Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قاطعوا الجمعة السوداء لو كان الكوكب يهمكم

في حين ترفض بعض العلامات التجارية النزعة الاستهلاكية السريعة الوتيرة، فإنها لا تقوم بما يكفي للحد من أثر الشراء الانفعالي ووليد اللحظة

"اكتسبت الجمعة السوداء سمعة سيئة بسبب الصفقات الرخيصة على نحو مذهل" (رويترز)

اكتسبت الجمعة السوداء سمعة سيئة بسبب الصفقات الرخيصة بجنون، والدفع المحموم عبر الإنترنت، والصور الكارثية الخاصة بعملاء يتقاتلون على أجهزة تلفزيونية. ولم يكن مفاجئاً أن يظهر استطلاع أخير أجرته أيديالو دوت كو دوت يو كاي (idealo.co.uk) أن تسعة من كل 10 متسوقين يجدون الجمعة السوداء مجهدة.

وكشف الاستطلاع نفسه أيضاً أن 24 في المئة من المتسوقين يندمون على الصفقات التي يبرمونها خلال الجمعة السوداء. لكن أثر هذه المشتريات غير المرغوب فيها يقتصر فحسب على شيء من كراهية الذات حين يدقق المرء في حسابه المصرفي بعد الجمعة السوداء.

وتوقع تقرير من ماني دوت كو دوت يو كاي (money.co.uk) أن الشراء عبر الإنترنت خلال الجمعة السوداء عام 2020 أطلق 429 ألف طن من انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي. وهاكم بعض المعلومات لتعزيز شعوركم بالقلق: إذا أفرطتم في الإنفاق لمجرد أن تعيدوا نصف ما طلبتموه، قد ينتهي المطاف بالسلع في مطمر بدلاً من إعادة بيعها.

وهذا العام، تعرض شركات كثيرة على العملاء صفقات أخلاقية باسم الجمعة الخضراء، وتتبرع بنسبة مئوية من المشتريات لدعم قضايا مناخية أو تشجع الشراء الأبطأ من خلال تخفيض يمتد لشهر.

وفي حين أن من المشجع أن نرى علامات تجارية ترفض النزعة الاستهلاكية السريعة الوتيرة، هل هذه المبادرات كافية لمقاومة الكارثة المناخية الملحة؟ نوعاً ما، تبدو أي صفقات متصلة بالجمعة السوداء مشبوهة قليلاً، مثل أي ترس آخر في الآلة الرأسمالية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قبل ثلاث سنوات، كنت أنا أيضاً من ضمن الملايين المتحمسين لملء سلالهم الافتراضية بصفقات خلال الجمعة السوداء. وفي حين لم أكن مناوئة للشراء من مؤسسات خيرية، كان الأساس في خزانة ملابسي هو الأزياء السريعة – لكنني بدأت ألاحظ تدريجياً مدى سرعة فتور غرامي بالسلع التي اشتريتها نزوةً. وشعرت بندم على مشترياتي خلال الجمعة السوداء السنة كلها.

وتمثل الحل الذي توصلت إليه في التعهد بجعل السلع المستعملة خياري الأول خلال التسوق – ما يعني أنني أبدأ بالبحث في المؤسسات الخيرية أو باستخدام تطبيقات مثل "ديبوب" أو "إي باي"، ولا أشتري سلعة جديدة إلا حين أستنفد هذين الخيارين.

وزعزع تطبيق هذه القاعدة عادات الشراء لدي على نحو كبير. فالعثور على سلعة مستعملة تعجب المرء حقاً يستغرق وقتاً – أمضيت مرة ثلاثة أشهر أبحث عن الجينز الواسع الرجلين الأبيض المثالي، وبعد سنة، لا زال الأساس في خزانة ملابسي.

واكتشفت أيضاً منفعة المجموعات المحلية والأسواق عبر الإنترنت للحصول على سلع مستعملة: وجدت كل شيء من سماعات الرأس إلى مكبر الصوت إلى مصابيح الدراجة الهوائية بتكاليف متدنية جداً أو مجاناً حتى. لكن التنقل حول المدينة لشراء شيء قد يبدو في الأغلب مزعجاً مقارنة بفورية التسليم في اليوم التالي التي يعرضها "أمازون".

غير أن إزعاج نفسي كان هو الهدف إلى حد ما. لقد اعتدنا على تلقي المنتجات خلال ساعات من النقر على زر، لذلك يبدو بذل جهد للعثور على سلعة بأنفسنا مضيعة للوقت – بدلاً من كونه حلاً قيماً للإنتاج المفرط الذي يضرب كوكبنا.

وبعدما بدأت أولي الأولوية لشراء السلع المستعملة، شعرت بأن المشاركة في الجمعة السوداء من قبيل التناقض. ولم أشعر بالحاجة إلى المشاركة في نوبة الشراء بغرض "استغلال" الصفقات المجنونة حين اعتدت على نهج أبطأ وأكثر دائرية للحصول على أشياء إضافية.

وتفيد منظمة "العالم يهم" بأننا، لو عشنا جميعاً مثل المستهلك الأميركي المتوسط، سنحتاج إلى 5.2 كوكب لدعمنا. لكننا بالكاد نتمكن من حماية الكوكب الواحد المتوفر لنا.

وخلال مؤتمر الأطراف الـ26، أبرز خبراء من حول العالم مدى إلحاح اتخاذ إجراءات مناخية. وفي حين يجب محاسبة الحكومات لتطبيق قوانين تكافح تغير المناخ، على المستهلكين الأفراد ألا ينكروا قدرتهم على إحداث تغيير [التأثير]. وسيكون التعهد بمقاطعة الجمعة السوداء خطوة إلى الأمام باتجاه كسر دورتنا المهلكة من النزعة الاستهلاكية – باسم إنقاذ كوكبنا.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء