945-1951)
تفيد الحكمة التقليدية أن حكومة أتلي كانت موهوبة بشكل استثنائي، فحققت التحول الاجتماعي التاريخي وغيّرت وجه المجتمع البريطاني. واشتملت إنجازاته على تأسيس "خدمة الصحية الوطنية" والضمان الاجتماعي، وتوفير الوظائف للجميع، ومنح الاستقلال للهند، وإنشاء الحلف الأطلسي، وتأميم قطاعات الاقتصاد الرئيسية ، ومأسسة الثورة الكينزية في إدارة الاقتصاد. كل ذلك كان صحيحا. واشتهر "كليم" بالإيجازفي الكلام والحرص على تفويض الصلاحيات والإشراف على تنفيذها بكفاءة عالية، وهي مهمات كبيرة كانت تتخللها دائماً متابعته عن كثب لنتائج مباريات الكريكت.
3- هارولد ويلسون (1964-1970، 1974-1976)
كان يُنظر لويلسون وهو لايزال على رأس الحكومة، على أنه قامة سياسية كبيرة. لكن سمعته التاريخية سرعان ما انهارت حين بدا ماكراً ومنافقا مكتفيا بتوفير حياة سهلة للبلاد عندما كانت بريطانيا تنزلق نحو تراجع لاسبيل لإيقافه. ولم يبقَ له إلا الجامعة المفتوحة كواحد من الانجازات التي تدعو إلى الفخر وقد حقّقه وهو يمسك بمقاليد الأمور لعقود. بيد أن التاريخ كان رؤوفا به في السنوات الأخيرة مع ظهور جيل جديد بات يُثمّن الإصلاحات الاجتماعية التي شجعت حكومته على تحقيقها بما يتصل بجملة من القضايا الاجتماعية (الطلاق، العلاقات العرقية، الاجهاض، إلغاء الإعدام شنقا)، و يُقدّر له نجاحه بالحفاظ على وحدة حزب العمال رغم الصعوبات التي اعترضته.
4- توني بلير (1997-2007)
كان بلير، كويلسون، عبقريا لجهة القدرة على الفوز بالانتخابات بفضل نجاحه الفائق في نيل ثقة الشعب وبراعته في إدارة العمل في مجلس العموم وفي أجهزة الحكومة، بحس يكاد يكون خارقاً للطبيعة لناحية استشعار المزاج السياسي المتقلب. أصبحت حالياً سمعته في الحضيض، لكنه يستحق أفضل من ذلك. لاشك أن دوره في العراق يمثل فشله الأساسي، إلا أن الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية العديدة التي أجرتها حكومته يجب أن تُؤخذ في الإعتبار لدى تقييم أدائه وسيرته السياسية. ويأتي في طليعة هذه الانجازات : الحكم المحلي لإسكتلندا وويلز، اتفاق الجمعة العظيمة الذي وضع حدا للحرب الاهلية في ايرلندا الشمالية، واستقلال بنك إنجلترا، الإصلاحات التعليمية، وتمويل خدمة الصحة الوطنية، حقوق المثليين والمتحولين جنسيا، والحد الأدنى للأجور، إضافة إلى فترة قصيرة من الزعامة الأوروبية بالشراكة مع أميركا.
5- ديفيد كاميرون (210-2016)
يجري تقييم رئاسة ديفيد كاميرون للحكومة من خلال قرار كارثي، شأنه في ذلك شأن سلفه توني بلير. والقرار المصيري بالنسبة لكاميرون كان اقتراحه إجراء استفتاء حول البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتنظيم هذا الاستفتاء . هكذا سرعان ما أدى استفتاء " البريكست" إلى نسيان سجل كاميرون بسهولة رغم أن ولايته كانت بمنزلة عصر ذهبي للقيادة المستقرة والقوية والجيدة، فقد استطاعت حكومة كاميرون-كليغ الإئتلافية لحزبي المحافظين والديموقراطيين الأحرار في النصف الأول من العقد الحالي إدارة عملية التعافي المؤلمة من الأزمة المالية ، كما نجحت في وضع المال العام والاقتصاد على أسس مستدامة. وقام كاميرون، العضو السابق لنادي بيولينغتون الحصري المحافظ في جامعة أكسفورد والذي انتسب اليه أيضاً بوريس جونسون ايام الدراسة، بالكثير لتحديث حزبه، كما حكم البلاد بأسلوب براغماتي. وفي الحقيقة، لم يكن يملك الخيار لناحية طرح عضوية الاتحاد الأوروبي على الاستفتاء، وذلك بسبب تنامي شعبية "حزب استقلال المملكة المتحدة" المناهض للاتحاد الاوروبي وكذلك قوة الجناح المشكّك في الاتحاد الاوروبي (يوروسكيبتكس) ضمن حزب المحافظين نفسه. وكذلك كان بإمكان شخص أكثر تشكيكا في الاتحاد الأوروبي مثل تيريزا ماي، أن ينتزع الزعامة من كاميرون بسهولة في أول انتخابات.
6- جوردون براون (2007-2010)
وصل هذا الشخص المنطوي العبوس والمشاكس إلى رئاسة الوزراء متأخراً ، لأن بلير حرمه منها لسنوات. وهذا يبررله سجله الذي يضمّ خليطاً من السلبي والايجابي ، فقد تسلّم مقاليد السلطة بعدما فات الآوان ولم يعد قادرا على فعل الكثير. إضافة لذلك، عصفت بولايته مبكرا أزمة المصارف عام 2008. لم يكن براون محظوظا بكل تأكيد، كما أظهرت غلطته القاتلة في إطار قصة "المرأة المتعصبة" حين اتهم في 2010 سيدة تؤيد حزبه بالتعصب. لكن لم يكن هناك شك في أن أداءه الشعبي كان ضعيفا على نحو مثيرللاستغراب، بالنظر إلى رصيده السابق من الأداء المقنع في مجلس العموم وفي المؤتمرات الحزبية. غير أنه تمكن بالتعاون مع محافظ بنك إنجلترا ميرفين كينغ من صياغة خطة لإنقاذ البنوك المتعثرة ساهمت في إنقاذ العالم. ونحن ممتنون له بذلك.
7- السير ونستون تشرشل (1951-1955)
يجب أن يتربع عادة ونستون تشرشل على قمة قائمة تصنيف رؤساء الوزراء، وذلك بسبب الحرب. ولكننا هنا معنيون فقط بتقييم حكومته في فترة ما بعد الحرب، والتي كان عملها هادئاً إلى حد كبير، ولعل أهم ما تُعرف به هو أنها لم تواجه أية كوارث كبيرة. إلا أن تشرشل ووزراءه فشلوا في إدراك النوايا الجادة للذين يشتغلون على مشروع المجموعة الاقتصادية الأوروبية على الضفة الأخرى للقنال وإمكانية إنشاء الولايات المتحدة الأوروبية في نهاية المطاف. وعندما أصغى تشرشل أخيرا لمن كانوا يناشدونه أن يتقاعد بعدما تجاوز الثمانين من عمره، وأثناء تمتعه بصيف لطيف بشكل استثنائي، كان قد تعرض مرتين لسكتة دماغية بقيتا طي الكتمان حتى وقت قريب. ولو كان تشرشل قد أظهر القيادة التي احتاجتها البلاد للتأثير في بناء التحالف الأوروبي الجديد آنذاك، لربما كان سجله مختلفا تمام الاختلاف عن سجل من خلفوه في الحكم.
8- السير أليكس دوغلاس – هوم (1963-1964)
من الصعب قول الكثير عن الفترة التي قضاها أليك، وهو الإيرل الرابع عشر أوف هوم سابقاً، في رئاسة الوزراء لأنها قصيرة للغاية. كان هوم وجها أرستوقراطيا وصف ذات مرة راتب الشيخوخة التقاعدي "بالمنحة"، وكان يميل قليلا إلى يمين حزبه. ورث بعض الفوضى السياسية عن ماكميلان كما اضطر أن يتعامل مع هارولد ويلسون زعيم حزب العمال الأكثر شباباً آنذاك والمفعم بالحماسة والدهاء. وبأعجوبة، كاد هوم أن يفوز بالانتخابات العامة سنة 1964 بالرغم من أنه قال ذات مرة إنه يستعمل أعواد الثقاب لفهم الاقتصاد.
9- جيمس كالاجان (1976-1979)
شغل كالاجان ئاسة الوزراء لفترة وجيزة، شأنه في ذلك شأن هوم وبراون وميجور. ولسوء حظه أنه أٌرغِم على خلافة ويلسون، الذي كان شخصية أكبر منه بكثير، كما حاول أن يبرز في ظل سلفه. كان لطبيعة كالاجان الهادئة والودودة وتصميمه القوي للحفاظ على استمرارية حكومة الأقلية التي يترأسها، الفضل في البقاء بمنصبه كل تلك المدة. حافظ على الانسجام بين الحكومة والحزب خلال أزمات مالية واقتصادية حادة وتمكن من الإبقاء على توني بين ودينيس هيلي في نفس الحكومة. شهدت حكومته انخفاض نسب البطالة والتضخم، لكن فشلها الأخير تمثل في وضع سياسة للأجور ما تسبب في إضرابات "شتاء التذمر" الواسعة التي أنهت ولايته. وبسقوطه بدأ حزب العمال 18 عاماً من التخبط بعيداً عن السلطة. صحيح ان الديمقراطية الاجتماعية ماتت حين كان كالاجان على رأس الحكومة، لكنه لم يكن مسؤولاً عن وفاتها.
10- جون ميجور (1990-1997)
ما يزال ميجور موضع استخفاف ومن الصعب التصديق أنه كان ذات يوم شخصية مثيرة ورمزا آخر من رموز حزب المحافظين الحديث المبني على الاستحقاق والفرص للجميع. ومع أنه ابن ممثل سيرك مفلس ترعرع في أوضاع صعبة في بريكستون بجنوب لندن ورسب ذات مرة في مقابلة التوظيف ليصبح سائق باص، إلا أن ميجور نموذج للطبقة العاملة الذي جعل منه حزب المحافظين بطلا جيدا. ورغم كل الصعاب التي اعترضت سبيله، فقد هزم حزب العمال في الانتخابات العامة لعام 1992 بفارق حاسم وتمكن من تمرير مشروع قانون ماستريخت بشأن أوروبا في البرلمان بالرغم من أنه واجه حرب عصابات شرسة شنها عليه المشككون في الاتحاد الأوروبي (يوروسكيبتكس) من أعضاء حزب المحافظين. ومع أنه عانى من انقسام حكومة طموحة وحزب ممزق وعدم ولاء برلمانيين محافظين، ومن ظاهرة حزب العمال الجديد، و تأثير مارغريت تاتشر السلبي من وراء الكواليس بالحزب والشارع السياسي، فقد نجح ميجور بتقديم الانجازات التي حققها ، وتشتمل على اقتصاد يتوسع بقوة، وإرساء قواعد السلم في إيرلندا والإبقاء على المملكة المتحدة داخل أوروبا لكن خارج منطقة اليورو. وفي ذلك الوقت، كما اليوم، لم يستسغ حزب المحافظين المساومات عندما يتعلق الأمر بأوروبا.
11- هارولد ماكميلان (1957-1963)
مثله مثل ماي، فقد أفسدت أوروبا رئاسته للوزراء، ولكن في الاتجاه المعاكس، إذ فشل ماكميلان في إدخال بريطانيا الاتحاد الأوروبي وليس في إخراجها منه. فبعد أن قاد الحزب والبلاد لتجاوز تداعيات الفشل الذريع التي لحقت بهما جرّاء أزمة السويس عام 1956، وإصلاح العلاقات مع الأميركيين مع احتفاظ المملكة المتحدة بأسلحتها النووية، فاز ماكميلان بانتخابات 1959 بفارق كبير. وبعد سنتين من مفاوضات صعبة ومؤلمة مع الاوروبيين حول السياسة الزراعية المشتركة والتنازلات التجارية للكومونولث البريطاني، عارض الرئيس الفرنسي شارل ديغول السابق طلب المملكة المتحدة سنة 1963 بالإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وبذلك فقدت حكومة ماكميلان هدفها الاقتصادي، وبدا الرجل الاستعراضي الكلاسيكي فجأة عتيقاً تجاوزه الزمن. وجد مبرراً للانسحاب حينما أصيب بأزمة صحية كما ظلت ذيول فضيحة بروفيومو تلاحقه على الدوام كمصدر لاينتهي للإحراج. ومع أنه كان داهية متمتعا بحس مرهف بماضي بريطانيا ومستقبلها، و قوة مهيمنة على المشهد السياسي لعقد من الزمان، فمن المدهش أن ماكميلان لم ييعد ُذكر حالياً إلا لماماً.
12- تيريزا ماي (2016-2019)
أضحت سقطات ماي معروفة جيدا. ولعل أكبر أخطائها كان سوء التقدير الذي حملها على الدعوة لانتخابات مبكرة عام 2017 خسرت بنتيجتها الأغلبية الضئيلة التي كان كاميرون يتمتع بها. وانتهى بها المطاف وقد فقدت السيطرة على البرلمان والسلطة معا.
ولكن قلما يتذكر الكثيرون أن قرارها بإجراء الانتخابات تلك كاد ينال ما يشبه الاجماع بين المثقفين ومنظمي استطلاعات الرأي والمعلقين السياسيين ممن وافقوا معها على وجوب الدعوة إلى الانتخابات، وتوقعوا فوزها بأغلبية ساحقة تمكنّها من تمرير البريكست وفقا لشروطها كما لو أنها كان الانحساب من أوروبا أمراً شكلياً . لم يتنبأ احد بمدى ضعف أدائها في الحملة الانتخابية، ولا بمدى نجاح خصمها جيرمي كوربين في حملته. لكن ما زال بإمكانها أن تستمتع بالضحكة الأخيرة إذا استمر خلفها في رئاسة الوزراء لفترة أقصر وتسبّب بفوضى أكبر بشأن البريكست. ليست هذه طريقة ايجابية للنظر إلى الوضع، بيد أن ذلك هو كل ما تبقى لها حالياً.
13- إدوارد هيث (1970-1974)
أكثر ما يذكر بولاية إدارد هيث هو الإضرابات، والإكتفاء بثلاثة أيام عمل في الاسبوع، وانقطاع الكهرباء، والتضخم السريع وحالات الشح، وغالبا ما تعرض المسرحيات والمسلسلات تلفزيونية بعض وقائع تلك الأيام . وفي غضون بضع سنوات، تم تفكيك كل ما كان يمثله هيث، بما في ذلك إصلاحاته الفاشلة للنقابات العمالية، هيمنة أصحاب المصالح، وسياسة الدخل . غير أن إنجازه التاريخي الذي تمثّل في إدخال بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي، بقي كأبرزصنيع حققه هيث في حياته . وهو كان، مثل ماي وبراون، موظفا فاشلا ، مهتما بالسياسة أكثر من اهتمامه بالناس. لم يكن مرتاحا خلال الحملات الانتخابية كما لم يبرع في استمالة الجمهور مثلما فعل ويلسون وبلير وحتى تاتشر، كما لم يكن خطيباً مفوّهاً ومجادلاً حاذقاً كماكميلان . وقد جعل دخول بلاده إلى الاتحاد الأوروبي شغله الشاغل طوال حياته، لكن انجازاته حتى في هذا المجال قد لاتستمر طويلاً.
14- السير أنتوني إيدن (1955-1957)
وهذا يشبه ماي، لجهة تعرض ولايته هو الآخر إلى أزمة خطيرة. فقد عصفت كارثة قضية السويس بحكومته، وسرعان ما أدت إلى طي صفحته . وبالرغم من كونها نقطة تحول ومهانة قومية، فقد كانت مجرد جزء من مسلسل أوسع وأطول لانهيار إمبراطورية بريطانيا العظمى، ولم تكن للكارثة أهمية كبيرة على المدى الطويل. ولو أن إيدن انتهز فرصة الانضمام للمجموعة الأوروبية الوليدة عندما كان بوسعه أن يفعل ذلك كرئيس للوزراء، لكان اليوم سجله مختلفاً، ربما.
© The Independent