Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئيس حكومة "طالبان" يطلب مساعدة المجتمع الدولي: "نحن غارقون في مشاكلنا"

أعلن "استئناف ذهاب الفتيات إلى المدارس إلى حد كبير" في أفغانستان

عنصر من "طالبان" يفتش سيارة على حاجز أمني بكابول، في 27 نوفمبر الحالي (رويترز)

أكد رئيس حكومة "نظام طالبان" في أفغانستان، محمد حسن أخوند، أحد مؤسسي الحركة، السبت 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أن حكومته "لن تتدخل" في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مناشداً المنظمات الانسانية الدولية مواصلة تقديم مساعداتها لأفغانستان التي أنهكتها الحروب.
وبث التلفزيون الأفغاني الرسمي خطاباً مسجلاً لأخوند هو الأول له منذ استيلاء "طالبان" على السلطة في أغسطس (آب) الماضي، وجاء قبل اجتماع الولايات المتحدة وحركة "طالبان"، المقرر الأسبوع المقبل في العاصمة القطرية الدوحة.

"غارقون في مشاكلنا"
وفي خطابه الذي استمر نحو 30 دقيقة، وسط انتقادات طاولته على وسائل التواصل الاجتماعي للزومه الصمت منذ سيطرة الحركة على الحكم، في ظل المصاعب التي تواجهها البلاد، قال أخوند، "نؤكد لكل الدول أننا لن نتدخل في شؤونها الداخلية، ونريد إقامة علاقات اقتصادية جيدة معها". وأضاف، "نحن غارقون في مشاكلنا، ونحاول استجماع قوانا لإخراج شعبنا من البؤس والمصاعب بعون الله".
وتابع أخوند، "نطلب من كل المنظمات الإنسانية الدولية عدم وقف مساعداتها، وتقديم العون لأمتنا المُنهكة... حتى يكون بالإمكان حل مشاكل الناس"، مشدداً على أن المشاكل التي تواجهها أفغانستان هي نتيجة سياسات الحكومات السابقة.
وقال أخوند، "تم استئناف ذهاب الفتيات إلى المدارس إلى حد كبير، وهناك أمل بمزيد من التسهيل في مجال التعليم"، مشيراً إلى أن النظام التعليمي سيكون موجهاً وفق مبادئ الشريعة الإسلامية.

سلسلة تحديات
وتواجه حكومة أخوند الآن سلسلة تحديات أبرزها إحياء اقتصاد البلاد المنهار بعد توقف المساعدات الدولية التي كانت تشكل 75 في المئة من ميزانية البلاد في ظل الحكومات السابقة.
ومنذ استيلاء "طالبان" على السلطة ارتفع معدل التضخم بشكل كبير، وكذلك البطالة بين الأفغان وسط انهيار النظام المصرفي.
وتفاقمت الأزمة بعد تجميد واشنطن نحو 10 مليارات دولار من أصول البنك المركزي الأفغاني، وازداد التراجع مع وقف البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تمويلهما لأفغانستان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحذرت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة من أزمة إنسانية كبيرة في أفغانستان التي يتوقع أن يواجه أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 38 مليون نسمة، الجوع هذا الشتاء.
وأجبر الوضع المتدهور بسرعة الأفغان على بيع كل ما يملكونه لشراء المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية الأخرى، مع انهيار قيمة العملة المحلية وارتفاع الأسعار.

محادثات في الدوحة
ومع محاولات "طالبان" الحثيثة تثبيت نفسها كنظام حاكم، تواجه الحركة المتطرفة تحدياً آخر خطراً يمثله تنظيم "داعش" الذي نفذ أخيراً هجمات دامية عدة.
وتهدف محادثات الولايات المتحدة و"طالبان" في الدوحة إلى التعامل مع قضايا عدة مثل مواجهة تهديدَي "القاعدة" و"داعش"، إضافة الى حل مشكلة وقف المساعدات الإنسانية لأفغانستان.
وستركز المحادثات أيضاً على كيفية توفير ممر آمن خارج أفغانستان للمواطنين الأميركيين والأفغان الذين عملوا مع واشنطن خلال الحرب التي استمرت 20 سنة.
وتشدد واشنطن على ارتباط أي دعم مالي أو دبلوماسي لحكومة "طالبان" بشروط معينة، مثل تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع القوى، واحترام حقوق الأقليات والنساء وحق الفتيات في التعليم.
يُذكَر أن "طالبان" وصلت إلى السلطة في 15 أغسطس 2021، بعد الانسحاب السريع للجيش الأميركي، وإطاحة الحكومة الأفغانية السابقة المدعومة من واشنطن.
وكانت الولايات المتحدة قد أطاحت نظام "طالبان" السابق بعد غزوها أفغانستان عقب هجمات سبتمبر (أيلول) 2001 التي نفذها "تنظيم القاعدة" الذي اتخذ مؤسسه أسامة بن لادن حينذاك من أراضيها معقلاً له.
وأخوند الذي يُعتقد أنه في الستينيات من العمر هو من قدامى محاربي "طالبان"، وكان مساعداً مقرباً ومستشاراً سياسياً للملا عمر مؤسس الحركة وأول زعيم لها، كما شغل منصب وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء في النظام السابق للحركة بين عامي 1996 و2001.
وسبق أن أدرج مجلس الأمن الدولي أخوند على قائمة العقوبات الخاصة بـ"أنشطة طالبان".

المزيد من الشرق الأوسط